ملتقى الإعلاميين الرمضاني يستشرف استراتيجيات القطاع لمرحلة ما بعد «كوفيد 19»

سلطان الجابر: الإعلام الإماراتي يمتلك المرونة لمواجهة انعكاسات «كورونا»

سلطان الجابر خلال الملتقى | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة رئيس المجلس الوطني للإعلام، أن قطاع الإعلام في دولة الإمارات يمتلك المرونة والخطط الاستشرافية لمواجهة انعكاسات المرحلة الحالية التي يمر بها العالم جراء انتشار وباء كورونا «كوفيد 19»، ويمكنه الاستفادة بشكل كبير من الفرص المصاحبة لها والبناء عليها.

جاء ذلك، خلال انعقاد ملتقى الإعلاميين الرمضاني الذي نظمه المجلس الوطني للإعلام عن بعد، بمشاركة كل من منى غانم المري نائب رئيس مجلس دبي للإعلام ومدير عام المكتب الإعلامي لحكومة دبي، وراشد سعيد العامري وكيل وزارة شؤون الرئاسة لقطاع التنسيق الحكومي، ومحمد جلال الريسي مدير عام المجلس بالإنابة، وعدد من رؤساء ومسؤولي وسائل الإعلام الوطنية، وناقش ثلاثة محاور رئيسية، هي: مستقبل الإعلام بعد «كورونا»، وتحويل التحديات إلى فرص، ومواصلة الجهود التثقيفية والتوعوية.

وفي مستهل الملتقى، نقل معالي الدكتور سلطان الجابر تحيات القيادة الرشيدة لكافة العاملين بقطاع الإعلام، وتقديرها للدور الكبير الذي يقومون به ضمن الجهود الوطنية المميزة لمنع انتشار فيروس كورونا، مؤكداً أن قطاع الإعلام الوطني أثبت جاهزيته وقدرته على العمل في ظل مختلف الظروف، بما يخدم الدولة، حيث أسفرت الجهود الإعلامية طوال الفترة الماضية عن وعي ساهم في تعزيز جهود منع انتشار الفيروس.

رؤية

وقال معاليه إن الإمارات ومن خلال رؤية وجهود القيادة الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أصبحت منارةً للفكر الإيجابي والتفاؤل، وأنه على وسائل الإعلام عكس هذا الفكر في محتواها لترسيخه وتعزيزه بين مختلف شرائح المجتمع في هذه الظروف التي يمر بها العالم أجمع.

وقال معاليه إن دولة الإمارات تسير في الطريق الصحيح، حيث أثبتت الإجراءات التي قامت بها الحكومة مدى الاستعداد والجاهزية التي تتمتع بها مختلف القطاعات للحد من انتشار «كورونا» بالشكل الذي يضمن اجتياز هذه المرحلة لتواصل الإمارات مسيرتها الحضارية، لافتاً إلى أن نجاح حملات التوعية والتثقيف التي تقوم بها وسائل الإعلام يتطلب الاستمرار بها ومواصلة التركيز على مخاطبة الجمهور بمختلف اللغات والوسائل، للبناء على الإنجاز الذي حققته مختلف الجهات المختصة.

وأشار إلى أن المؤسسات الإعلامية بمختلف أدواتها وكذلك العديد من المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي، قاموا بجهود كبيرة ومشكورة لنشر الوعي، إذ تعتمد كافة الدول على قطاع الإعلام في التوعية والتثقيف والتواصل مع الجمهور، وهذه فرصة كبيرة للقطاع ليعيد ترتيب الأمور، بعد ما حققه من نجاح في هذه الظروف الصعبة.

وقال معاليه إن حكومة الإمارات وبتوجيه من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، تعمل من الآن على صياغة استراتيجية الدولة لمرحلة ما بعد كورونا لتحقيق التعافي واستئناف النشاط الاقتصادي في الدولة، وعلى قطاع الإعلام الانسجام مع هذه الرؤية الاستشرافية والبدء بدراسة تغيير استراتيجيات العمل لضمان تعافي القطاع والاستفادة من التغييرات لتحقيق النمو والتطور.

وأضاف: «علينا أن نركز على تعزيز المرونة ورفع الكفاءة لضمان استمرارية الأعمال واستدامتها، والبناء على ما تحقق لنستمر في الإنجاز، وأن نعزز ثقة الجمهور بأدواتنا لضمان مواصلة النجاح. وبما أن الظرف الحالي غيّر الكثير من المفاهيم، علينا التفكير في خلق محتوى جديد يلائم المتغيرات التي فرضها انتشار الفيروس على طبيعة حياة الناس».

محتوى متميز

ونوه معاليه إلى أن شركات صناعة المحتوى استفادت من الظروف الحالية، وعززت من قدراتها وإمكانياتها، ومن هنا تبرز أهمية التفكير في خلق منصات محتوى متميز ومنافس وحصري لتقديمه للجمهور، وذلك عبر الاستفادة من التوسع في الاعتماد على الإعلام الرقمي، وتوفير مواد إعلامية تناسب توجهات الجمهور وتطلعاته.

وأشار إلى أن الموسم الرمضاني الحالي شهد تطوراً كبيراً ونقلة نوعية على صعيد البرامج والدراما الرمضانية والتي حققت مستويات مشاهدة عالية على مستوى الوطن العربي، وكان لها صدى إيجابي انعكس إيجاباً على سمعة وتطور القطاع، مقدماً الشكر لكافة العاملين في القطاع من إعلاميين وفنانين على جهودهم الكبيرة والمتميزة.

من جانبها أكدت منى غانم المري نائب رئيس مجلس دبي للإعلام ومدير عام المكتب الإعلامي لحكومة دبي، أهمية انعقاد الملتقى في هذا الوقت للبحث في تطورات وانعكاسات المرحلة الحالية على العمل الإعلامي، ومناقشة مستقبل القطاع بعد جائحة كورونا.

إجراءات احترازية

وأكد كل من محمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، والإعلامية مريم بن فهد، والكاتب الإماراتي عوض الدرمكي، أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة، وبرنامج التعقيم الوطني، للحد من انتشار الفيروس، حيث إن تخفيف بعض القيود لا يعني الإهمال وعدم الالتزام، وهذا يفرض علينا نحن وأفراد المجتمع جميعاً مسؤولية مشتركة لتعزيز الرسائل التثقيفية خلال الفترة المقبلة، وخلق أدوات وقنوات جديدة تخاطب الجمهور بلغات مختلفة لإيصال رسائل توعوية مؤثرة.

وقال عبد الرحيم البطيح النعيمي مدير عام شركة أبوظبي للإعلام بالإنابة، إن شركة أبوظبي للإعلام استطاعت خلال هذه المرحلة الخروج بمبادرات خلاقة، كما تعتزم الشركة خلال الفترة المقبلة إطلاق مجموعة من المنصات بلغات مختلفة لتصل رسائل الدولة إلى كافة شرائح المجتمع.

وذكر محمد الحمادي رئيس تحرير صحيفة الرؤية رئيس جمعية الصحفيين الإماراتية: «نجح الإعلام الإماراتي في مواجهة جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19) وأثبت للعالم أن دولة الإمارات لديها الإمكانات والقدرات والكفاءات الوطنية العالية، لافتاً إلى أن المؤسسات الإعلامية بشقيها الحكومي والخاص بحاجة إلى دعم خلال هذه المرحلة».

حرفية عالية

وأشار رائد برقاوي رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة الخليج إلى أن الإعلام الوطني أظهر حرفية عالية ونجح في إدارة هذه المرحلة بالتعاون والتنسيق المشترك مع الجهات ذات الاختصاص، مضيفاً أنه خلال الأزمة عمل الإعلام الوطني باجتهاد كفريق عمل متكامل، وهذا سيستمر ما بعد فيروس كورونا المستجد، حيث إن الرسالة والهدف واضحان، ونحن كإعلام وطني معاً في كل الظروف.

وقال حمد الكعبي رئيس تحرير صحيفة الاتحاد، إن قطاع الإعلام أثبت أنه في خطوط الدفاع الأمامية إلى جانب القطاع الطبي ضد جائحة كورونا (كوفيد 19)، والآن نركز جهودنا على رفع مستوى الوعي والتثقيف لدى فئة العمالة في الدولة.

ونوهت مينا العريبي رئيس تحرير صحيفة ذا ناشونال، إلى أن سرعة الاستجابة من قبل المسؤولين وجهات الاختصاصات في توفير المعلومات، ساهمت في تمكين مكونات القطاع من رفع نسبة الوعي المجتمعي في إجراءات وإرشادات السلامة العامة للحد من انتشار هذا الفيروس.

وذكر مصطفى الزرعوني مدير تحرير صحيفة الخليج تايمز، أن الإحاطة الإعلامية لحكومة دولة الإمارات بشأن فيروس كورونا المستجد تطورت بشكل جيد، والإعلام الوطني قام بدور مهم خلال الفترة الماضية، ولكن نأمل توفر المعلومات بشكل أكثر مرونة من الجهات ذات الاختصاص وأن تكون وكالة أنباء الإمارات هي المصدر الرسمي لها، وليس مواقع التواصل الاجتماعي.

وأشار محمود الرشيد رئيس شبكة الإذاعة العربية، إلى أهمية خلق منصات إعلامية رسمية متخصصة بلغات مختلفة تخاطب شرائح مختلفة من مجتمع دولة الإمارات.

Email