900 ألف تفاعل مع الحملة الوطنية للدعم النفسي «لا تشلون هم»

ت + ت - الحجم الطبيعي

بحثت معالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للسعادة وجودة الحياة مدير عام مكتب رئاسة مجلس الوزراء، في اجتماع عقد عن بعد، مع 60 طبيباً واختصاصياً نفسياً واجتماعياً من المتطوعين في الحملة الوطنية للدعم النفسي «لا تشلون هم»، تداعيات تفشي فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد 19) على الصحة النفسية للمجتمع، ومستقبل الصحة النفسية ما بعد «كورونا»، وأهمية تركيز الجهود الحكومية على الصحة النفسية المجتمعية بشكل متكامل.

وجاء الاجتماع بالتزامن مع اختتام الحملة الوطنية للدعم النفسي «لا تشلون هم»، التي أطلقها البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة أواخر مارس الماضي، بهدف تقديم الدعم النفسي لكافة أفراد المجتمع في مواجهة تفشي فيروس «كورونا» المستجد «كوفيد 19»، والتي تواصلت 7 أسابيع عبر منصات التواصل الاجتماعي وحققت أكثر من 900 ألف تفاعل ومشاركة من مختلف فئات مجتمع دولة الإمارات.

اهتمام كبير

وقالت معالي عهود الرومي خلال الاجتماع إن قيادة دولة الإمارات تولي الصحة النفسية اهتماماً كبيراً، وتضعها ضمن أولويات العمل والعناصر الرئيسية لتعزيز صحة المجتمع بشكل متكامل، وذلك تجسيداً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بأن جودة حياة الإنسان هي أكبر أولوية، وأن صحة أفراد المجتمع وسلامتهم هي أهم ركائز جودة حياة الإنسان والمجتمع.

وشددت على أهمية الإعداد بشكل استباقي للحد من التداعيات النفسية المحتملة لجائحة «كورونا» على الأفراد، ودعم جهود التعافي والخروج من هذه المرحلة التي تقودها حكومة دولة الإمارات استعداداً لمرحلة ما بعد «كورونا».

وأشارت إلى أن حملة «لا تشلون هم» تمكنت من تقديم خدمة دعم نفسي فورية لكافة فئات المجتمع، وأسهمت في تعزيز الجهود الوطنية للحد من تداعيات تحدي فيروس «كورونا»، وقدمت نموذجاً مبتكراً لخدمات الدعم النفسي للأفراد. وشكرت معالي وزيرة دولة للسعادة وجودة الحياة الأطباء النفسيين والخبراء وأخصائيي الدعم الاجتماعي الذين شاركوا في الحملة، مثمنة جهودهم وعطاءهم وحرصهم على التطوع بوقتهم وجهدهم لخدمة مجتمع الإمارات، ومؤكدة أن تجربة الحملة تشكل نموذجاً ملهماً واستثنائياً للمبادرات الهادفة لدعم المجتمع وتعزيز جودة حياته.

تعزيز الوعي

وأكد عمار المعيني المتحدث الرسمي عن البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة، أن أحد أهم مخرجات حملة «لا تشلون هم» هو الدور الذي لعبته من خلال استخدامها منصات التواصل الاجتماعي لتقديم الدعم النفسي، وتعزيز التواصل وتقديم النصائح والتجارب لنشر الوعي بين أفراد المجتمع.

وقال المعيني إن الحملة أسهمت في توفير المعلومات الدقيقة مباشرة من المختصين، ووفرت الدعم النفسي الذي يمثل حاجة أساسية في ظل هذه الظروف، انطلاقاً من هدف الحملة لتعزيز الطمأنينة والوعي والالتزام المجتمعي بما يدعم جهود الدولة للحفاظ على صحة المجتمع ووقايته.

وواصلت حملة «لا تشلون هم» فعالياتها خلال شهر رمضان المبارك من خلال مكونين رئيسيين يركزان على تقديم الدعم النفسي وبث الروح الإيجابية بين الأسر والأفراد. المكون الأول «لندعم معاً» ويهدف إلى الإجابة عن استفسارات الأفراد حول التحديات النفسية التي تواجههم، وتقديم النصائح والإرشادات لهم ومساندتهم، من خلال بث مباشر يومي باللغتين العربية والإنجليزية.

أما المكون الثاني «لنتحدث معاً» فهو عبارة عن جلسات افتراضية مغلقة تهدف لتوفير الدعم النفسي والاجتماعي لفئات محددة، لمساعدتهم من خلال الحوار المباشر معهم، في بيئة آمنة لمناقشة التحديات النفسية التي يواجهونها في الظروف الحالية.

إشادة بالتفاعل

وأكد متطوعو الحملة من الأطباء والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين أهمية مبادرة «لا تشلون هم» وأثرها في تعزيز الصحة النفسية للمجتمع ودعم الجهود الوطنية لمواجهة التحديات الاستثنائية للمرحلة، وأشادوا بالتفاعل المجتمعي الإيجابي الكبير مع الحملة ومواضيعها وجلساتها.

وقال الدكتور عادل كراني استشاري الطب النفسي، إن من المهم تعزيز الصحة النفسية للأفراد وتقديم الدعم النفسي لهم في هذه المرحلة وبعد «كوفيد 19»، ومن الضروري الإعداد لتوفير الدعم لكل أفراد المجتمع وخاصة الذين تعرضوا للقلق بسبب الفيروس، وانعكست عليهم إجراءات التباعد الاجتماعي والخوف من التواصل، ما يؤكد أهمية دور المختصين في الدعم النفسي وأهمية تدريبهم للتعامل مع هذا الوضع.

وأشار الدكتور علي سنجل الاستشاري والطبيب والمحاضر المعتمد، إلى أن التفاعل المجتمعي كان إيجابياً مع حملة «لا تشلون هم»، ما يؤكد أهميتها لتعزيز الصحة النفسية لأفراد المجتمع لما يواجهونه من تحديات على مستوى صحتهم البدنية أو علاقاتهم الأسرية أو العمل، مؤكداً أن الجميع يبحثون عن حلول تساعدهم في السيطرة على المشاعر السلبية والتغلب عليها كي لا تؤثر على سلوكهم العام.

وأكد الدكتور عمار البنا استشاري الطب النفسي للأطفال واليافعين، أن جائحة «كوفيد 19» سيظل لها وقع على حياة الأفراد والمجتمع من أهمها الأثر النفسي، ما يستدعي استمرار تعزيز الصحة النفسية من خلال برامج مجتمعية مبنية على الأدلة العلمية ومناسبة للجميع، وتوفير مراكز استشارية مؤهلة لتقديم الدعم النفسي للأفراد.‏‏

مساهمة

‏ وقالت الدكتورة سلوى السويدي استشاري أمراض الباطنية وطب المسنين ومدير مركز سعادة كبار المواطنين في هيئة الصحة بدبي، إن حملة «لا تشلون هم» قدمت الدعم النفسي والاجتماعي بطريقة استثنائية عززت تفاعل أفراد المجتمع، والجميل أن الحملة شملت كافة الفئات مثل كبار السن وأصحاب الهمم، الذين تأثروا جداً بتركيز وسائل الإعلام على آثار فيروس «كورونا» السلبية عليهم، ما جعلهم يحسون بالخوف والقلق، فجاءت الحملة لتساعدنا على فهم نفسياتهم ومخاوفهم، والمساهمة في مساعدتهم ورفع معنوياتهم.

في السياق ذاته، قالت الدكتورة فاطمة المنصوري استشاري الطب النفسي: «شهدنا تفاعلاً ممتازاً من مختلف فئات المجتمع، وسنواصل العمل لتسليط الضوء على الجانب النفسي بعد الجائحة لضمان الشفاء النفسي من آثار الفيروس، والحد من التبعات الاجتماعية والاقتصادية التي قد يخلفها على المدى البعيد.

أما الأستاذة سعيدة المرزوقي الأخصائية النفسية، فقالت إن موضوع الصحة النفسية أصبح محوراً لعمل العديد من الحكومات، وبناء على المؤشرات العالمية والتغيرات التي لم نشهد مثيلاً لها من قبل في حياتنا اليومية، من المتوقع أن تزيد نسب الاضطرابات النفسية.

رفع المعنويات

وأكد عدد من المتابعين أن حملة «لا تشلون هم» رفعت معنوياتهم وأسهمت في دعمهم لمواجهة الضغوط النفسية والآثار المختلفة لتحدي انتشار فيروس «كورونا» المستجد، وقال سيف عبدالله أهلي وهو أحد المتعافين من الفيروس: إن الشعور بالخوف لفترات طويلة يؤدي إلى الاكتئاب، والبقاء في ظروف العزل لفترة طويلة مع الشعور بالخوف من المستقبل نتيجة هذا الفيروس يزيد من الإحباط، ولكن عندما تم التواصل معي من قبل البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة، والمتطوعين في حملة «لا تشلون هم»، ارتفعت روحي المعنوية وتمكنت من تجاوز هذه الفترة.

 

 

 

60

قدمت حملة لا تشيلون هم، 60 فقرة بث حي مدة كل منها ساعة، و40 مقطع فيديو تحتوي على رسائل دعم وطمأنة للمجتمع في حسابات التواصل الاجتماعي للبرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة، فيما تم تنظيم أكثر من 16 جلسة دعم نفسي مغلقة بإشراف أطباء وأخصائيين نفسيين، شارك فيها نحو 400 شخص.

Email