ملهمون في خط الدفاع الأول

حسين آل رحمة: رسالتنا خدمة الوطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم ير الدكتور حسين ناصر آل رحمة، استشاري الحوادث والعناية المركزة، ابنه الذي يعمل طبيباً في قسم العناية المركزة في مستشفى راشد منذ ثلاثة أسابيع، فطبيعة عملهما في خط الدفاع الأول في مواجهة «كوفيد 19»، تتطلب منهما التباعد الاجتماعي خشية نقل المرض لأفراد الأسرة.

بدأ الدكتور حسين حياته المهنية في هيئة الصحة في دبي، ويعتبر من ضمن الجيل الرابع منذ تأسيس الهيئة وتخصص في مجال العناية المركزة بعد أن حصل على البورد الألماني عام 1997 كما تخصص في الحوادث وإدارة الكوارث، وأكمل دراسته في جامعة ليدز في بريطانيا وعمل بإخلاص على تأسيس خدمات العناية المركزة في مستشفيات الهيئة بدءاً من مستشفى راشد، ثم انتقل إلى مستشفى دبي رئيساً لأقسام الحوادث والعناية المركزة ومستشاراً لإدارة الأزمات والكوارث.

ويستمر عطاء الدكتور حسين حيث يعمل حالياً في القطاع الخاص كرئيس لأقسام الحوادث والعناية المركزة في مستشفى الزهراء بدبي، ويشغل الآن عضو لجنة إدارة الكوارث لجائحة «كوفيد 19».

يعمل الدكتور حسين قي القطاع الخاص في خط الدفاع الأول، حيث إن مستشفى الزهراء من أوائل المستشفيات التي تم اعتمادها من هيئة الصحة للتعامل مع «كورونا»، وقال: بدأنا باستقبال المرض منذ الأيام الأولى لتفشي المرض وقد قمنا باتخاذ الإجراءات الاحترازية، حيث تم فرز المرضى وتوجيههم إلى مناطق مختلفة لعزلهم عن الحالات غير المصابة، كما بدأنا بطرق الحماية والوقاية منذ اللحظات الأولى.

ومضى الدكتور حسين قائلاً: نعمل في الخطوط كفريق الدفاع الأول لحماية المجتمع بلا هوادة لمواجهة هذا الفيروس الشرس، فرسالتنا هي خدمة الوطن، وبلا شك أن هذا العمل يحتاج إلى جرأة وشجاعة وصلابة، وأضاف عندما أنظر إلى فريق العمل في منتصف الدوام أجدهم كخلية النحل الكل يعمل بجد وصمت، وعندما أنظر لهم عند انتهاء العمل أراهم جنوداً مرهقين، يبحثون عن السرير الذي يعطيهم الطاقة لليوم التالي لإكمال المسيرة.

يخافون على أهلهم ولا يخالطونهم، وعلى سبيل المثال ابني الذي يعمل في قسم العناية المركزة لم أره منذ ثلاثة أسابيع، ولم نضعف لحظة واحدة لأن هذه طبيعة عملنا، وأقسمنا أن نؤديها بإخلاص مهما كلف الأمر، لأننا في النهاية نقدم خدمة إنسانية أجرها عند الله عظيم، ونحمي مجتمع وشعب دولة الإمارات، وهذا واجبنا لرد جزء من الجميل الذي قدمته لنا الدولة.

ويضيف الحجز المنزلي بسبب الكورونا كشف لنا أموراً لم نكن على دراية كاملة بها، حيث بدأنا نجلس مع الأولاد أكثر وبدأنا نفهم ظروف الزوجة من ناحية الطبخ والتنظيف وتجهيز المنزل وتوفير سبل الراحة، لذلك بدأنا نعيش معاناة الزوجات في تحمل الجزء الكبير من المسؤولية.

Email