عارف النورياني يبلسم أوجاع القلوب

ت + ت - الحجم الطبيعي

30 عاماً قضاها يداوي قلوباً أعياها المرض، ليعيد نبضها، ويرسم حياة جديدة لشخص أبى قلبه إلا يوجعه، بمبضعه انتصر لمرضاه، فكان جرحه بلسماً، بعدها كان أول من استعمل أحدث الوسائل التكنولوجية، للتخفيف من ألم العمليات وشق الصدور، واستطاع عارف النورياني أن يجعل اسمه علامة فارقة في تطبيب القلوب.

يعد مهنة الطب مهنة إنسانية بحتة، وأن من يقبل العمل بها يجب أن يدرك أن تدخله ينقذ أرواح كثيرين، وتقاعسه قد يحرم إنساناً من الحياة، منذ بداية حياته العملية استطاع أن يكون نموذجاً مثالياً في العطاء الإنساني والرحمة، عبر تقديم يد العون للجميع ومعالجة من يحتاج على مدار اليوم، فهو الطبيب الحاصل على البورد الألماني في الأمراض الباطنية، والبورد الألماني لأمراض القلب والأوعية الدموية عام 2000، كما شارك في العديد من الفعاليات والمؤتمرات المحلية والعالمية المتخصصة في أمراض القلب، كما نال جائزة الشيخ حمدان الطبية للعلوم الصحية.

إلهام

والدته مصدر إلهامه، والتي من أحلامها أن يكون ابنها طبيباً، وتحققت أمنيتها، فكانت وراء ابتعاثه إلى ألمانيا، كما أنها اجتهدت كثيراً، والتحقت بصفوف محو الأمية إلى أن أكملت الثانوية العامة، ثم قررت التضحية بدراستها من أجله وإخوانه الـ 3، فوهبت وقتها وحياتها .

هكذا يروي الدكتور عارف النورياني استشاري أمراض القلب التداخلي بمستشفى القاسمي بالشارقة لـ«البيان» عن بداياته في العمل بمستشفى القاسمي، والذي كان في العام 1993 طبيباً مقيماً، ثم في 97 غادر إلى ألمانيا، لاستكمال دراسة التخصص في الطب الباطني والقسطرة القلبية، وفي العام 2003 رجع إلى مستشفى القاسمي، وتم البدء في تأسيس وحدة القسطرة وإجراء عمليات القسطرة، وتقديم الخدمات لتشمل المناطق الشمالية كافة، ومنذ ذلك الوقت تدرج في السلم الوظيفي رئيساً لقسم القسطرة، ثم المدير الفني حتى العام 2009، ثم المدير التنفيذي للمستشفى.

مصابون

وقال: إنه تعامل مع مرضى مصابين بـ«كورونا» وأجرى لهم عمليات قسطرة، وإنه في مثل تلك الحالات يتم اتخاذ التدابير اللازمة، ما قلل من انتقال العدوى إلى الكادر الطبي، فتم التحكم في العديد من الحالات، من خلال أخذ مسحة لكل مريض يدخل القسم، لافتاً إلى أنه اتخذ كل الاحتياطات، فعزل نفسه تماماً من الأسرة في مسكن خاص حتى لا ينقل لهم العدوى، فيتم التواصل معهم يومياً عن بعد، عبر مختلف الوسائط، وهناك تفهم كبير من الزوجة وأفراد الأسرة.

Email