ريما.. 3 أشهر في خط الدفاع الأول

ت + ت - الحجم الطبيعي

العمل خلال جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» في القطاع الطبي بالنسبة للممرضة ريما حسيان عبد راضي، مختلف تماماً فهو يحمل جانباً من التحدي، فالعاملون بالقطاع الصحي، هم جنود في خط الدفاع الأول، وتلزمهم مهامهم بالبقاء بعيداً عن عوائلهم، بغرض الحفاظ على سلامتهم وقد يطول الأمر إلى أشهر.

ترى ريما، التي تعمل في مستشفى الرحبة التابع لشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، أن ما تقوم به ليس مجرد وظيفة، وإنما هو تضحية لوطن همه الدائم أبناؤه من مواطنين ومقيمين، فهي تعمل ما في وسعها من أجل تقديم الدعم والمساندة لأكبر عدد من المرضى لتكون أحد الأشخاص الذين ساهموا في الانتصار على فيروس كورونا المستجد كوفيد 19.

وتعد ريما عملها هو بيتها وليس مجرد وظيفة روتينية تتقاضى منها أجراً فهم كالعائلة يدعمون بعضهم بعضاً، وتقول: «يكفيني أنني مصدر فخر لأبنائي الذين يتباهون أمام زملائهم بأن أمهم في خط الدفاع الأول».

بالدموع تحدثت عن شوقها لأبنائها الثلاثة الذين تركتهم في عهدة والدهم فقد اقتضت ظروف العمل أن تكون بعيدة عنهم أكثر من ثلاثة أشهر تخللتها زيارة واحدة لهم في المستشفى حيث التقتهم من بعيد فيما كانت الدموع هي وسيلة التعبير عن شوق الأم لزوجها وأبنائها.

ومن بين المشاهد المؤلمة في بدايتها والمفرحة في نهايتها تروي ريما حكاية رجل في الخمسين من عمره، استأذنها بالتواصل مع عائلته، وبعد الانتهاء من المكالمة قال لها إنه ودع ابنته في المكالمة لشعوره بدنو أجله، ولكنها أكدت له تحسن حالته، وبالفعل تعافى وخرج من المستشفى، معبرة بالدموع عن سعادتها لتمكنها من مساندته ودعمه وإدخال الأمل والطمأنينة في قلبه ما أسهم في تغلبه على الفيروس.

ودعت البطلة المتطوعة جميع أفراد المجتمع، إلى التحلي بالمسؤولية، والالتزام بالإجراءات والتدابير الوقائية، التي تحميهم من خطر الإصابة بالفيروس، وعدم التعامل بنوع من اللامبالاة، لأنه لا أحد منا محصناً ضد المرض.

وقال أسعد نايف كنعان الزوج الذي يحمل أعباء أسرته المنزلية عوضاً عن زوجته التي لم يلتقِ هو وأولاده الثلاثة بها منذ أكثر من 90 يوماً، إن هذا واجبه الوطني والإنساني وتحديداً في هذا الوقت الحرج الذي يحتاج إلى تكاتف الجميع، مشيراً إلى أن الإمارات بالنسبة له وطنه إذ إنه وأسرته يقطنون فيها منذ قرابة 52 عاماً.

وأَضاف إن لديه ابناً في الثانوية العامة ما يجعل الأمور أكثر تعقيداً وطفلته في الثامنة تسأل دوماً عن أمها لكنني أردد لهم أن نداء الوطن واجب وإذا اقتضى التضحية فعلينا أن نكون في الموعد، عادّاً ما يقومون به جزءاً من رد جميل وطن يحتضن الجميع بقوة ومحبة.

Email