ملهمون في خط الدفاع الأول

أمين العامري.. تفانٍ في حماية المستهلك

ت + ت - الحجم الطبيعي

«في كل المواقع موجودون، من المزرعة إلى منافذ البيع، ومن العزب إلى المسالخ، ندقق في كل صغيرة وكبيرة، ونراجع كل الإجراءات الاحترازية، نرتدي الملابس الوقائية، نجوب الأمكنة للتأكد أن كل شيء يمر وفق الشروط لحماية المستهلك، نحمل المسؤولية على أكتافنا، نشمر في كل حين، والإمارات نُصب أعيننا».

بهذه الكلمات بدأ أمين العامري، المفتش في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، والمتخصص في علوم وتكنولوجيا الغذاء، حديثه مؤكداً أن علميات التفتيش والرقابة اليوم مختلفة كثيراً، فالتحدي أكبر، والظروف الاستثنائية الصحية التي فرضها فيروس «كورونا»، جعلت سلامة الغذاء واتباع التدابير الاحترازية ذات أهمية كبيرة، فالرهان الأكبر هو سلامة الناس.

يقول العامري: «منذ 11 عاماً وأنا أعمل مفتشاً في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، وما أقوم به اليوم أعتبره واجباً وطنياً؛ لأنه عمل استثنائي، أن تتعامل مع شيء غير مرئي، قد يهدد سلامة المستهلك، وهو تحدٍ كبير، نخرج للعمل صباحاً ومساء ضمن فريق متكامل، ولا أعود حتى أشعر بأنني أنجزت المطلوب على أكمل وجه».

وفي ظل جائحة «كورونا»، فإن إيصال المعلومة والتعليمات للمنشآت والعمال تحدٍ من نوع آخر، وهذا ما يؤكده العامري، إلا أنها لم تكن أبداً حجر عثرة في الوصول إلى الفهم الكامل لتطبيق التدابير الصحيحة، فمن خلال الجولات التي تبدأ في العزب والمزارع وتنتهي في منافذ البيع، تقف اللغة عند بعض العاملين حاجزاً لفهم الممارسات الصحيحة في ما يتعلق بفيروس «كورونا»، وهنا يذكر العامري أنه «تم التواصل مع عمال العزب والمزارعين والمحاسبين في محلات البيع بالتجزئة بكل سلاسة، من خلال روزمانات خاصة، تم تصميمها لشرح الممارسات الغذائية.

وأضاف: «مع إجادتنا للغة الإنجليزية أصبحنا وبعض المفتشين المواطنين نتحدث الأوردو، ففي هذا الوقت تحتاج لكل أدواتك وأساليبك لإيصال الفكرة والرسالة بشكل صحيح، فنحن لا نراهن على أي شيء، إنها سلامة المجتمع.. سلامة الإمارات».

وعن مهنة التفتيش باعتبارها مهنة لا تحدها حدود أو أوقات، لا سيما في الأزمات، أكد العامري أنه بقدر المتاعب التي تفترش طريق المفتش، والتقائه يومياً عدداً كبيراً من العمال والمسؤولين في منافذ البيع، فهي ليست مهنة متاعب بقدر كونها منحة عطاء، بها يستطيع الفرد أن يخدم وطنه، ويقوم بواجبه على أكمل وجه.

وحول التحديات التي واجهت العامري في بداية العمليات التفتيشية منذ ظهور فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد19)، قال إن عدم التزام بعض منافذ البيع في البداية كان تحدياً، إلا أنني شاركت ضمن آلاف الحملات والزيارات التفتيشية للتحقق من التزام المنشآت الغذائية بتطبيق برامج التعقيم والوقاية، وتقيد العاملين فيها باستخدام الأدوات اللازمة كالقفازات والكمامات وغطاء الرأس والنظافة العامة، والحفاظ على المسافة الآمنة بين العاملين والمتسوقين، ومراجعة سجلات اللياقة الصحية للعاملين في هذه المنشآت، إلى جانب التأكد من تقيدها بالتعاميم والإرشادات، وهو الأمر الذي ألقى بظلاله على التزام ووعي أكبر.

أمين العامري اليوم ضمن جيش خط دفاعنا الأول، أحد الجنود المجهولين في ظل الأزمات، يمارس مهنته بحب، ويتوق لخدمة الوطن المعطاء دوماً في كل الظروف.

Email