جامعة خليفة تطوّر «تربة اصطناعية» صالحة للزراعة بالإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا اليوم عن توصلها لنتائج بحثية مبشرة بشأن تطوير "تربة اصطناعية" تتمتع بالمكونات والخصائص اللازمة لنمو النباتات، والتي ستمهد الطريق أمام القطاع الزراعي لإنتاج المزيد من المحاصيل في دولة الإمارات التي تصعب زراعتها. وقد تقدمت الجامعة بطلب براءة اختراع لهذا المشروع والذي سيواصل الباحثون في الجامعة عملية تطويره.
 
ويناقش البحث الذي طوره كل من الدكتور سعيد الحسن الخزرجي، الأستاذ المشارك في الهندسة الكيميائية وكيفن هاليك، الباحث ضمن فريق الدكتور سعيد، طريقة إعداد التربة والتي تشبه في صفاتها وخصائصها التربة الخصبة في تايلند وأوكرانيا، حيث تمكن المزارعين من زراعة النباتات المختلفة وفقاً لمتطلباتهم.

وفي السياق، قال الدكتور سعيد الخزرجي: "قمنا بتطوير طريقة جديدة تمكننا من صنع تربة اصطناعية بالاستفادة من الرمال المتوفر بكثرة في الدولة، إذ تم إعداد التربة بأسلوب يحاكي أنواع الترب الخصبة والمعروفة عالمياً من حيث تركيبها ومساميتها، كالتربة الموجودة في تايلند والغنية بالرواسب الطينية، والأراضي ذات التربة السوداء في أوكرانيا والتي تُستخدم بشكل كبير في زراعة الحبوب وتربية المواشي".
 
وفي هذه المناسبة، قال الدكتور عارف سلطان الحمادي، نائب الرئيس التنفيذي لجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا: "تعكس التربة الاصطناعية، والتي تم تطويرها على يد أعضاء الهيئة الأكاديمية، التزام جامعة خليفة بنهجها الذي يركز على البحوث المتعلقة بقضايا المنطقة والتي تساهم في تعزيز عملية الابتكار في المجالات التي تعود بالفائدة على الدولة والعالم كافة. أنشأت الدولة مؤخراً مجلس الإمارات للأمن الغذائي لتنسيق وقيادة تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي للدولة، حيث تهدف إلى تطبيق الممارسات الزراعية المرنة التي تزيد من الإنتاجية مع ضمان الحصول على أغذية آمنة وذات قيمة غذائية وبكميات كافية على مدار العام، لذلك، فإننا نؤمن بأن هذا النوع من البحوث قادر على دعم القطاع الزراعي في الدولة والدول الأخرى ذات الأراضي القاحلة والتي تفتقر للبيئة الزراعية الملائمة".
 
وتتنوع التضاريس الطبيعية في دولة الإمارات بحيث تنقسم إلى ثلاثة أقسام: منطقة الجبال التي تقع في الشمال الشرقي من الدولة والصحراء والمناطق الساحلية. وتشكل مساحة الصحراء في دولة الإمارات مساحات كبيرة، والذي يشير إلى أن الأنشطة الزراعية محصورة في أماكن ذات مساحة صغيرة نسبياً. وهنا، يأتي دور مشروع التربة الاصطناعية والذي يعمل على تعزيز القطاع الزراعي في الدولة من خلال تهيئة الظروف المناسبة لزراعة النباتات والمحاصيل.
 
يذكر أن دولة الإمارات قامت باتخاذ مجموعة من التدابير للتصدي للتحديات التي يواجهها قطاع الزراعة في الدولة في الوقت الحالي، وذلك من خلال تحقيق مفهوم الزراعة المستدامة. وتتمثل التحديات التي يواجهها القطاع الزراعي في شح الموارد المائية والأراضي الصالحة للزراعة وملوحة التربة والظروف البيئية الصعبة وارتفاع تكاليف الإنتاج والآفات الزراعية وخسارة المحصول بعد حصاده لعدة أسباب وعوامل مختلفة.
 
يعتبر الدكتور سعيد أول الحائزين على ميدالية الشيخ محمد بن راشد للتميز العلمي للعام 2017، كما حاز على جائزة الشيخ راشد للإنجاز العلمي مرتين، في العامين 2008 و2012. وفي العام 2011، جاء الدكتور سعيد في المركز الثاني في برنامج الزمالة "باير" للتميز في الدراسات العليا والتابع لقسم هندسة علوم الجزيئات الكبيرة في جامعة كيس ويسترن ريزيرف. وتركز بحوث الدكتور سعيد الأخرى على المواد المستخدمة في التطبيقات المختلفة والتي تضم تجميع المياه ومعالجتها وحفظ الطاقة وإنتاج وتحفيز الهيدروجين.
 

Email