«سعادة كبار المواطنين».. سد منيع لحمايةالآباء والأجداد

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقف العاملون في مركز سعادة كبار المواطنين التابع لهيئة الصحة بدبي سداً منيعاً في مواجهة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، لمنع تسلسله إلى الداخل، إذ يقيم 21 مواطناً من الآباء والأجداد ممن تتراوح أعمارهم بين 65 و90 عاماً، ويخضعون لإجراءات وقائية استثنائية غير مسبوقة.

الدكتورة سلوى السويدي مديرة المركز تستقبلك على مدخل المركز بلباس يشبه إلى حد ما رواد الفضاء، وقبل الدخول يمر الفرد عبر ممر التعقيم الذاتي وبعدها الكاشف الحراري لفحص درجة الحرارة، والبقاء بعيداً بما لا يقل عن مترين بعد التأكد من ارتدائه كافة السبل الوقائية ومنها القفازات والكمامات وغيرها.

ويخضع جميع المنومين في المركز لإجراءات احترازية على مدار الساعة لسلامتهم ووقايتهم من فيروس كوفيد 19، الذي لا يفرق بين صغير وكبير إلا من ناحية مقاومة الجسم لهذا الفيروس.

إرشادات

وتقول الدكتورة السويدي: إن العلاج الوحيد الذي يملكه كل شخص لتجنب الإصابة بالمرض يكمن في اتباع الإرشادات التي تقدمها الجهات الصحية في الدولة ومن أهمها التباعد الاجتماعي وعدم الخروج من المنزل إلا للحالات الضرورية جداً.

وتنفي الدكتور السويدي مقولة إن غالبية الوفيات جراء فيروس «كورونا» هم من كبار السن، مؤكدة أن الهلع والخوف من أكبر المخاطر التي قد تسهم في زيادة مستويات هرمون «الكورتيزون» الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع التوتر النفسي ومستويات السكر وضغط الدم.

كما توضح أنه تم تخصيص غرفة مستقلة لكل مقيم وذلك في إطار توجيهات عدم الاختلاط والتباعد الاجتماعي، مشيرة إلى أن الإجراءات الوقائية والاحترازية التي يتم اتخاذها في مركز إسعاد كبار السن شديدة وصارمة خاصة أن هذه الفئة أكثر عرضة للعدوى وتشمل الإجراءات تعقيم غرف المرضى وغرف العلاج والمكاتب والممرات مرتين يومياً، إضافة إلى تركيب ممر تعقيم ذاتي لكل من يدخل أو يخرج من المركز وجهاز لقياس درجات الحرارة والكمامات والقفازات وأجهزة التعقيم، كما يتم إجراء فحص شهري لكافة المقيمين والعاملين في المركز للتأكد من سلامتهم وعدم إصابتهم بالفيروس. وتضيف بأنه تم اختصار قبول المرضى الخارجيين للحالات الطارئة، أما بالنسبة لكبار السن الآخرين فيتم التواصل معهم للاطمئنان على أوضاعهم الصحية وتوصيل الأدوية لمنازلهم، وعدم تعريضهم للخروج من البيت خاصة في ظل الظروف الراهنة وتوجيهات الجهات الصحية بضرورة الخروج فقط للضرورة القصوى.

وتقول الدكتور السويدي: إن زيارات الأهل تم أيضاً اختصارها بحيث لا تزيد على 10 دقائق للشخص الواحد وذلك بعد اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية وذلك من أجل الحفاظ على صحة وسلامة كبار السن.

قواعد

وحول مجموعة القواعد التي فرضها خبراء الصحة حول العالم للمحافظة على كبار السن، يشير مركز سعادة كبار المواطنين في «صحة دبي» إلى ضرورة لبس القفازات والكمامات الطبية، كما لا يسمح باللقاءات الاجتماعية أو التجمعات الكبيرة في محاولة للتباعد الجسدي، والتخفيف من زيارة الأحفاد، في حين يمكن ترتيب اجتماعات افتراضية عبر مكالمات الفيديو للتخفيف من الشعور بالعزلة، إلى جانب الحرص على النظافة الشخصية والنوم ساعات كافية، كذلك الأكل الصحي الغني بالفيتامينات اللازمة، فيما ينصح مركز السيطرة على الأمراض والوقاية كبار السن بالابتعاد عن زيارة المراكز الصحية أو الطبيب في الفترة الحالية، كذلك بعدم السفر والالتزام بإجراءات السلامة.

ركائز

وحددت الدكتورة سلوى السويدي ثلاثة ركائز أساسية للمحافظة على صحة كبار المواطنين والمقيمين، تبدأ بالسيطرة على الأمراض، وإعادة التأهيل من خلال التمارين الجسدية والذهنية وصولاً إلى التواصل الاجتماعي، قائلة إن «كبار المواطنين هم الخير والبركة وهم أكثر الفئات التي يمكن أن نلجأ إليها في هذه الفترة».

Email