3 أجهزة بمسبار الأمل توفر إجابات لأسئلة علمية لم تُطرح من قبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

تجيب مهمة استكشاف المريخ «مسبار الأمل» عن أسئلة علمية مهمة لم يسبق لأي مهمة علمية سابقة أن طرحتها من قبل في مجال استكشاف الكوكب الأحمر، وذلك بالتنسيق مع المجتمع العلمي العالمي المهتم بعلوم المريخ، ويحمل المسبار 3 أجهزة علمية، صممت بشكل مخصص لتوفر المعلومات المطلوبة عن تلك الأسئلة وهي «أسباب تلاشي الغلاف الجوي للمريخ»، و«أول صورة شاملة عن كيفية تغيّر الغلاف الجوي وتغيرات الطقس يومياً»، فضلاً عن «اكتشاف العلاقة التفاعلية بين الطبقات العليا والسفلى للغلاف الجوي للمريخ».

تحليل وتخطيط

ولكي يتمكن فريق المشروع من تحديد والإجابة عن هذه الأسئلة، تم التنسيق من خلال مجموعة التحليل والتخطيط لاستكشاف المريخ (MEPAG)، وهو عبارة عن مجلس محللي برامج استكشاف المريخ، يضم الهيئة العليا المسؤولة عن توفير المعلومات اللازمة للتخطيط لأي مشاريع أو أنشطة متعلقة باستكشافه، حيث سيكون المسبار الأول من نوعه الذي يدرس المناخ على كوكب المريخ على «مدار اليوم» وعبر كافة الفصول والمواسم بشكل مستمر، وذلك لأن المسابير التابعة لمهمات الاستكشاف السابقة كانت تأخذ فقط لقطات ثابتة في أوقات محددة من اليوم، وبالتالي، سيكون مسبار المشروع بمثابة «أول مرصد جوي مريخي حقيقي».

3 أجهزة

ويحمل المسبار 3 أجهزة علمية صممت لجمع أكبر حجم من المعلومات حول مناخ كوكب المريخ، ستساعد في توفير أول صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ وعلى مدار اليوم وخلال فصول السنة، وتشمل «كاميرا للاستكشاف» وهي كاميرا رقمية لالتقاط صور رقمية ملونة عالية الدقة لكوكب المريخ ولقياس الجليد والأوزون في الطبقة السفلى للغلاف الجوي، وجهاز «المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء» الذي يقيس درجات الحرارة وتوزيع الغبار وبخار الماء والغيوم الجليدية في الطبقة السفلى للغلاف الجوي، بالإضافة إلى جهاز «المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية» لقياس الأوكسجين وأول أكسيد الكربون في الطبقة الحرارية وقياس الهيدروجين والأوكسجين في الطبقة العليا للغلاف الجوي.

إجابات مهمة

وتتيح هذه الأجهزة توفير إجابات علمية مهمة لم يسبق لأي مهمة سابقة أن طرحتها من قبل في مجال استكشاف المريخ، تتضمن البحث عن عوامل مشتركة تجمع بين المناخ الحالي على كوكب المريخ ومناخه في الماضي البعيد قبل خسارته لغلافه الجوي، ودراسة أسباب تلاشي الغلاف الجوي في المريخ عن طريق تعقب اندفاع غازي الهيدروجين والأوكسجين نحو الفضاء، وهما اللذان يكونان معاً جزيئات الماء، واكتشاف العلاقة والتفاعل بين الطبقات العليا والسفلى للغلاف الجوي لكوكب المريخ، وتوفير أول صورة شاملة عن كيفية تغير الغلاف الجوي للمريخ وتغيرات الطقس على مدار اليوم وعبر كافة فصول السنة بشكل مستمر.

150 مهندساً

وعمل فريق عمل مسبار الأمل الإماراتي الذي يتكون من 150 مهندساً ومهندسة وباحثاً وباحثة على تصميم وتطوير التقنيات المتعلقة بالمشروع، وبمساهمة شركاء نقل المعرفة وهم: جامعة كولورادو في بولدر، ومختبر فيزياء الفضاء والجو، وجامعة كاليفورنيا في بيركلي، ومختبرات علوم الفضاء، وجامعة ولاية أريزونا، وكلية استكشاف الأرض والفضاء، والذي انعكس عبر تطوير المعرفة التقنية اللازمة للفريق ونتج عنه تطوير وتصنيع مكونات المسبار محلياً عوضاً عن توريد التقنيات من الوكالات والشركات العالمية المتخصصة في مجال الفضاء.

الغلاف الجوي

ويسعى الفريق العلمي لاكتشاف أسباب اندفاع وفقدان غازي الهيدروجين والأوكسجين من الطبقات العليا من الغلاف الجوي لكوكب المريخ، اللذين يشكلان المكونين الأساسيين للماء، وبالتالي أساس الحياة نحو الفضاء، فيما سيقوم المسبار بدراسة التغيرات التي تطرأ على الغلاف الجوي لكوكب المريخ خلال دوراته اليومية والموسمية، الأمر الذي سيكسب المجتمع العلمي الكثير من المعلومات الجديدة عن مناخ الكوكب الأحمر، بما في ذلك العواصف الترابية المريخية الشهيرة التي تهب على الكوكب على هيئة أكوام هائلة من الغبار الأحمر فتغمر الكوكب بكامله، مقارنة بالعواصف الترابية على الأرض، والتي تكون وجيزة وتحدث في مواقع محددة.

وسيدرس المسبار أيضاً الأثر الذي تحدثه التغيرات التي تحدث في طبقات الغلاف الجوي السفلى، كالعواصف الغبارية والتغيرات في درجات الحرارة، على طبقات الغلاف الجوي العليا وتجلياتها على مدى الأيام والأسابيع التالية، كما سيكون المسبار الأول من نوعه الذي يقوم بدراسة العلاقة بين مناخ المريخ وجغرافيته، حيث سيدرس العوامل المشتركة والاختلافات ما بين المناخ فوق قمم البراكين الضخمة الموجودة على سطح الكوكب الأحمر والمناخ في أعماق وديانه.

Email