العيدية في زمن «كورونا».. أفكار مبتكرة لموروث خالد

أصيلة ناصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

«عساكم من عواده.. عطونا عيدية» أهازيج لا تكتمل أعيادنا إلا بها، حين يصطف الأطفال بأجمل الحلل في صف طويل لأخذ حصتهم من «العيدية»، والتي تعتبر رسالة حب مغلفة بالتكافل الاجتماعي، تشيع الفرح بين الصغير والكبير، لكن الظروف الاستثنائية التي تشاطر بها دولة الإمارات العالم أجمع، قد ألقت بظلالها على هذه الفرحة، ويبقى السؤال كيف ننشر الفرح بين الأطفال في ظل الظروف الاحترازية التي تقتضي عدم توزيع النقود حفاظاً على سلامة الأطفال؟.

«البيان» التقت مجموعة من المختصين الذين أكدوا أن واجبنا اليوم أن نشيع الفرح بحذر وبتدابير، لأنه واجب وطني، وصحة الأطفال فوق كل اعتبار.

غرس قيمي

وقالت أصيلة سليمان ناصر، مديرة إدارة تنمية الطفل والشباب، في مؤسسة التنمية الأسرية إن ثمة العديد من الأفكار البديلة لعيدية العيد، وأن نخلق لهم فرصة الإبداع في ابتكار عيدية استثنائية، أو استبدالها بالعيدية المؤجلة للعيد القادم، أو من الممكن أن يوفر الآباء لأطفالهم هدايا مبتكرة بأفكار إبداعية، في ركن معين أو زاوية في البيت لإشاعة الفرح في قلوبهم.

وأضافت، أن من الأفكار المبتكرة أيضاً إنشاء محفظة بنكية، وتتحول العيدية لهذه المحفظة، وأن نشرح للأطفال أن ظروفنا الراهنة تستدعي الصبر، وأن صحتهم وعافيتهم هي أثمن عيدية معنوية لهم، وهي فرصة أيضاً لتعليم الأبناء قيمة حب العطاء والصدقة، من خلال إرسال مبالغ نقدية على الهاتف مثلاً للجهات المعنية للتبرع ودعم الفئات المحتاجة، هي فرصة لنجعل هذا العيد غرساً قيمياً لأطفالنا.

نشر الإيجابية

وأكدت بهية خميس المرزوقي، رئيس قسم في إدارة تنمية مهارات وقدرات الأطفال في مؤسسة التنمية الأسرية، أن «عيدية العيد» موروث حضاري لمزيج يجمع بين العادات الإسلامية والتراث الإماراتي، سيختفي في زمن «كورونا» كغياب المصلين عن مصلى العيد، فاختفاء العيدية هذا العيد نتيجة طبيعية للتباعد الجسدي، حفاظاً على صحة أطفالنا، هذا بالإضافة إلى ضرورة الامتناع عن توزيع العيدية على الأطفال أو حتى صرفها من المصارف وتداولها بين الأفراد، ومن هنا نوصي بدورنا الأهالي الانتباه وعدم الانجراف في خضم الإعلانات المكثفة لأظرف العيدية وغيرها، لأنها أكثر مصدر خطر لانتقال الفيروسات، فصحة أطفالنا خط أحمر.

وحول كيفية نشر الفرح بين الأطفال في الوقت التي تعتبر به النقود خطراً لأنها قد تكون ناقلاً للفيروس، قالت المرزوقي: إن فرحة العيد لدى الأطفال متمثلة في العيدية، والعيدية مصدر للسعادة ومرتبطة ذهنياً بصورة العيد، وبهجة الاحتفال في فكرهم وعواطفهم وهي دافع أساسي للاستعداد ليوم العيد من ملابس وزيارة الأقارب، فمن هنا يتوجب علينا ألا نغفل عن هذا الانقلاب العاطفي الذي سيواجه أطفالنا، حيث توالت استفسارات الأطفال عن كيف سيكون هذا العيد؟ وماذا عن العيدية؟ منذ بداية شهر رمضان الكريم.

وأضافت المرزوقي، أن دورنا كأهل ومربين أن ندرك حق الأطفال في السعادة، والذي يتطلب منا أن نمهد لهذا التغيير من خلال التعبير عن حبنا لهم، وحرصنا لأن يتمتعوا بالصحة والعافية، وأن ننعم جميعاً بعيد مميز بدون عيدية، وأن نكون نعم العون لننشر الفرح والسعادة بلمسة حنان، وخطوات نتشارك فيها معاً لنتمكن من تحقيق الهدف السامي وهو فرحتنا بيوم العيد.

خطوات عملية

وحول الاستعداد للعيد، تشدد المرزوقي على جملة من الخطوات العملية، ليشيع الفرح بين الأبناء من خلال تعزيز مهارات وقدرات الطفل، وإشراكه في بعض الأعمال استعداداً للعيد مثل تزين زاوية العيد في المنزل أو حسب اهتماماته وهواياته. ونظراً لأهمية تعزيز ثقافة التعبير عن النفس، تشير المرزوقي إلى أن إعداد جلسات الحوار المفتوح والصريح، للاستماع للطفل قبل العيد، هي فرصة للتعبير عما يسعدهم لتقليل تحدي اختفاء العيدية، هذا بالإضافة إلى الإكثار من المدح الواقعي المتوافق مع سلوكياته عند كل فرصة، لأنها حافز لهم لدعم السلوكيات الإيجابية، وتزيد من ثقته بنفسه وتكسبه السعادة، وبالتالي ستقلل من توتر اختفاء العيدية، مؤكدة أهمية تخصيص وقت لمشاركة الطفل في اللعب أو المسابقات العائلية الجماعية، ويمكن أن نعزز ذلك بموروث الألعاب الإماراتية الشعبية التي تمتاز دائماً باللعب الجماعي.

Email