ندوة «معاً نكافح المخدرات»: منح الأبناء مبالغ كبيرة يؤدي لفسادهم

أصدقاء السوء وغياب رقابة الأسرة أهم أسباب الإدمان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد المشاركون في ندوة «معاً نكافح المخدرات» التي نظمتها جمعية الاجتماعيين بالتعاون مع مركز إرادة للعلاج والتأهيل في دبي أمس الأول، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، أن أصدقاء السوء والدلال الزائد للأبناء وغياب القدوة الصالحة من حياة الأبناء، وغياب واضح لرقابة الأسرة في البيت وخارج البيت أهم أسباب إدمان المخدرات.

أدار الندوة - عبر تقنية الاتصال المرئي - د. جاسم خليل ميرزا أكاديمي وإعلامي رئيس جمعية الاجتماعيين في الإمارات، وشارك فيها جمال البح رئيس منظمة الأسرة العربية نائب رئيس جمعية الاجتماعيين في الإمارات، وعبدالله الأنصاري مدير إدارة الأبحاث المجتمعية والتوعية والعلاقات العامة بمركز إرادة للعلاج والتأهيل في دبي.

والدكتور عبيد صالح المختن باحث وأكاديمي في تقنية المعلومات والجريمة الإلكترونية في الإمارات، ومشاركة هبة محمد عبدالرحمن أمين سر عام جمعية الاجتماعيين في الإمارات، وعائشة البيرق مستشار أسري في الإمارات، والمستشارة لبنى محمد علي رئيس منظمة بت كلي بالسودان، ود. ياسمين الخالدي استشاري أسري وتربوي ونفسي ومدرب تنمية بشرية عضو جمعية الاجتماعيين بالإمارات.

وأكد ميرزا أن جمعية الاجتماعيين تحرص على المناقشة والمشاركة في القضايا المجتمعية ونشر التوعية بين أفراد المجتمع والتي تعد مكافحة المخدرات وحماية أبنائنا من أهمها.

وقال جمال البح: إن هناك أسراً تمنح أبناءها مبالغ كبيرة لا مبرر لها منها إحدى الأسر تمنح أبناءها ألف درهم في اليوم كمصروف وهو الأمر المبالغ فيه، منوهاً إلى أهمية الاكتشاف المبكر لإدمان الأبناء والتدخل السريع المدروس بوسائل ناجحة واللجوء إلى الجهات العلاجية لضمان إقلاع الأبناء عن الإدمان.

وأكد عبدالله الأنصاري أن المواد المخدرة الكيميائية أصبحت الخطر الأكبر، وأن الأسرة ما زالت تعاني وصمة العار واعتبار المدمن مجرماً وليس مريضاً ولا تعلم كيف تساعد أبناءها ويترتب على ذلك سوء التعامل مع المدمنين.

تعاون

وأشار عبد الله الأنصاري إلى أنه بالتعاون مع مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف تم إنقاذ حياة 38 شخصاً منذ بداية العام ونحو 113 شخصاً بنهاية عام 2019 تعرضوا لجرعات مخدرات، كما تلقى المركز دعماً مالياً بقيمة 5 ملايين درهم من بنك دبي الإسلامي لمشاريع التوسعة في المركز.

وفي ما يتعلق بتخطي عقبة الحصول على وظيفة تم التعاون مع عدد من الجهات لتسهيل حصول المتعافين على وظيفة ونجحنا في مساعدة عدد من الحالات وكذلك تدريب 4 متعافين على اختراع الروبوت وبرمجته بالتعاون مع نادي الإمارات العلمي.

ولفت إلى أن إطلاق الماجستير والدبلوم العالي في علوم الإدمان الأول من نوعه في الشرق الأوسط وبالتعاون مع كلية دبي الطبية ومعتمد من وزارة التعليم العالي، بهدف تدريب الكوادر القادرة على محاربة آفة الإدمان عبر العمل في مجال العلاج والتأهيل . وذكر أن مبادرة «مسموح» التي أطلقها المركز حققت نتائج إيجابية والتي تهدف إلى نشر الوعي بضرورة التسامح مع المتعافين من الإدمان والأخذ بأيديهم ومساعدتهم.

وأفاد الدكتور عبيد صالح المختن بأن هناك حالات لأطفال يتعاطون الحبوب المخدرة وهو الأمر الذي ينذر بالخطر، منوهاً إلى أن أساليب تهريب المخدرات شهدت تطوراً كبيراً في الفترة الأخيرة وأن هناك حالات تم ضبطها لأشخاص زرعوا المخدرات في البيت سواء بغرض الاستخدام الشخصي أو الاتجار بها، لافتاً إلى أن أنواع المخدرات أصبحت كثيرة جداً وأن بعض المخدرات رخيصة قد لا يتعدى ثمنها 10 دراهم إلا أنها خطيرة، وأن العالم كله يعاني هذه الآفة.

تجربة

وأكدت عائشة البيرق إلى دور الأسرة باعتبارها حائط السد المنيع الأول في حماية الأبناء، ويليها دور المدرسة في الإبلاغ أو ملاحظة سلوك الطلبة وحمايتهم والتواصل المستمر مع الأسرة، لافتة إلى أن حب التجربة والفضول أولى درجات إدمان المخدرات التي قد تلازمهم مدى الحياة، وخاصة في ظل غياب الرقابة الأسرية. ولفتت البيرق إلى أن حب التجربة وأصدقاء السوء أحد أهم عوامل الإدمان .

وشددت الدكتورة ياسمين الخالدي على أهمية دور الإعلام في إيصال رسائل التوعية إلى أفراد الأسرة، لافتة إلى أن الإحصائيات العالمية تشير إلى نحو 275 مليوناً تعاطوا المخدرات خلال عام 2016 وأن 31 مليون شخص حول العالم يحتاجون إلى علاج من المخدرات.

 

Email