كشف مستشفى رأس الخيمة عن ارتفاع ملحوظ في مشكلات العين مثل إجهاد واحمرار العينين، لا سيما بين الأطفال والشباب، نتيجة زيادة ساعات استخدام شاشات الكمبيوتر، داعياً الآباء والطلاب إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من تأثير ما يُعرف باسم متلازمة النظر للحاسوب.
وقال الدكتور موهيت جين، اختصاصي طب العيون في مستشفى رأس الخيمة، إن استخدام الأجهزة الرقمية أثناء عملية التعلّم عن بُعد أمر لا مفر منه، ولكن التحديق في شاشة الحاسوب يؤدي إلى انقباض عضلات العين، ويؤدي استمراره فترة طويلة جداً إلى تعب العينين وإجهادها، ما قد يؤثر في البصر، لا سيما في سن النمو، ولا يقتصر أثر الإفراط في استخدام أجهزة الحاسوب على التسبب في إجهاد العين فحسب، بل أيضاً في احتمال الإصابة بضعف عضلات العينين وقصر النظر. بعبارة أخرى، فإن الطلاب الذين يحدقون في شاشات الكمبيوتر فترات طويلة قد يضطرون إلى ارتداء النظارات، وإذا كانوا يرتدون النظارات بالفعل قد يزداد ضعف العين بوتيرة متسارعة، ويمكن أن يكون للعمل ساعات طويلة أمام شاشة الحاسوب عواقب وخيمة، مثل عدم وضوح الرؤية، وآلام في الرقبة، وإحساس بحرقة في العينين ودوار، والرؤية المزدوجة، وصعوبة في القدرة على تركيز العينين.
توصيات
وأوصى الدكتور موهيت بضرورة التزام الآباء أولاً بتقييد استخدام الأجهزة للترفيه والتسلية، كما ينبغي على الأطفال أخذ قسط من الراحة بالنظر إلى جسم يبعد 20 قدماً لمدة 20 ثانية بعد كل 20 دقيقة من التحديق في الشاشة قبل العودة إلى التحديق في شاشة الحاسوب من جديد، ويساعد ذلك على إرخاء عضلات العين.
وأشار إلى أن تحديق الأطفال في الشاشات يؤدي إلى خفض تواتر عملية الرمش إلى درجة أقل بكثير مما هي عليه عادةً، ما يسبّب جفاف العين، إذ تساعد عملية الرمش على الحفاظ على ترطيب العينين ونظافتها، لذا ينبغي على الآباء تشجيع أطفالهم على الرمش على فترات متواترة ومنتظمة، حتى لو تطلب الأمر تذكيرهم باستمرار بالقيام بذلك، ويمكن بكل بساطة إلصاق ملاحظة تذكير على الجهاز نفسه، كما أوصى الآباء بضمان حفاظ الأطفال والشباب على مسافة أمان من أجهزتهم تتراوح بين 18 و26 بوصة، لتجنب حدوث انقباض شديد في عضلات العين.
وتشمل النصائح الأخرى الجلوس في مكان معرض لضوء الشمس الطبيعي، وهو ما يُعدّ أكثر فائدة للعينين، والقيام بالفحوص الدورية لضمان صحة العين المثالية.
وأكد الدكتور رضا صدّيقي، المدير التنفيذي لمستشفى رأس الخيمة، أنه في ظل الوضع الراهن، يقضي الأطفال والشباب ساعات أطول من المعتاد أمام شاشات الأجهزة، ولذا يحتاج الآباء إلى الإرشادات الصحيحة لمساعدتهم على مواجهة هذه المشكلة، ونأمل أن يتبع عدد أكبر من الطلاب هذه الخطوات العملية لحماية بصرهم أثناء استمرار تطبيق التعلم عن بُعد.
