علماء: مبادرة «الأخوة الإنسانية» تعزز التضامن الإنساني

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد علماء أديان أن مبادرة «الصلاة من أجل الإنسانية»، التي دعت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية لأدائها يوم 14 مايو الجاري، ورحبت بها معظم الفعاليات الدينية والإنسانية حول العالم تجسد أعظم لحظات التضامن الإنساني الذي تتلاشى فيها الاختلافات في ظل تحدٍ لا يستثني أحداً.

وأكدوا أن تفاعل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مع هذه المبادرة الإنسانية يعكس الوجه الحضاري لدولة الإمارات، وتفاعلها الإنساني مع القضايا الصحية الطارئة التي تمس حياة الإنسان حول العالم بغض النظر عن الدين أو الجنس أو اللون.

وكانت «اللجنة العليا للأخوة الإنسانية» قد أطلقت، السبت الماضي، نداءً عالمياً إلى جميع الناس، على اختلاف ألسنتِهم وألوانهم ومعتقداتهم، للتوجه إلى الله بالدعاء والصلاة والصوم وأعمال الخير، كل فرد في مكانه، وحسب دينه ومعتقده، من أجل أن يرفعَ الله وباء «كورونا»، وأن يُغيثَ العالم من هذا الابتلاء، وأن يُلهم العلماء اكتشاف دواء يقضي عليه، وأن يُنقذ العالم من التبعاتِ الصحية والاقتصادية والإنسانية، جراء انتشار هذا الوباء الخطير.

وأكد الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد، كبير المفتين ومدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، أن دعوات كل من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والأزهر الشريف، والفاتيكان، وأرباب الديانات والسياسات، للتضامن الإنساني والتوجه إلى الله ليرحم عباده ويزيل عنهم وباء «كورونا» المستجد هي بمثابة دعوات تذكيريه للبشرية، للرجوع إلى الله، ليكشف عنها ما حل بها من هذا الوباء الكاسح المتوغل في الإنسان والبلدان.

وقال فضيلته لـ«البيان» إن التضامن الإنساني العام بالتوجه إلى العلي القدير رب العالمين، ورب الكون كله، أن يرحم عباده الذين مسهم الضر من هذا الوباء الجارف الذي اكتسح القارات ليفتك بالبشر، هو توجه الضمير الحي الذي يعلم أن له رباً يحميه ويقيه من شر هذا الوباء الذي لا يرفعه غيره، وهو دعوة الحق لعباده أن يرجعوا إليه دائماً وعند الشدائد خاصة.

واضف أن «التوجه الحقيقي من الإنسان إلى الله عند هذا الضر، هو الذي يتعين أن يشارك فيه كل إنسان يخاف على نفسه وأمته وبلده، فإنه لا يكشف الضر إلا هو سبحانه وتعالى، وهو الذي تقتضيه الجِبِلّة الإنسانية عند ما يصيبها الضر فإنها لا تجد من تلجأ إليه لكشفه إلا الرب سبحانه وتعالى، كما قال سبحانه: (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ). [النحل: 53].

وتابع الدكتور الحداد: «هذا تقرير إلهي بحال الإنسان الضعيف، وعند رجوع العبد لربه في هذه الحالة فإن دعوته تكون مستجابة لا شك فيها كما قال سبحانه: ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ). [النمل: 62] أي لا أحد يفعل ذلك غيره، فما على العباد إلا أن يلجؤوا إلى ربهم فيصدقوا بالدعاء، ويحسنوا الظن بالرجاء، فهو سبحانه يجيب الداعي إذا دعاه، لا سيما نحن معاشر المسلمين الذين نصوم هذا الشهر الكريم، فإن الصائم مقبول الدعوة صادق الرجاء كما صح في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين».

من أجل الإنسانية

من جانبه، أكد القس بيشوي فخري صليب راعي كاتدرائية الأنبا أنطونيوس في أبوظبى أن مبادرة «الصلاة من أجل الإنسانية» تأتي في وقت تكون الإنسانية في أشد الحاجة إليها، فما أحوج الإنسانية في مثل هذه الأوقات أن تتوحد إلى الله الواحد ليرفع عنا هذا البلاء العظيم، إننا نصلى جميعاً نيابة عن كل قلب مريض يتألم، وعن كل إنسان فقد عزيز لديه، وعن كل مغترب مات بعيد عن وطنه.وأضاف أن هذه المبادرة الإنسانية تحمل بين طياتها انعكاسا لرؤية الله ليتوحد الناس في هذه الأوقات الصعبة.

التفاف الجميع

وقال المهندس أشعياء هارون، عضو مجلس الكاتدرائية في أبوظبي، إن ترحيب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بدعوة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية بمبادرة «الصلاة من أجل الإنسانية» مع الإمام الأكبر شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان والبابا تواضروس والأمين العام للأمم المتحدة يوم الرابع عشر من شهر مايو الجاري تؤكد التفاف الجميع إلى دعوة الله.

من جانبه، رحب الشيخ إبراهيم الخليل البخاري، رئيس جامعة معدن الثقافة الإسلامية بالهند، بمبادرة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية وقرارها التاريخي للصلاة والدعاء لأجل الإنسانية يوم 14 مايو الجاري، مضيفا بأننا نحن مسلمو الهند مع إخواننا من مختلف الطوائف وأصحاب الديانات والمعتقدات في الهند سنشارك في هذه المبادرة التي هي مسؤولية جماعية على جميع البشرية بالصلاة والصوم وفعل الخير والدعاء إلى الله جل وعلا ان يرفع عن الإنسانية بلاء فيروس كورونا وأن يعيد إليها الأمن والاستقرار والصحة والنماء، فإن الوحدة والبعد عن الاختلافات تساعدان على مواجهة التحديات وتجاوز العقبات الناتجة في العالم عن تفشي فيروس «كورونا».

تجسيد التضامن

وأثنى القمص يوحنا زكريا، راعي كنيسة السيدة العذراء والشهيد أبي سيفين بالشارقة على الدعوة لرفع الصلوات من الملايين حول العالم إلى الله تعالى لرفع وباء «كورونا»، في 14 مايو الجاري، مؤكداً أنها تجسد لحظة تضامن إنساني تتلاشى فيها الاختلافات في ظل تحدٍ لا يستثني أحداً.

وقال القمص يوحنا إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أصاب عندما أكد أن العالم كله مهما اجتهد فإنه في حاجة لتوفيق الله ورحمته ليزيل هذا الوباء عن العالم.

وقال القس فيلوباتير حبيب، راعي كنيسة السيدة العذراء والشهيد ابي سيفين بالشارقة إن الدعوة إلى توحيد الصلوات يوم 14 مايو في العالم كله لكي يرفع الله الوباء عن العالم دعوة صادقة من القلب وموجهة للقلوب المليئة بالإيمان بأن رحمة الله الوحيدة القادرة على رفع الوباء عن العالم.

دعوة جماعية

قال الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد: «إذا تضافر غير المسلمين بالرجوع إلى الله تعالى وإخلاص الدعاء له فإن ذلك أيضاً أدعى للقبول، فإن الله تعالى هو رب الجميع والكل عنده سواء في الفقر إليه والضعف بين يديه، فإذا رجعوا إليه بالإنابة والخضوع قبل شكواهم وسمع نجواهم، وأجاب دعواهم، لأنه ربهم وخالقهم ومالكهم، وها هم اليوم قد شعروا بالضعف والافتقار وتداعوا إلى الرجوع إلى العزيز الغفار، فإنه لا يعجزه أن يرفع ما بهم من ضر ويكشف ما حل بهم من سوء».

ودعا الجميع إلى الدعاء بلسان واحد بهذين الدعاءين وهما: «اللهم فارج الهم وكاشف الكرب مجيب دعوة المضطر رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، أنت رحماني فارحمني رحمة تغنيني بها عمن سواك» و«اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت».

Email