استشاري ورئيس مركز الطب النووي بـ«صحة دبي» لـ«البيان »

إجراء أول دراسة بشأن تأثير«كورونا» على مرضى السرطان

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أجرى مركز الطب النووي في هيئة الصحة بدبي، أول دراسة من نوعها على مستوى العالم، بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقرها فيينا، حول تأثير فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» على مرضى السرطان ودور التصوير الجزيئي في تشخيص ومتابعة المرضى المصابين بالمرض.

وقالت الدكتورة بتول البلوشي، استشاري ورئيس الطب النووي والتصوير الجزيئي لـ«البيان»، إن نتائج التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني بعد الإصابة بالفيروس، والتي تم رصدها والإبلاغ عنها لدى عدة مرضى ممن يشتبه في إصابتهم بكورونا بواسطة الكاميرات الهجينة، بينت تغييرات في الرئة، تتميز بزيادة امتصاص السكر المشع التي تستعمل في تشخيص الأورام والالتهابات، وفور إصابة الفيروس للجسم، فإن سلسلة التفاعلات تنشّط الخلايا الالتهابية، وبالإمكان عن طريق تقنية التصوير الجزيئي الكشف عن الأمراض الالتهابية ومراقبتها، مثل الالتهاب الرئوي الفيروسي كوفيد 19، ومراقبة تطور المرض ونتائج العلاج.

وأضافت البلوشي: «بعد موافقة لجنة البحوث بهيئة الصحة والإدارة العليا، قمنا بمشاركة عالمية لكي ننشر رصد وتقييم الحالات المصابة بكوفيد 19من مرضى السرطان».

وأشارت إلى أن التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني يلعب دوراً مهماً في تقييم الأمراض الرئوية الالتهابية والمعدية كطريقة تصوير غير تداخلية، ومراقبة تطور المرض وتأثير العلاج، وتحسين علاج المريض.

وتابعت: «من الإنجازات التي قمنا بها، علاج مريضة مواطنة، في ذروة كوفيد 19، كانت تعاني انتشار أورام سرطانية نادرة في جسمها، وهو ما تطلب منا العمل معها ليل نهار وبدقة مطلقة غير آبهين بالمخاوف التي نشرها فيروس كورونا في العالم أجمع من العمل دون انقطاع؛ لخدمة مرضانا ومساعدتهم على مواجهة آلامهم، وطبعاً كانت حماية المرضى من عدوى الوباء أولوية لنا، تضاف إلى أولوية علاجهم والوقوف إلى جانبهم في هذه الأزمة».

خدمات جديدة

وأوضحت أن هيئة الصحة بصدد استحداث خدمات حصرية تشخيصية وعلاجية للأطفال والبالغين بواسطة استخدام المواد المشعة والتصوير الجزيئي لتشخيص الأورام السرطانية والالتهابات بواسطة الانبعاث البوزيتروني، وذلك باستخدام أحدث التقنيات، مثل الكاميرات الهجينة، إضافة إلى التصوير النووي، والتصوير الجزيئي للبالغين والأطفال، وخدمات تصوير هشاشة العظام والنظائر المشعة، لتقديم خدمات متميزة على مستوى الدولة والمنطقة.

ولفتت إلى أن العمل بالمركز لم يتوقف ولكن تم اتخاذ خطوة ضرورية تمثلت في علاج الحالات الطارئة فقط، وتأجيل من لا يؤثر التأجيل في وضعهم الصحي، خاصةً أن هذا النوع من العلاج يستلزم الإقامة في المركز، وهو ما استشعرنا به خطراً عليهم؛ كونهم أقل مناعة من الآخرين وسط إصرار جميع العاملين على ضرورة القيام بواجباتهم كاملة مهما كانت الظروف.

ما ميّز عملنا خلال الفترة الماضية، وإلى جانب عملنا العلاجي والتشخيصي، عملنا أيضاً على نشر الوعي الصحي بين مرضانا وضرورة الالتزام بالتعليمات والإرشادات الصادرة عن هيئة الصحة بهذا الخصوص، والأهم أننا كنا نطمئن مرضانا أننا معهم دائماً ولن نتخلى عنهم أبداً وتحت أي ظرف من الظروف، بل على العكس تماماً، حيث زادتنا هذه الأزمة إصراراً على الوقوف مع زملائنا الأطباء الآخرين في الصفوف الأمامية في مواجهة الوباء.

وأوضحت البلوشي أن الطب النووي يتميز عن أنواع الأشعة الأخرى بأنه يستطيع تصوير وظيفة أعضاء الجسم وليس فقط تصوير الأعضاء ويتم تحديد الحيوية والنشاط على مستوى الخلايا ووظائف أعضاء الجسم، كما يوفر إمكانية اكتشاف المرض في مراحله المبكرة وتحديد مدى الاستجابة للتدخل الطبي واختيار العلاج الأنسب للأطفال الذين يعانون الأورام السرطانية، مشيرة إلى أن الطب النووي والتصوير الجزيئي، يتضمنان بشكل عام إعطاء المريض جرعة صغيرة من المادة المشعة التي تتركز في أحد أعضاء الجسم وحسب الفحص المطلوب، ومن ثم يتم تصوير المريض بواسطة كاميرات خاصة تلتقط الإشعاع الخارج من الجسم بالابتعاث البوزيتروني أو النووي، والأجهزة المستخدمة عبارة عن كاميرات «غاما»، وجهاز «بيت-سي تي» وبذلك يمكن تقييم الاضطرابات الوظيفية للكثير من أعضاء الجسم عن طرق الكاميرات الحديثة، والحصول على معلومات تشخيصية، ومعرفة ماذا يحدث داخل جسم المريض، وتحديد أسباب المرض، حيث تعتمد جرعة المادة المشعة على نوع الفحص وعمر المريض.

ونوهت بأن الجرعة في حالة الأطفال، تكون أقل بكثير من جرعة البالغين في التصوير النووي والتصوير الجزيئي، وخدمات تصوير هشاشة العظام، وغالباً الفحوصات غير مؤلمة، والمعلومات التي يتم الحصول عليها من الطب النووي لا يمكن الحصول عليها بواسطة أي فحص إشعاعي آخر.

فحوص

قالت الدكتورة بتول البلوشي: «من الممكن إجراء فحوصات التصوير الجزيئي النووي على الأطفال، حيث لا يمثل الفحص خطورة على صحة الطفل، ويتم ذلك دون آثار جانبية، لأن جرعة الإشعاع التي تعطى تكون محسوبة بحسب حالة كل مريض وعمره تماشياً مع البروتوكولات العالمية في هذا المجال، حيث يتم تحديد الجرعة وتقليلها بحسب العمر.

وجرعة الإشعاع في معظم الفحوصات للطب النووي مقارب أو أقل من كمية الأشعة المستعملة في الفحوص الأخرى في مجال الطب والتشخيص الإشعاعي، وتستغرق الفحوص ما بين نصف ساعة إلى 45 دقيقة».

Email