مدرسة خرّجت كوادر أثرت المشهد الإعلامي

ت + ت - الحجم الطبيعي

4 عقود مضت ولا تزال شمعة «البيان» مشتعلة، تضيء الدرب أمام الجميع، وهي التي تحولت خلال هذه العقود، من مجرد صحيفة يومية، إلى مدرسة تخرج فيها الكثير من الكوادر الإعلامية والصحافية، الذين استطاعوا إثراء المشهد الإعلامي المحلي والعربي أيضاً، ببصماتهم وخبراتهم ومعرفتهم.

في عقدها الرابع، تعود «البيان» لتجدد عهدها مع القارئ الذي طالما كان هدفها الأول، وتؤكد علاقتها الدائمة مع أبنائها، وعشاق العمل الإعلامي، حيث كانت «البيان» ولا تزال في عيونهم «الصحيفة الشابة»، التي واكبت مسيرة الإمارات ودبي، وذلك وفق الشهادات في حق «البيان» التي قدمها عدد من رؤساء التحرير ونخبة من الإعلاميين.

مكانة

من جهته، توجه عبد الحميد أحمد، رئيس تحرير صحيفة «غلف نيوز» بالتهنئة إلى إدارة وموظفي «البيان».

وقال: أهنئ الزملاء بذكرى تأسيس «البيان»، التي تعد إحدى ركائز إعلامنا الوطني، وهي التي تمتلك مسيرة حافلة بالإنجاز. وواصل: شخصياً كان لي شرف العمل في «البيان»، في واحدة من محطات حياتي المهنية، وقد أضافت «البيان» إلى رصيدي المهني والإعلامي الشيء الكثير، وهو ما أفتخر به.

وأكد عبد الحميد أن تجربته في «البيان» كانت غنية وثرية.

وقال: خلال تجربتي في «البيان» عاصرت عدداً كبيراً من الإعلاميين والصحفيين المواطنين والعرب، وكانت «البيان» بيت محبة بالنسبة لنا جميعاً، وقد تشاركنا مع الزملاء الليالي وتعب الأداء والطرق التقليدية في العمل الإعلامي، قبل التطور التكنولوجي المذهل الذي شهدته الصحيفة ووسائل الإعلام الأخرى. وأشار إلى أن «البيان» واحدة من الصحف التي تغذ الخطى للحاق بركب الصحافة الذكية، وهذا مشهود لها.

وقال: أتمنى لـ «البيان» كل التوفيق في السنوات المقبلة، لدعم مسيرة إعلامنا الوطني المسؤول.

صحيفة الإمارات ودبي

الإعلامي سيف المري، الذي بدأ حياته المهنية في أروقة «البيان»، بانضمامه إليها في 1986 بمنصب مدير للتحرير، آثر في حديثه العودة إلى ذكرياته، وهو الذي استمر في «البيان» حتى عام 1999، ليتولى رئاسة «دار الصدى»، حيث قال: عندما انضممت لـ«البيان» كانت تحتفل بعيدها الخامس، وبقيت فيها حتى تأسيس «دار الصدى» في 1999، وخلال هذه الفترة شهدنا أحداثاً كثيرة وكبيرة غيرت وجه المنطقة، كما عاصرت في «البيان» زملاء كثراً، وعملنا معاً بروح الفريق، فـ«البيان» كانت بيتنا الثاني، وكانت تربطني علاقة شخصية مع سمو الشيخ حشر بن مكتوم آل مكتوم، مدير إعلام دبي، الذي كان آنذاك المدير المسؤول عن «البيان».

وأضاف المري: «البيان» كانت بالنسبة للمنطقة المصدر الثاني للأخبار بعد الإذاعة والتلفزيون، وهي مصدر موثوق، بسبب طريقتها في تحري المعلومة والصياغة التحريرية، كما كانت آنذاك تتميز بلونها وشعارها المختلف، حيث كانت تعتبر بمثابة «فايننشال تايمز» العرب، بسبب اهتمامها وتركيزها على الجانب الاقتصادي.

فرق شاسع بين طريقة العمل التي تتبعها «البيان» اليوم، وبين تلك التي كانت متبعة خلال فترة وجود المري فيها، موضحاً أن «البيان» قامت آنذاك بتأسيس مركز للمعلومات لتغذية الأخبار بالصور والمعلومات، حيث يصف المركز بأنه كان أشبه بشبكة إنترنت داخلية.

وقال: شقّت «البيان» طريقها بنجاح، ومر عليها زملاء تركوا بصمة واضحة بالمشهد الإعلامي، ولا تزال «البيان» مؤثرة على الساحة ولها قراء كثر، كما أنها تتميز بقدرتها على التأقلم مع متغيرات العصر، وهو ما يؤكد أنها كانت ولا تزال صحيفة الإمارات ودبي، وستظل متألقة.

دور نوعي

الكاتب والإعلامي سعيد حمدان، قال في حديثه إن «البيان» لم تكن مجرد صحيفة، وإنما هي مدرسة ومؤسسة متكاملة، كل من دخلها وعمل فيها تعلم واكتسب خبرات عديدة. وقال: «بالنسبة لي «البيان» أعطتني الكثير، حيث انضممت لها بعد التخرج مباشرة، وتعلمت منها الكثير، وأعتبر أنني كنت وعدد من الزملاء محظوظين، بأن ساهمنا في تطويرها، وأدين بالفضل إلى الأستاذ خالد محمد أحمد، والأستاذ عبد الحميد أحمد، فقد منحاني الثقة وتحمل المسؤولية المهنية، في سنوات مبكرة من تجربتي الصحافية».

وأضاف: «أعتقد أن أهم تجربة وخبرة اكتسبتها في عملي، كانت تتمثل في الاحتكاك والممارسة اليومية كمحرر ميداني، لا سيما في الثمانينيات والتسعينيات، التي شهدت نهضة وتطور الدولة، وإنشاء العديد من المؤسسات التي أضحت اليوم عملاقة». وقال: «أعطتني «البيان» مساحة للكتابة، وفرصة للتعبير، وامتلاك جمهور محب من القراء، خاصة في تلك المرحلة، عندما كانت الصحف هي وسيلة الإعلام الأهم».

وأشار حمدان إلى أن «البيان» أثرت المشهد الإعلامي الإماراتي. وقال: «أعتقد لو أنه لم توجد "البيان"، فسيكون هناك فراغ، ولن يتمكن أي مشروع أو مؤسسة سد هذا النقص، كما فعلت «البيان» التي ساهمت في عوامل النهضة والفكر ودعم الثقافة والوعي والتعلم».

وأكد أن ميزة «البيان» أنها مؤسسة مرنة، تواكب التحديث والتطور في صناعة الإعلام.

وقال: «أذكر أن أول وأضخم مطبعة للصحف في المنطقة كانت في «البيان»، وهي أول صحيفة تستخدم الكمبيوتر في كافة مراحل عملها، كما لا يمكن غض الطرف عن دورها في استخدام الوسائط والتقنيات الحديثة، فهي حقيقة سباقة في هذا المجال»، مبيناً أن الصحيفة استقطبت أهم الكتاب في الإمارات والمنطقة والعالم، وشجعتهم ودعمتهم.

وقال: «البيان» قدمت أهم تجربة في الحوار، والرأي والرأي الآخر، والنقد الثقافي، ومقالات الرأي والزوايا اليومية، وملف التوطين أيضاً».

الريامي: مدرسة إعلامية

من أروقة «البيان» تخرج سامي الريامي، وهو اليوم رئيس تحرير صحيفة «الإمارات اليوم»، واعتبر في حديثه بهذه المناسبة، أن «البيان» تمثل علامة فارقة في سماء الإعلام الإماراتي. وقال: «البيان» ليست مجرد صحيفة أو مؤسسة إعلامية، وإنما هي مدرسة استفدنا منها وتعلمنا الكثير، وأفادت المجتمع بشكل فارق وكبير، وواكبت طوال هذه السنوات الطويلة، تطور دولة الإمارات، وساهمت بشكل إيجابي بتطوير وتنمية المجتمع، في المجالات والقطاعات كافة.

وأضاف: الإنسان لا ينسى دائماً أول مدرسة تعلم فيها الكتابة والقراءة، وأنا بصفتي خريج مدرسة «البيان»، لا يمكن أن أنسى سنواتي الأولى في هذه المدرسة، حيث تعلمت المهنية، وتعلمت مهنة الصحافة وتشرّبتها على يد مجموعة من كفاءات الوطن العربي، وأعرب الريامي عن تقديره للصحيفة والعاملين فيها.

وقال: أتمنى التوفيق لـ«البيان» في مواصلة مسيرة تطورها ونموها ومساهمتها في تجربة دولة الإمارات الثرية والمميزة.

الزرعوني: أداء متميز

مصطفى الزرعوني، رئيس تحرير صحيفة «الخليج تايمز»، قال: 40 عاماً مضت على تأسيس «البيان» التي بدأت باللون البني، ومن لا يذكرها في تلك الحلة.

وتابع: في الواقع، إن هذه الصحيفة كانت ولا تزال ركيزة ومساهمة في مسيرة التنمية بدولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة دبي، وكان لها تأثير في رسم السياسات ووضع اليد على مواضع الخلل، وترويج الفعاليات والأنشطة والقرارات الحكومية وغيرها.

وأضاف: العاملون في هذه المؤسسة يقومون بعمل كبير، من خلال الحوارات والتحقيقات، ولا شك أن تركيزها الكبير على حقل الإعلام الإلكتروني، يعد خطوة مهمة تدعونا إلى الإشادة بها.

الزرعوني الذي بدأ حياته المهنية في «البيان». قال: أنا شخصياً أكنّ كل التقدير لهذه الصحيفة، التي بدأت في أروقتها مسيرتي المهنية، وهي التي ساهمت في صقل مهاراتي، لأخوض غمار صاحبة الجلالة، فشكراً للعاملين فيها ولإدارتها، وأتمنى لهم مسيرة قوية.

مطر: موئل التطور

استذكر الإعلامي جمال مطر مسيرته المهنية التي انطلقت من صالات تحرير «البيان»، فقال: لي مع «البيان» حكاية من سنة 2005 إلى 2007 عملت صحافياً في القسم الثقافي تحت إدارة الأستاذ علي عبيد الهاملي، تعلمت بعض الصحافة خلال الفترة البسيطة التي كنت فيها في القسم، كان الجو تنافسياً ومن يستطيع أن يكتب جيداً يكون متميزاً ويحمل بذرة التطور.

طوال التجربة التي عشتها في أحضان «البيان» كانت الثقافة تأخذ حيزاً أكبر ومساحة أوسع، وكان يسلط عليها الضوء أكثر، كان الحوار والنقاش الذي يدور قبل وبعد تقديم المادة الصحفية يعطي أملاً كبيراً بالتميز، ويجعلنا واثقين بأن القادم أفضل وأن هناك تطوراً مقبلاً إن شاء الله.

Email