الأولى عالمياً كـ«صحيفة بلا ورق» تشغيلاً وتجهيزاً والأولى عربياً باستخدام تقنية الـ QRC

40 عاماً من التطوير الفني لـ«البيان» تناغم الصورة وعمق المضمون

ت + ت - الحجم الطبيعي

واكبت «البيان» منذ انطلاقتها في الـ 10 من مايو 1980، أحدث التطورات الفنية في عالم الصحافة، إخراجاً وتصميماً، وتغيرت إطلالتها على مدار 40 عاماً أكثر من مرة، عززت خلالها الذائقة البصرية شكلاً ومضموناً، لتتناغم الصورة مع عمق المضمون، وذلك تلبيىة لتطلعات قرائها، كما شهدت هذه المسيرة المتميزة العديد من الإنجازات والانفرادات، أبرزها طباعتها في 1990 لأول صورة ملونة على الصفحتين الأولى والأخيرة، حيث كانت من أوائل الصحف التي خرجت بصور ملونة على القرّاء.

الأولى عالمياً

وشهد العام 2008 نقلة نوعية للصحيفة، حيث صدرت صفحاتها ملونة بشكل كامل، وكانت من الأوائل في الشرق الأوسط التي صدرت ملونة حينها، كما تم إدخال عناصر تصميمية حديثة مثل «الإنفوغرافيك» والـ QRC كأول صحيفة عربية تستخدم هذه التقنية، بينما أصبحت في عام 2012 أول «صحيفة بلا ورق» عالمياً، تجهيزاً وتشغيلاً، وصولاً إلى العام 2020 والذي كان العلامة الفارقة في مراحل التصميم الصحافي لـ«البيان»، حيث تم اعتماد أحدث أساليب التصميم العالمية، التي تعتمد على مبدأ «Look & feel» وشعور القراء بروح كل صفحة على حدة.

بدايات مشرقة

صدر العدد الأول لـ «البيان» بتاريخ 10 مايو 1980 لتحل «البيان» محل «أخبار دبي» كصحيفة رسمية لحكومة دبي، فيما تمت طباعتها في ذلك الوقت على أوراق باللون الأصفر الوردي، وبنسق عريض وكبير الحجم، بصورة شبيهة بصحيفة «فايننشال تايمز»، حيث كانت البدايات التي تطلعت فيها الصحيفة لتطوير قالب إخراجي جديد في عالم الصحافة، وكُتب لوغو «البيان» بين عامي 1980 ــ 2005 عن طريق خطاط، بتشكيل ما بين الخطين العثماني والكوفي، بحيث يمكن قراءته من أسفل لأعلى، أو قلبه ليُقرأ من أعلى لأسفل، فيما تمت الاستعانة بمثلث أحمر ناري اللون، ليكون هو اللون المميز للصحيفة وقتها.

وفي العام 2005 تم تغيير نوع الخط واللوغو بالكامل ليكون الموجود عليه حالياً، فيما تم اعتماد النسق العريض للقطع المستخدم من الورق، والذي كان دارجاً استخدامه في تلك الأيام، ثم تم تعديل القطع لعدة مرات لكي يتناسب مع ماكينات الطباعة الحديثة.

صور ملونة

بدأت الصحيفة في 1980 الطباعة باللونين الأبيض والأسود بشكل كامل، والاعتماد على الأوراق الملونة للصفحات الأولى والأخيرة مع ثبات الطباعة باللونين عليها، وفي العام 1990 تمت طباعة أول صورة ملونة على الصفحات الأولى والأخيرة للصحيفة، وكانت «البيان» من أوائل الصحف التي خرجت بصور ملونة على القارئ.

وفي العام 2001 تم الاستغناء عن الأوراق ذات اللون الأصفر والاستعاضة بصبغ الصفحات الأولى والأخيرة للصحيفة بنفس اللون مع دخول الحاسوب بشكل كبير في دورة العمل الصحافي، وشهد العام 2008 نقلة نوعية للصحيفة، حيث صدرت بالكامل بحلة جديدة وبالألوان لجميع صفحاتها، وكانت من أوائل الصحف في الشرق الأوسط التي صدرت ملونة في ذلك الوقت.

وفيما يخص التصميم، اتخذت الصحيفة في بداياتها النمط المعهود قديماً في التصميم، معتمدة على الرسم على أوراق الماكيت ثم إرسالها لقسم الصف، حيث يتم صف المواد بأجهزة الصف اليدوي، ومن ثم تخرج المادة على شكل شرائط، حيث يتم عمل مونتاج يدوي لها، وهي دورة عمل طويلة جداً وتتطلب الصفحة ساعات عدة لكي تكون جاهزة للطباعة، وفي بداية التسعينيات ظهرت أجهزة الحاسوب، ومعها ظهر قسم جديد في الأقسام الفنية بالصحيفة، وهو قسم التنفيذ الإلكتروني، حيث يتم رسم الصفحات من الإخراج والدفع بها للتنفيذ، والذي يستقبل المادة من قسم الصف الإلكتروني مع الصور ويتم عمل التصميم للصفحات.

صحيفة بلا ورق

وجرت العادة في دورة التصميم الصحفي أن تتكون من مراحل تشمل، الصف ثم التصحيح ثم التدقيق وصولاً إلى الإخراج ومن ثم التنفيذ، ثم الاعتماد من إدارة التحرير ثم الإرسال للطباعة، وهو الأمر الذي يتطلب ساعات طويلة وإهداراً كبيراً في الأوراق والأحبار، فضلاً عن أنه لا يتمتع بالدقة الكبيرة.وبدأت «البيان» في العام 2012 وكأول مطبوعة في العالم، تجهيز وتشغيل «صحيفة بلا ورق»، حيث تم اعتماد منظومة جديدة للعمل تقوم على أن يناسب العمل بين الأقسام جميعها في نفس الوقت عبر برنامج الـ «NEWSPRESS» وهو الذي وفر في الوقت إلى أقل من 25% من الوقت المطلوب سابقاً ولا يتطلب أي ورق نهائياً للطباعة عليه داخلياً.

واعتمدت «البيان» ببداياتها فيما يخص تطوير الإخراج والتصميم كغيرها من الصحف، على الرسامين والخطاطين والمنفذين اليدويين لعمل الصفحات، بينما كان يعتمد التصميم على تداخل المواد في بعضها، والازدحام المتعمد لإعطاء زخم للشكل الإخراجي، حيث نجد العناوين تمتد فوق عرض 4 أعمدة، بينما الخبر يحتل عموداً واحداً، ثم في الفراغ نجد خبراً آخر لا يمت بصلة للعنوان الكبير الذي يمر في داخل المادة، وكانت هذه الطريقة معتمدة سابقاً وهو أسلوب قديم لا تزال بعض الصحف تعتمده، لكنه أصبح بمرور الوقت لا يتناسب مع روح العصر ونظرة القارئ حالياً.

شكل جديد

واعتمدت الصحيفة في العام 2005 التصميم الصحفي المعتمد على الكتل المتوازية والمتساوية لحد بعيد، ولكن هذا الأسلوب أيضاً ظهر به عدة عيوب، منها تكتل المواد في كتل ضخمة وصغر حجم الصور والمواد المتراصة، التي لا يوجد بها مساحة للفراغ، وهو واحد من أحد عنصري التصميم «الكتلة والفراغ».

وانطلقت «البيان» في 2008 بشكل جديد كلياً، حيث صدرت مُعتمدة على مساحات الفراغ والصور العملاقة، والتي ممكن أن تحتل صفحة كاملة، وتم اعتماد نمط خط رسمي للصحيفة خاص بها يتسم بالجدية والمظهر الأنيق، بينما تم إدخال عناصر تصميمية حديثة مثل الإنفوغرافيك والـ QRC، وتم تقسيم «البيان» بالعنصر اللوني والصحافي بحيث يتمتع كل قسم باللون الخاص به، وتم تصغيرها لتتناسب والآلات الحديثة للطباعة، حيث بدت أنيقة ورسمية.

المرحلة الفارقة

وكانت المرحلة الفارقة في مراحل التصميم الصحافي للصحيفة، في 2020 حيث تم اعتماد أحدث أساليب التصميم العالمية وهي تعتمد على مبدأ «Look & feel» والذي يركز على شعور القارئ عند تصفح كل صفحة في «البيان» بروح الصفحة. حيث تم اعتماد مجموعات لونية معبرة عن كل قسم توحي بماهية المحتوى الخاص به. وشملت المجموعات اللونية، قسم المحليات «عبر الإمارات» حيث تم اعتماد اللون الأحمر القاني، وهو أحد ألوان علم الدولة، والأزرق السماوي والذي يمثل حدود طموحنا «طموحنا السماء»، وبرزت صفحات القسم الاقتصادي باللون البرتقالي الداكن، والذي يعكس لون أضواء شاشات الأسهم، والأزرق الداكن بلون البحر والذي يدل على الهدوء، خاصة أن أسواق المال والبورصات تتباين يومياً ما بين سخونة وهدوء خلال التعاملات. وجاءت صفحات القسم الرياضي باللونين الأحمر الذي يدل على الحماسة في الملاعب والتشجيع، والأخضر الذي يعكس لون أرض الاستادات ذات العشب الأخضر، بينما كانت صفحات القسم السياسي «عالم واحد» باللونين البني وهو لون الأرض التي تعتبر أهم عناصر القضايا السياسية، واللون الأخضر الذي يبرز معنى السلام، وهكذا تم استغلال الألوان للوصول لوجدان القارئ والوصول به للشعور المطلوب للتجاوب مع المادة الصحافية وفحواها.

خط

وفيما يخص الخط المستخدم للعناوين، فقد تم اعتماد خط خاص بالصحيفة من الصنف الحديث به 7 أوزان «Type Faces» ويعتمد في تصميمه على المزج بين الخطين الهندسي والدائري، بروح شابة تواكب روح «البيان»، فيما يتحلى أيضاً بالرصانة والقوة ليتناسب مع نوع المادة المتوازنة المقدمة بالصحيفة، وتم اعتماد الخط المستخدم للمادة من بين أهم الخطوط الموجودة في الساحة التصميمية، ليكون هو خط المادة، وهو خط نسخ مفرود به 12 وزناً «Type Faces» والذي يتيح القراءة بسلاسة وسهولة ويمكن إبراز المادة من خلاله.

قوالب جديدة

واعتمدت «البيان» في تصميمها بالعام 2020، قوالب جديدة تماماً على النسق البصري العربي والذي يعتمد على البساطة والمباشرة دون المغالاة في أي عنصر تصميمي على حساب الآخر وهو أسلوب «Clean Design» والذي تتبعه كبرى الصحف في العالم، بحيث تتكون الصفحة من خبر رئيسي، وتتبعه بعد ذلك الأخبار الأخرى الأقل أهمية في الترتيب مع تقديم عناصر إبراز لكافة الأخبار، مثل الأرقام الكبيرة والعناوين والصور المتوازنة الأحجام، وكذلك الاعتماد على إبراز كلمة أو أكثر تقدم فحوى الخبر، وكذلك لم يغب عن التصميم الجديد عناصر الفراغات ومساحات الهدوء والنقاط الساخنة، بحيث تأخذ كل مادة حقها تماماً في الصفحة مهما كان حجمها كبيراً أو صغيراً.

ربط

واستمراراً لكل هذه التطورات، تم ربط الشكل التصميمي الجديد للصحيفة، بتصميم الموقع الإلكتروني وكذلك صفحات التواصل الاجتماعي الخاص بها، الذي اعتمد أسلوب «Clean Design» وأسلوب «Look & feel»، حيث عزز التصميم الهوية البصرية لـ«البيان» لدى القارئ وارتباطه بها بصرياً.

Email