حرص المزارع المواطن علي الظنحاني من دبا الفجيرة طوال مسيرته العملية والمهنية على الحفاظ على تراث الآباء والأجداد، حيث اشتهر بامتلاكه متحفاً يضم آلاف المقتنيات القديمة، كما أنه اشتهر كصاحب أكبر محمية جبلية للنحل لإنتاج العسل الطبيعي في دبا. الظنحاني يمتلك مزرعة كبيرة مليئة بـ 5000 شجرة موز و70 شجرة مانجو، بالإضافة إلى أشجار البابايا والليمون والتين ومئات من أشجار النخيل والكثير من المحاصيل الأخرى، بذل فيها طاقته من أجل حصاد وافر يحقق له ولأفراد أسرته الاكتفاء الذاتي، وما يتبقى من فائض يقوم ببيعه طازجاً.

واستطاع أن يصنع لذاته سمعة طيبة على مستوى الدولة وفي دول الخليج لما يقدمه من جودة عالية في محاصيله ومنتجاته.

«البيان» رافقت الظنحاني بجولة في داخل مزرعته الخضراء في مدينة دبا، التي تحيطها الأشجار من كل صوب، حيث تتدفق بها المياه المندفعة في قنوات الري التي يطلق عليها اسم «الفلج» الذي من خلاله تسقى وتروى المزروعات والمحاصيل الوافرة بالمزرعة، حيث يعتمد الظنحاني في ري مزروعاته على المياه الجوفية العذبة من الآبار التي تشتهر بها دبا الفجيرة، وأثناء تجوّلنا كانت الرائحة فواحة وقوية، حيث كان المكان يعبق برائحة زكية لأشجار المانجا المحلية وثمارها المتدلية من أغصانها.

موسم المانجو

ويتحدث الظنحاني: هلَّ علينا موسم الصيف وهو موسم المانجا المحلية المشهورة بإمارة الفجيرة والساحل الشرقي، المعروفة برائحتها القوية الطيبة وحجمها الصغير الدائري وطعمها السكري اللذيذ، موضحاً أن مزرعته تتضمن الكثير من أشجار المانجا الذي يطلق عليها محلياً اسم «الهامبا»، موضحاً أن الهامبا المحلي يختلف عن باقي أصناف الهمبا المستوردة من الخارج بكل أشكالها وأنواعها المختلفة، الذي جعل لها مكانة كبيرة في السوق وزيادة في الطلب من قبل الناس من مختلف أنحاء دولة الإمارات، حيث ينتظرون موسم قدومها بفارغ الصبر، للاستمتاع بفوائدها وطعمها المميز، التي تتركز بها عناصر غذائية عديدة بتوفر الألياف وفيتامين «سي»، علاوة على علاجها للأمراض المعدية وتقوية المناعة خاصة في نزلات البرد، ومستحبة في فصل الصيف لتناولها كعصير بارد يمد الجسم بالطاقة والقوة.

حصاد وفير

لذلك حرص الظنحاني على زراعة أشجار الهامبا طبيعياً، ولا يستخدم أية مواد كيماوية في تغذية محاصيل مزرعته، مؤكداً أن موسم هذه السنة كان وفيراً بثمار المانجو ذات الطعم الحلو، ويرجع السبب إلى هطول الأمطار الغزيرة التي ارتوت على أثرها الأراضي الزراعية وتشرّبت بمياه الأمطار العذبة، وعليه سعى الظنحاني للاهتمام بشجرة المانجا بتسخير خبرته الزراعية لزيادة الإنتاج برفع كمية الثمار سنوياً، لما تمثله «الهمبا» من قيمة غذائية عالية ومذاقها المختلف الذي طبع لها بصمة مذاق ورائحة مميزة في ذاكرة الناس وفي تاريخ الزراعة في دولة الإمارات، حيث وصفها الكثيرون بأنها ملكة فاكهة الصيف دون منازع.