قصص لم تروَ

هند محمد.. شجاعة بوجه الوباء ووعد العيد باغته الفيروس

ت + ت - الحجم الطبيعي

قضت هند محمد شهرين في فندق مخصص لأطباء خط الدفاع الأول، بعيدة عن الأهل، وفي نهاية شهر رمضان فكرت بقضاء العيد مع الأهل، فقامت بإجراء فحص «كورونا» قبل يومين من مغادرتها الفندق، لتأتي النتيجة بأنها تحمل المرض، وعليها الدخول في مرحلة الحجر الصحي لمدة أسبوعين، ومن بعدها تقضي أسبوعين في الحجر المنزلي، أجهشت هند بالبكاء، وكادت أن تصاب بحالة جنونية لحنينها للأهل، ووعدها لهم بأنها ستمضي العيد معهم.

التحقت هند نادر طبيبة أمراض الباطنية في مستشفى راشد وتطوعت للعمل في الصفوف الأمامية، لمواجهة فيروس «كورونا» المستجد، في قسم الأمراض المعدية وقسم العناية المركزة، بإقدام وشجاعة مطلقة.

وقالت الدكتورة هند: بحكم طبيعة عملنا خصصت لنا الهيئة فندقاً للإقامة في دبي، ورغم أننا كنا زملاء عمل إلا أننا لم نكن نلتقي في الفندق بل كنا نقيم بين أربعة جدران، الطعام يأتي إلى باب الغرفة، ولا أحد يخرج من غرفته حفاظاً على سلامتنا وسلامة المحيطين، بسبب الإجراءات الاحترازية والوقائية خصوصاً أن الفيروس سريع وشديد الانتقال.

وتضيف: تأثرت كثيراً بكلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عندما قال في بداية الأزمة: «أوصيكم بأهلكم خيراً»، مشيرة إلى أن القيادة الرشيدة وجهت منذ اليوم الأول لظهور الفيروس في الدولة بتوفير أقصى درجات الأمان والوقاية للأطباء والممرضين باعتبارهم خط الدفاع الأول.

وعن كيفية قضائها الوقت في رمضان بعيداً عن الأجواء الرمضانية مع الأهل تقول: كنت أعود للفندق أصلي العصر، ومن بعدها أبدأ بقراءة القرآن إلى حين الإفطار، وبعدها صلاة المغرب والعشاء والتراويح، ثم متابعة آخر المستجدات العالمية عن المرض، وكيف يتم علاج وتعامل الأطباء معه في الدول المتقدمة، وأحياناً قراءة بعض القصص وممارسة بعض الأنشطة الرياضية، وهذا تقريباً البرنامج اليومي، إضافة إلى التحدث مع الأهل، لافتة إلى أن البعد عن الأهل، خصوصاً في الأجواء الرمضانية صعب للغاية، خصوصاً أنهم على مقربة منك، ولكن ما يثلج صدورنا هو أننا في المكان الصحيح لخدمة المرضى والوطن.

وقالت: حكومتنا الرشيدة وجهت ومنذ اليوم الأول كل المؤسسات الصحية بتوفير أقصى درجات الحماية للكوادر الطبية والتمريضية، ومنها اللباس الخاص مع خوذة الرأس والنظارات والكمامات والقفازات للوقاية من انتقال الفيروس من المصابين، ووفرت الهيئة عيادة للموظفين، يتم عبرها أسبوعياً الكشف عن الكوادر الطبية، إضافة إلى التعقيم الذاتي عبر الممرات قبل وبعد الخروج من المستشفى، إلا أن نسبة من الأطباء والممرضين أصيبوا بالفيروس نتيجة تعاملهم المباشر مع المرضى.

ووجهت الدكتورة هند نصيحة إلى كل شرائح المجتمع بضرورة اتباع التعليمات الصادرة عن الجهات الصحية، خصوصاً مع عودة الحياة إلى مجاريها الطبيعية، والفيروس ما زال موجوداً بيننا، مؤكدة الالتزام بلبس الكمامات والحفاظ على التباعد الجسدي والمواظبة على غسل اليدين بصورة دائمة.

Email