مهرجان الرطب بسوق الجبيل في الشارقة يعرّف بالتراث الإماراتي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يتمتع سوق الجبيل بموقع استراتيجي وإطلالة خلابة على البحر، إلى جانب ما يضمه من مرافق وتسهيلات توفر بيئة رحبة ومريحة، وهو ما شكّل عنصر جذب للسياح والزوار القادمين إلى الشارقة والإمارات، الذين استمتعوا بمتابعة مهرجان الرطب الذي ينظم سنوياً.

ويشهد السوق أعداداً متزايدة من الجمهور ويعرفهم بالتراث الاماراتي، إضافة إلى مزادات الأسماك التي يتم تنظيمها يومياً في السوق، فيكتشفون متعة تسوق وشراء المنتجات الطازجة المحلية والمستوردة من دول عديدة، ضمن أجواء نظيفة ومنظمة وصحية، كما يعد السوق وجهة عائلية ترفيهية.

زيارة

"البيان" زارت سوق الجبيل، والتقت المهندس حامد الزرعوني، مدير سوق الجبيل، لتسليط الضوء على مهرجان الرطب الذي يعد حدثاً سنوياً مميزاً على الصعيد المحلي تنظمه إدارة السوق، نظراً إلى ما يشكله الرطب من رمز كبير على مائدة الضيافة الإماراتية، ولارتباطه بالتراث المحلي.

وأكد الزرعوني أن المهرجان زاد عدد الزوار للسوق ليتجاوز 77 ألفاً أسبوعياً، كما يعزز القوة الخضراء للدولة، ويتيح لأصحاب المزارع منصة لتسويق منتجاتهم، كما أن النخلة تشكل أيقونة مهمة وخاصة في الموروث التاريخي لدولة الإمارات، تعاقبت الأجيال على زراعتها والعناية بها، وأولتها القيادة الرشيدة للدولة عناية كبيرة، بهدف الارتقاء بزراعة النخيل وتعزيز تنافسيتها كجزء من روافد الاقتصاد محلياً ودولياً، حتى أصبحت زراعة النخيل وتصديرها جزءاً لا يتجزأ من روافد الاقتصاد بالدولة.

تباشير

وأضاف الزرعوني أن سوق الجبيل ينظم للمرة الخامسة للتوالي مهرجان الرطب الذي يبدأ في منتصف يونيو مع بداية وصول تباشير الرطب النقال والخلاص والخنيزي، ويستمر 3 أشهر، ويتم خلاله توفير كل أنواع الرطب ومن مختلف أنواعه، الإنتاج المتقدم والمتأخر، كما أنه خلال العام الجاري وفي ظل تفشي جائحة "كوفيد 19" واجهنا تحدياً في إقامة المهرجان، فتم توفير كل أنواع التمور حتى لا يكون هناك شح في المعروض منها، فتم تخفيض أعداد المشاركين في المهرجان، ليصبح 6 مشاركين، نتيجة للإجراءات والتدابير الاحترازية التي اتخذتها إدارة السوق للحيلولة دون تجمع أعداد كبيرة، سواء من العارضين أم المتسوقين، حفاظاً على سلامتهم من انتقال العدوى إليهم، مبيناً أنه برغم ذلك شهد المهرجان إقبالاً لافتاً من الجمهور.

زيادة

وقال إن كل التمور متوافرة في المهرجان، سواء الرطب المحلية أم المستوردة، الخلاص والخنيزي وعين بقر والنميشي والحلاوي والنغال والرتانا والجبالي وغيرها الكثير، التي تشهد إقبالاً كبيراً، وتلبي احتياجات جميع المتسوقين من الأفراد والتجار، لما لها من قيمة صحية وغذائية عالية، وتدخل في صناعة الكثير من الحلويات والأكلات الشعبية، مبيناً ان هناك إقبالاً من الجمهور بصورة كبيرة على المهرجان من المواطنين والمقيمين، حيث افتتح المهرجان قبل أسبوع، ومتوقع أن يشهد خلال الأيام المقبلة توافد أعداد أكبر، كما أن حركة البيع جيدة، كما يزور السوق بصفة عامة أسبوعياً 77 ألف زائر، وكان للمهرجان دور كبير في زيادة الأعداد.

إجراءات

وأوضح الزرعوني أن إدارة السوق اتخذت سلسلة من الإجراءات التي تنسجم وقرارات وزارة الصحة ووقاية المجتمع والجهات الصحية المختصة، في إطار الإجراءات الوقائية الاستباقية من فيروس كورونا "كوفيد-19"، استكمالاً للجهود التي تبذلها الدولة لتوفير أقصى درجات الحماية والسلامة للمواطنين والمقيمين والزائرين، مبيناً أنه تم تعقيم كل عربات التسوق، وإجراء الفحوص الدورية صباحاً ومساءً، للتأكد من سلامة العاملين في السوق، إضافة إلى الحملات التوعوية الخاصة بالمرض، وكيفية أخذ الاحتياطات اللازمة للتعامل مع تداعيات فيروس كورونا وتوعيتهم بما يجب القيام به تماشياً مع ما يصدر من الجهات الصحية المختصة، وأنه تم تعقيم ممرات السوق، كما توجد كاميرات لقياس الحرارة بالنسبة إلى المتسوقين .

مئوية

وقال إن أحد المحاور الرئيسة لمئوية الإمارات 2071، يتمثل في استدامة التنمية للأجيال القادمة، عبر تعزيز القوة الخضراء للدولة واستدامة مواردها الغذائية والمائية والاستعداد لمواجهة التغيّر المناخي، وهو ما يجسد استمرارية حلم الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لافتاً إلى أن للمهرجان أبعاداً عديدة أخرى، منها اقتصادي حيث يسعى السوق جاهدا لتوفير الفرص التي تسمح للمُزارع بتسويق التمور وتطوير زراعته وازدهارها وتنافسيتها، بما يجذب المستثمرين ورواد الأعمال لإقامة صناعات غذائية وطنية جديدة ورائدة، كما يعزز المهرجان تمسك جيل المستقبل بهويته الوطنية والقيم المتجذرة والأصيلة منذ قيام الدولة.

موقع استراتيجي

ويعد سوق الجبيل أكبر سوق للمنتجات الطازجة في الشارقة، وأحد مشاريع شركة الشارقة لإدارة الأصول، ويحتل موقعاً استراتيجياً في قلب مدينة الشارقة، وهو وجهة عائلية وسياحية، وهو مصمم لتلبية احتياجات المواطنين والمقيمين من جميع أنواع اللحوم والأسماك الطازجة والخضروات والفواكه بأسعار تنافسية، ويوفر السوق لراحة العملاء مواقف سيارات تستوعب ما يصل إلى 750 مركبة، كما يوفر كاميرات مراقبة تعمل على مدار الساعة، وأجهزة صراف آلي، وغرف صلاة، إضافة إلى صيدلية.

Email