عميد كلية العلوم في جامعة زايد لـ«البيان»:

دراسة لتوفير معلومات عن الرحلات المستقبلية إلى المريخ

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف الدكتور فارس الهواري، عميد كلية العلوم الطبيعية والصحية في جامعة زايد، لـ «البيان» عن أن الكلية تعد دراسة لفهم صور وملامح سطح الكرة الأرضية ودراسة ظواهر كوكب المريخ بغرض توفير معلومات للبعثات المستقبلية سواء المأهولة أو غير المأهولة للكوكب الأحمر، وذلك من خلال أحدث البرمجيات والمعدات التي تمتلكها الكلية لمعالجة صور الاستشعار عن بعد.

وأشار إلى أن هذه الأجهزة والإمكانيات لا تركز فقط على فهم صور وملامح وبيئة كوكب الأرض، وإنما أيضاً الكواكب الأخرى بغرض توفير معلومات للبعثات المأهولة وغير المأهولة المستقبلية.

وأوضح أن الكلية تركز على علوم الاستشعار عن بعد والتي تعرف بأنها علم للحصول على معلومات حول شيء أو منطقة أو ظاهرة، من خلال تحليل البيانات التي تم جمعها بواسطة أجهزة معينة أو أجهزة استشعار، التي تعتبر كالمجسات ويمكن حملها على متن طائرات أو أقمار صناعية أو قوارب أو طائرات من دون طيار.

وقال: إن الكلية لديها فريق بحثي يضم باحثين إماراتيين يعكفون حالياً على دراسة آثار المياه على سطح المريخ وهو مجال مهم لفهم طبيعة الكوكب الأحمر.

خطوط الانحدار

وأشار إلى أن الفريق يقوم بدراسة لفهم ظاهرة خطوط الانحدار المتكرر وهي عبارة عن ظاهرة معينة موجودة على سطح المريخ وتحتوي على وديان صغيرة، وتظهر في صور الأقمار الصناعية في أشهر معينة في السنة وتختفي بقية الأشهر على مدار العام.

وذكر الدكتور الهواري أن فريق تحليل الأطياف المتعددة والاستشعار عن بعد في الكلية قام بإجراء تحليل لمعالم سطح المريخ الخارجي «جيومورفولوجي» وعلاقته بالتركيب الجيولوجي الكائن على سطح الكوكب الأحمر.

وأشار إلى أن الكلية من خلال فريقها البحثي قامت برسم خرائط لأكثر من 941 موقعاً لوحظ فيها خطوط انحدار متكررة على سطح المريخ، والتي قد تكون دلالة على نظيرة وجود الماء على سطحه، كما يدرسون العلامات الجوية التي تلعب دوراً حاسماً في تشكيل ميزة خط الانحدار المتكرر على سطح الكوكب الأحمر.

وأكد الدعم الكبير والمستمر الذي حظيت به أبحاث الكلية ومشاريعها حول هذا المجال من أجل معرفة المزيد عن أصل وتطور وتاريخ كوكب المريخ، حيث يقوم فريق بحث الكلية بإجراء تحقيق مفصل في التحليل الميكانيكي والجيولوجي والجيومورفولوجي والطبوغرافي للمريخ.

مضيفاً أن الكلية تجري دراسة أخرى تركز على دراسة صخور المريخ وأعمال بعض المناطق من خلال الثقوب الشبيهة بفوهات البراكين والتي تبين أنها ناتجة عن نيازك أو أجسام ضربت سطح كوكب المريخ.

وقال إنه يمكن إحصاء عدد هذه الفوهات وتحديد عمر الكوكب من خلالها بشكل نسبي، كما يمكن أن تخبرنا الصخور على كوكب المريخ عن تاريخ الكوكب وإمكاناته لإيواء الحياة التي لها أهمية أساسية لعمر وتكوين أنواع مختلفة من الصخور على سطح المريخ.

تغير مناخي

أنشأ الفريق البحث نموذجاً ثلاثي الأبعاد لسطح الكوكب الأحمر التي تظهر مساحة تقدر بـ 9 ملايين كيلو متر مربع من سطحه، والذي بيّن أنه يشابه إلى حد كبير سطح الأرض، حيث إن جوه يتميز بالرياح والسحب والطقس والعواصف الترابية، كما يحتوي سطحه على براكين ضخمة ووديان صدع كبيرة وقنوات نهر جافة وبحار رملية ضخمة، بالإضافة إلى أغطية جليدية قطبية، وضفاف ثلجية، وأنهار جليدية تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة على سطح الأرض.

دراسة

وقال: إن الكلية تقوم بدراسات أخرى تتعلق بالكوكب الأحمر مثل إنشاء بيئة تحاكي سطح المريخ لدراسة سلوكيات المجهريات والطحالب على سطحه بغرض التنبؤ وتوفير معلومات تفيد الرحلات المستقبلية للكوكب.

وقال إن كلية العلوم الطبيعية والصحية تضم 1600 طالبة إماراتية، منهن في برنامج البيئة الذي يتعامل مع البيانات الفضائية ما يقارب من 600 طالبة بفرعي الجامعة في العاصمة أبوظبي ودبي.

Email