التسوّق الذكي مستقبل الشراء

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن التسوق بمعزل عن هذا التغيير الذي فرضته أزمة «كورونا»، حيث نشرت نوعاً جديداً من أنواع التسوق الذكي وهو الرشيد، والذي تنعكس آثاره على القدرة على التوفير والادخار، وعلى التركيز على الاحتياجات مباشرة، خصوصاً وأن كامل المشهد الاستهلاكي يساعد على ممارسة هذه العادة الجديدة. وإلى ذلك يقول الدكتور مهند حلاوة من كلية إدارة الأعمال في جامعة الفلاح، إن أزمة «كورونا» سرعت من تطوير قطاع البنية التحتية الرقمية ومن تجربة التسوق الإلكتروني في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث لا شك أنها أسهمت بشكل واسع في انتشار ثقافة الشراء والدفع الإلكتروني لدى أفراد المجتمع ضمن الإجراءات الاحترازية للوقاية من المرض.

استعدادات

وأضاف الدكتور حلاوة أن على الجميع الآن الاستعداد للاقتصاد الجديد في مرحلة ما بعد «كورونا»، حيث أصبح المتسوقون الجدد في الإمارات أكثر قدرة على إنجاز معاملاتهم الإلكترونية، مع عدم الأخذ بالاعتبارات التقليدية للتسوق مثل اختيار الوقت واستخدام السيارة أو المواصلات مع الالتزام بالأوقات التي تفتتح فيها مراكز التسوق أبوابها، الأمر الذي يتطلب جهداً واقتطاع وقت خاص للتسوق في ظل الحياة المتسارعة. وأشار إلى أن المستقبل هو للبيانات ونظم المعلومات، ودولة الإمارات بقيادتها الرشيدة وتخطيطها الجيد للمستقبل دعمت جاهزية البنية التحتية التقنية لتطوير التسوق الإلكتروني، من خلال توافر سرعات الإنترنت العالية وانتشار الأجهزة المربوطة بالشبكة «إنترنت الأشياء» في معظم مناطق الدولة، ما أدى إلى استمرار الحياة بشكل طبيعي في دولة الإمارات خلال أزمة «كورونا» باعتماد معظم أطياف المجتمع على التسوق باستخدام الهاتف الذكي.

متطلبات

واستعرض الدكتور حلاوة أبرز متطلبات التسوق الذكي بمعرفة ما يريده المستهلك بالدرجة الأولى، وأن يتوفر لديه ما يكفي احتياجاته المحددة بالأيام، وأن يضع خطة شراء واضحة ومكتوبة توفر من الوقت وتسمح للآخرين بالتسوق، وأن يدرك أن المنتجات متوفرة دائماً طازجة ولا داعي لتخزينها أو تكديسها. ولفت إلى أن رفاهية التسوق تغيرت ولن تعود كما كانت في السابق لأن أولويات الناس أصبحت في التعليم والصحة كونهما من الأساسيات، وأشار إلى أنه قد تنتج عن أزمة «كورونا» سلوكيات اجتماعية جديدة مبنية على التباعد الاجتماعي، والإقلال من الحركة الحيوية وتفعيل التواصل الإلكتروني، والاستعاضة عن النشاطات الاجتماعية التقليدية باجتماعات افتراضية عبر الإنترنت وغيرها من وسائل التكنولوجيا.

Email