مديرة إدارة كبار المواطنين في «تنمية المجتمع» لـ «البيان»:

التسامح نهج إماراتي تؤكده حملة «نتواصل ونحمي»

ت + ت - الحجم الطبيعي

وفرت الإمارات على مدى عقود متواصلة، خدمات متنوعة للاهتمام بكبار المواطنين، الذين يحظون بتقدير كبير من القيادة، فضلاً عن الرعاية المجتمعية التي تجسدها الفعاليات التي تنظم لهم، ويأتي ذلك كنوع من رد الجميل لهم، نتيجة ما بذلوه وقدموه للوطن، هذا ما أكدته مريم الحمادي مديرة إدارة كبار المواطنين في هيئة تنمية المجتمع بدبي.

وقالت لـ«البيان»: إن فئة «كبار المواطنين» تحظى باهتمام خاص من قيادتنا الرشيدة، التي تحرص دائماً على تهيئة بيئة مثالية تنعم فيها هذه الشريحة المهمة من مجتمعنا بالعناية الفائقة والعيش الكريم، كما أن منظومة القيم الراسخة في المجتمع الإماراتي تولي كبار المواطنين أهمية خاصة باعتبارهم مصدراً للحكمة والمعرفة، فالإمارات سباقة إلى تقديم كل أشكال الدعم والرعاية للصغار والكبار وتلمس احتياجاتهم.

اهتمام ودعم

وأضافت أن حملة «نتواصل ونحمي» التي أطلقتها الهيئة بالتعاون مع القيادة العامة لشرطة دبي حظيت باهتمام لافت من كبار المواطنين والمقيمين وذويهم ومن أفراد المجتمع بشكل عام، ويتولى فريق من القائمين بالرعاية في هيئة تنمية المجتمع التواصل بشكل يومي مع كبار المواطنين الذين يعيشون بمفردهم للتعرف على احتياجاتهم والاطمئنان عليهم.

وقالت: تعد رعاية كبار المواطنين ركناً أساسياً في الثقافة الإماراتية التي تضع الاهتمام ودعم المسنين في إطار «رعاية جذور شجرة الوطن»، فإذا صحت الجذور فإن شجرة الهوية الوطنية والمواطنة الصالحة تكون مثمرة وخضراء ممتدة، والاهتمام بكبار المواطنين واحتضانهم لا يكون مجرد أداء واجب أو مظاهر، بل ضرورة لأنهم الأساس والقاعدة التي تثبت شجرة الوطن، وهذا ما تفسره الجهود اللافتة التي يبذلها القائمون على أمر حملة «نتواصل ونحمي» التي أطلقتها هيئة تنمية المجتمع في مارس الماضي بالتعاون مع القيادة العامة لشرطة دبي، والتي تتيح المجال لكبار المواطنين والمقيمين التسجيل فيها لإعطائهم الأولوية في استقبال اتصالاتهم في مركز القيادة والسيطرة بشرطة دبي لتقديم أفضل الخدمات لهم بسهولة ويسر وقت الحاجة سواء كانت الخدمات صحية أو غذائية أو غيرها لتواجد هذه الفئة في المنازل تطبيقاً أيضاً لحملة «خلك في البيت».

ومن ناحيتها أوضحت إحدى الموظفات بالهيئة والتي تعمل كاختصاصي اجتماعي أول في إدارة كبار المواطنين بهيئة تنمية المجتمع بدبي، أن الهدف من الحملة هو الارتقاء بجودة حياة كبار المواطنين والمقيمين ضمن مجتمع آمن ومتلاحم.

وأضافت أنها وزميلة لها مسؤولتان عن كبار المواطنين والمقيمين المسجلين في الحملة، حيث تتلقيان الاتصالات المحولة إليهما من غرفة العمليات بالقيادة العامة لشرطة دبي من أجل تلبية احتياجاتهم.

مواقف إنسانية

وذكرت لنا موقفاً مؤثراً حين تلقت اتصالاً من غرفة عمليات شرطة دبي بضرورة التواصل مع مسن بريطاني، وعلى الفور تواصلت معه وعلمت منه أنه يعيش بمفرده وأن لديه قائمة من الأدوية التي يرغب في إحضارها لاستكمال علاجه غير أنه لا يستطيع الخروج بسبب التزامه بقوانين تقييد الحركة، في دبي.

وأضافت أنها تواصلت مع صيدلية «ابن سينا» التي وفرت الدواء وأوصلته للمسن على الفور حيث تكفلت الهيئة بثمن الدواء، هذا الموقف أثر كثيراً في المسن البريطاني الذي أعرب عن بالغ شكره وتقديره للقائمين على أمر الحملة، مؤكداً أن دولة الإمارات أعلت روح التسامح لتعزيز السلام والتقارب بين الشعوب، وتحقيق العيش الكريم للجميع، وهذا ما جعلها مقصداً للجميع من مختلف بلدان العالم، بغض النظر عن لونهم أو عرقهم أو دينهم.

موقف آخر تحكيه لنا ابنة أحد كبار المواطنين المسجلين في الحملة حيث تقول: والدتي كانت تعاني باستمرار من آلام في الأسنان وخلال فترة تقييد الحركة شعرت بآلام شديدة في أسنانها، فقمت بالتواصل مع «الحملة» وعلى الفور تلقيت اتصالاً من هيئة تنمية المجتمع التي بدورها تواصلت مع عيادة «برجيل» وأرسلوا طبيباً إلى بيتنا ليفحص أسنان والدتي المسنة التي تبين لاحقاً أنها تعاني من التهاب حاد في اللثة.

وتابعت: قام الطبيب مشكوراً بعلاج والدتي وعمل اللازم لها حتى تحسنت حالتها كما أوصلت الهيئة لها الدواء الذي كتبه الطبيب إلى المنزل.

ومن ناحيتها أعربت والدتها عن بالغ امتنانها وشكرها لهيئة تنمية المجتمع وللقيادة العامة لشرطة دبي وجميع القائمين على أمر الحملة للرعاية الكبيرة التي يولونها لفئة كبار المواطنين، كما خصت بالشكر والعرفان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي جعل كبار المواطنين أكثر الفئات سعادة في إمارة دبي، وآمن بأن الإنسان هو الأساس الصلب للبنيان ومحور رئيس من محاور التنمية، التي لا ترتهن لعمر الإنسان، إنما لاعتماد أسلوب حياة يهتم بسلامة وحقوق المواطنين، خاصة فئة كبار المواطنين، تحت مظلة الرعاية الاجتماعية، التي تتضمن توفير الخدمات الصحية والسكنية، وخدمات النقل والبنية التحتية وكل ما يؤطر لتعزيز الأمن والسلامة والرفاه لهم.

Email