مواطنون ومقيمون: بالوعي والحرص على الإجراءات السليمة نستعيد دورة الحياة الطبيعية

الالتزام بالتدابير الاحترازية مسؤولية مجتمعية

ضرورة الالتزام بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات والقفازات في الأماكن العامة | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع اكتمال برنامج التعقيم الوطني في أرجاء الدولة كافة، يتحمل كل مواطن ومقيم الالتزام والتعاون مع الجهات المعنية للتصدي لوباء «كورونا»، بمنع التجمعات العامة وتجنب الزيارات العائلية، لضمان صحة وسلامة الجميع، وضرورة الالتزام بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات والقفازات عند الخروج من المنزل.  وأكد نخبة من المتحدثين على ضرورة التمسك بالوعي، والحرص على الإجراءات السليمة لاستعادة دورة الحياة الطبيعية بنجاح.


قدوة وانتماء


قالت الدكتورة نعيمة عبد اللطيف قاسم، استشارية نفسية ومستشارة تربوية: أستطيع القول إن التعامل مع كورونا يعتبر منهاجا إيجابيا للانتماء غرسته القيادة الرشيدة في أبناء الوطن منذ ظهوره وانتشاره، جعلت القيادة من نهجها القدوة، ومن حرصها تحمل مسؤولية أمن وسلامة شعب بأكمله وستظل عبارة «لا تشلون هم» عنواناً لدرس من أسمى ما درسته مناهج العالم، وهذه التجربة خضع لها الجميع خلال تطبيق برنامج التعقيم الوطني.


وأجزم وأنا على يقين أن الوعي طال الصغير والكبير حتى الطفل الذي بعمر ثلاثة أعوام يسأل أين «الكمامة؟»، لذا فإن الوضع الحالي يجعل كلاً منا يحمل هذه الرسالة بأمانة وصدق، ويقف في خط الدفاع الأول مُقدراً معناه، وملبياً لنداء واجبه الوطني في إبقاء منظومة التباعد بتبعياتها وأبعادها، محترماً قوانين دولته، حريصاً على زوجته وأولاده، وخائفاً على أمه وأبيه، ورحيماً لجيرانه، ومتطوعاً يوجه ويساعد، هؤلاء هم عيال زايد، فوطنهم هو المأوى، وقيادتهم هي الأسمى ومجتمعهم هو الأبقى ما داموا متلاحمين حوله بصدق العطاء من أجل الإمارات.


تجنّب المخالفات


وأوضح الإعلامي محمد الكعبي، أن الوعي الذاتي هو أكبر رادع للفرد لتجنب ارتكاب المخالفات التي تتعلق بأزمة «كورونا» أو غير ذلك، فمتى ما استشعر الفرد أهمية الالتزام بالقوانين كان فردا نافعا في إدارة هذه الأزمة.


وأضاف: يتحتم فعلياً تكثيف حملات التوعية من الجهات المختصة، والتذكير بأن الأزمة لا زالت قائمة تماماً كما هي في بدايتها، وبل إن مسؤولية الفرد الآن أصبحت مضاعفة بسبب تخفيف القيود والسماح للأفراد بالتحرك بشكل أكثر مرونة، مما يحملنا مسؤولية تشاركية مع الجهات الحكومية في احتواء الأزمة مع السماح للأفراد والشركات بمزاولة حياتهم الطبيعية، كما أن وجود العقوبات المستجدة خلال الأزمة تعتبر أهم رادع للأفراد، وهنا تكمن أهمية تطبيقها وتوعية الناس بها، ويمكن الذهاب حتى لنشر بيانات المخالفين.  مؤكدا على أن الإعلام هو شريك رئيس في نشر التوعية بأهمية الالتزام، من خلال نشر مقاطع توعوية هادفة وإجراء مقابلات مع المختصين بذلك، ولا شك بأن الإعلام هو شريك رئيس في نشر التوعية بأهمية الالتزام، من خلال نشر مقاطع توعوية هادفة، وإجراء مقابلات مع المختصين بذلك .


دور المجتمع


فيما أشار الإعلامي سلطان البادي، إلى أن انتهاء فترة التعقيم الوطني هو بداية دور المجتمع من مقيمين ومواطنين في الحفاظ على مكتسبات المرحلة الماضية.  وأضاف: نحن صمدنا طويلاً لكي يتم نجاح هذا البرنامج، وللحفاظ على هذا النجاح ومجهود كل فرق العمل لا بد من الحفاظ على شروط السلامة واتباع الإرشادات المستحدثة للوقاية من فيروس «كورونا»، ولنمضي قدماً وبحذر إلى طريق العودة للحياة الطبيعية .


كلنا مسؤول


وقالت عائشة الحوسني، مدربة معتمدة في تنمية الموارد البشرية والتطوير المؤسسي، ومستشارة نفسية: نعم، كلنا مسؤول، وعبارة كلنا خط دفاع أول تعلمنا منها كثيرا، لا سيما وأن وطننا مسؤولية وأمانة، والالتزام بتعليمات قيادتنا الرشيدة والجهات المعنية لنثبت للعالم أجمع بأننا ملتزمون ومتحدون في كل الأزمات.
وأضافت: تتعدد أدواري في المسؤولية المنوطة بي، فلدي تواصل مباشر مع والدي، وبالتالي توجب علي رعاية الكبار وتثقيفهم بأمور العناية الصحية ومشاركتهم الرأي والحوار في موضوع الالتزام، وبالتالي تكوين قناعة كافية لديهم.
كما أنني حلقة وصل بين توجيهات ونشرات الرعاية الاجتماعية التي توفرها الدولة وبين والديّ المقعدين بالبيت، إضافة إلى دوري كأم في تعاملي مع أسرتي ووضع خطة الرعاية الشاملة لهم، وإدارة الجلسات العائلية للوقوف على مستجدات الحدث، والتطرق إلى وسائل الحماية وكيفيتها، وتوفير الغذاء الصحي في المنزل والبعد عن مصادر الوجبات الخارجية. 


جهود استثنائية


وأشاد خليفة الساعدي، رئيس قسم العلاقات العامة والإعلام في دار زايد للثقافة الإسلامية، بالجهود الاستثنائية للقيادة في التعامل مع أزمة «كورونا» لتصبح الإمارات نموذجاً للعالم في وضع وتنفيذ الخطط للتعامل مع الأزمات بشتى أنواعها.


وأضاف الساعدي: لقد سخرت الدولة جميع الإمكانيات حرصاً على صحة وسلامة جميع فئات المجتمع، ونحن الآن جميعاً في مركب واحد، وعلى كل واحد فينا مسؤولية كبيرة بعد انتهاء برنامج التعقيم الوطني، والمسؤولية انتقلت من الجهات الحكومية وخط الدفاع الأول إلى أفراد المجتمع، لذا لا بد من الوعي التام وتحمل المسؤولية واتباع التعليمات .


رسائل أبوية


 من جهته قال خالد ناصر، إن حكومة الدولة وقيادتها قاموا بدور كبير خلال أزمة «كورونا» ووضعوا سلامة المواطن والمقيم في مقدمة أهدافهم، وانصب جل تركيزهم في تجهيز الفحوصات وزيادة الطاقة الاستيعابية للمستشفيات وإيقاف العمل التقليدي وتحويله للعمل عن بعد تطبيقاً لمبدأ التباعد الاجتماعي، مشيراً إلى أنهم قدموا خلال الأزمة رسائل صادقة وأبوية لامست مشاعر وقلب كل شخص في الدولة، والآن بعد انتهاء فترة التعقيم الوطني يجب أن يتحمل كل فرد في المجتمع مسؤولية أكبر من خلال تطبيق التدابير الاحترازية .


غسل اليدين


وأوضح أن أغلب الحالات التي أصابها فيروس «كورونا» كانت في لحظة تشعر بأنها بمنأى عن الإصابة، حيث تجاهل البعض ارتداء الكمامات أو غسل اليدين، وأصبح بعد ذلك ضحية للفيروس وربما نقل العدوى لأشخاص آخرين من أقاربه أو أصدقائه، منوهاً بأن المسؤولية على عاتق كل فرد كبيرة، ومتى ما وجد الالتزام كانت هناك سرعة في التخلص من تداعيات «كورونا» المستجد وعودة الحياة إلى نمطها الطبيعي.

وأيده بذلك حسين العليلي الذي قال إن الجهود التي بذلت لاحتواء أزمة «كورونا» في الدولة هي مثار فخر واعتزاز، حيث وضعت قيادة الدولة صحة المواطنين والمقيمين أساس عملها خلال فترة أزمة «كورونا»، حيث توقفت الأنشطة الاقتصادية وتحملت الحكومة أعباء مالية كبيرة من أجل سلامة كل فرد في المجتمع، وفي المقابل نجد أن هناك دولاً كثيرة رفضت تطبيق الإجراءات الاحترازية خوفاً على تأثر اقتصادها فتجاوزت محصلة الوفيات في اليوم الواحد المئات، مشيراً إلى أن دولة الإمارات طبقت إجراءات احترازية صارمة للحفاظ على حياة كل شخص، وأجرت الفحوصات لملايين الأشخاص وهو ما كان من الأسباب الرئيسية للحد من انتشار فيروس «كوفيد 19» وتصدر الدولة في نسبة الأقل وفيات مقارنة بالإصابة بفضل الفحص المبكر والرعاية الصحية الفائقة التي قدمتها للمصابين .


لحظة فارقة


وأضاف: نحن اليوم أمام لحظة فارقة، فالالتزام بالإجراءات والتدابير الاحترازية يصنع فرقاً، والمسؤولية من وجهة نظري أصبحت مسؤولية مجتمع، لأن الحكومة قامت بدورها على أكمل وجه، فالتكاتف والالتزام يسهمان في تخفيف الضغط على المؤسسات الصحية، ويمنحها فرصة لمواصلة عملها الاعتيادي في استقبال المرضى من الحالات المختلفة، كما يمنح الطاقم الطبي قسطاً من الراحة بعد أشهر طويلة من ساعات العمل الطويلة.


مسؤولية


قال عبد الله علي: كل فرد مسؤول في المجتمع عن حماية الآخر، والالتزام لا يكلفنا شيئاً، فهي إجراءات بسيطة وسهلة يجب أن نجعلها عادة، لأنه فيها حماية لأسرنا بأطفالها وكبارها، موضحاً أن ارتداء الكمامة لا يستغرق وقتاً طويلاً ومتوفرة اليوم بأسعار رمزية لا يمكن أن يستكثر أي شخص سعرها على صحة وسلامة مجتمعه، وإلى جانب ذلك يكون دور الفرد أيضاً في توجيه النصح والإرشاد للأشخاص غير الملتزمين بالإجراءات والتدابير الاحترازية ونقل المعلومات لديهم عن أضرار عدم التزامهم بها.

Email