وثائقي مستوحى من «قصّتي» وينتجه المكتب الإعلامي لحكومة دبي

«الخيل الأولى».. يروي علاقة محمد بن راشد مع الخيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

سيرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وحبه للخيل، وعلاقته بخيله الأول «أم حلج»، تعود إلى محبي سموه والمهتمين بسيرته وتجربته الثرية والغنية مع الحياة والناس، وفي القيادة والحكم، عبر وثائقي أعده المكتب الإعلامي لحكومة دبي، ونشر الحلقة الأولى منه، أمس، عبر صفحته على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»، وجاءت بعنوان: «الخيل الأولى».

هذا الوثائقي يأتي بعد نحو عام ونصف العام تقريباً على صدور كتاب «قصتي.. 50 قصة في خمسين عاماً»، الذي روى فيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بطابع إنساني وتاريخي، سيرته الذاتية، وشاطر فيه الملايين من القراء داخل الوطن وخارجه، بعضاً من محطات رحلة امتدت خمسين عاماً من حياته وعمله ومسؤولياته.

كل فصل من فصول الكتاب، بدا أشبه بنافذة، نطل منها على جنبات سيرة القائد، الذي قدم لنا عملاً أدبياً عميقاً بمضامينه، ورشيقاً بلغته وسرده، ما جعل منه قريباً من النفس، وها هي بعض فصول الكتاب تعود إلى الواجهة مجدداً، عبر وثائقي أعده المكتب الإعلامي لحكومة دبي، يستلهم مشاهده من وحي صفحات «قصتي»، ويترجمها صوراً ومشاهد، تحكي بعضاً من سيرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

أولى حلقات الوثائقي، «الخيل الأولى»، امتدت أحداثها على نحو 7 دقائق، تلخص بمجملها ما سرده صاحب السمو نائب رئيس الدولة، في فصل «الخيل الأولى»، الذي يروي فيه كيف بدأت علاقته مع الخيل، والتي طالما حجزت لها مكاناً في قلبه، فأحبها كثيراً، وأفرد لها مساحة من وقته، وهو الذي عشقها منذ صغره، لكونه تربى ونشأ في بيت كل من عاش فيه، كان لهم علاقة وطيدة مع الخيل.

الحب واحد

«هل تعرف ما هو الفرق بين الحب الأول والخيل الأولى؟»، سؤال بدا واسع المدى، تنطلق منه أحداث الحلقة الوثائقية، وهو ذات السؤال الذي يفتتح فيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قصته التي تحمل رقم 14 من كتابه، ولكن سرعان ما تأتي الإجابة، بأنه «بالنسبة لي هما وجهان لعملة واحدة»، وعلى وقع صوت «اهتزام» الخيل، وإيقاع موسيقي هادئ، تبدأ المشاهد الأخرى بالتوالي، لتقدم صورة براقة عن القائد الذي عشق الخيل منذ نعومة أظفاره.

رغم أنها دقائق معدودة، هي مدة الوثائقي، إلا أنها بدت غنية بحكاية جميلة، تبوح بسر العلاقة التي جمعت صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، مع مهرته «سُودا أم حَلَج»، التي اختارها من بين تلك المجموعة التي كان والده المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، حيث وضع عليها رهانه بالفوز في أولى السباقات التي شارك بها، حينما كان في العاشرة من عمره، وكان السباق آنذاك أهم مشروع في حياته.

ويكشف لنا سموه، في ذات الفصل كيف أشرف على علاجها، مستعيناً بوالدته، المغفور لها بإذن الله تعالى، الشيخة لطيفة بنت حمدان آل نهيان، رحمها الله، ليكتشف من خلال معاينة والدته للمهرة، مدى ذكاء الخيل، وبدأ سموه يعرف كم هي، الخيل، حساسة ورقيقة ووفية، كما أشرف على تدريب مهرته «أم حَلَج»، والتي تعود اصطحابها إلى الشاطئ ليحممها ويدربها، حيث كانت تغطس أنفها في عشب الصحراء والحشائش التي كان سموه يحضرها معه لأجلها، وكانت هي تستمع بالعودة إلى الاسطبلات، بمقدار استمتاعها بالنهارات التي تقضيها في الخارج.

دروس نتعلم منها

بين ثنايا تلك الحكاية، التي يسردها الوثائقي أمام أعيننا، نكتشف مدى حب سموه، للخيل، ومن بين مشاهد الوثائقي تدرك أن سموه يحب فرسه وقربها، حيث يصف سموه في أحد المشاهد حال «أم حَلَج» عندما كانت تعود إلى الاسطبلات، حيث يتولى سموه تنظيف غطائها من الرمل والملح، بينما هي تقف بهدوء، وتحرك أذنيها إلى الخلف لتلتقط أي تغيير يطرأ على نبرة سموه وهو يحدثها بشكل متواصل، كما يؤكد ذلك المشهد مدى ذكاء مهرة سموه، من خلال تطرقه لحركة أقدامها، فهي «كانت تريح ساقها الخلفية وتقدم الساق المصابة أمامها».

حكاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مع الخيل طويلة، لا تكفي لسردها حلقة واحدة، وهو الذي تعلم من «أم حلج» أن «الخير عندما تضعه في الخيل، يثمر خيراً أكبر»، كما تعلم منها أيضاً «الوفاء» الذي يعد واحداً من سمات سموه وأخلاقه الرفيعة، كما تعلم منها أيضاً أن «الإنجاز لا يأتي على طبق من ذهب»، وأنه «عندما تحب شيئاً واصل فيه حتى النهاية، عندما تريد إنجازاً أعطه كلك، لا تعطه بعضك».

لم يكن لمشاهد حلقة «الخيل الأولى» الوثائقية أن تمضي، من دون الاستئناس بصوت صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهو يلقي بعضاً من أبيات إحدى قصائده التي صاغها بماء الذهب، وعبر فيها عن حبه للخيل، حيث يقول:

حبْ الرِّمَكْ يجري بشراييني

آحبِها وآحبْ طاريها

أقْسَمْ بها الرَّحْمنْ ف كتابهْ

سبحانهْ إبعلمهْ مِسَوِّيها

عطيتها لي مَرْ منْ عمري

واللي بقىَ منْ العمرْ بَعْطيها

Email