ملهمون في خط الدفاع الأول

شمسة بن حماد: والدتي مصدر إلهامي في العطاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعتبر والدتها مصدر إلهامها الأول، فمنذ أن بدأت أزمة فيروس «كورونا» المستجد «كوفيد 19»، تحرص في كل يوم تذهب فيه للعمل على الاتصال بها، كونها لم ترها منذ مدة طويلة بسبب ظروف التباعد الاجتماعي حفاظاً عليها وعلى صحتها.

تحتويها الأم في كل اتصال بكلماتها العفوية التي يخالطها الخوف والحرص عليها وتذكرها دائماً بعدم نزع القناع الواقي والحفاظ على صحتها والاهتمام بالمرضى والعاملين بكافة فئات المستشفى وخدمة الوطن وجميع المقيمين عليه ممن يحتاجون المساعدة الطبية، وتمدها دعوات الوالدة الصباحية التي لا تفارق مخيلتها بالقوة والإصرار وتدفعني للبذل والعطاء.

خدمة الوطن

هكذا تروي الدكتورة شمسة عبدالله بن حماد استشارية طب العائلة والمدير التنفيذي للعمليات في مستشفى ميدكير للنساء والأطفال لــ «البيان» شغفها في العمل كطيبية تساعد الناس، إنني محبة للتطوع ونشأت على العطاء وحب الوطن وبذل كل شيء في سبيل خدمة وطني الغالي الإمارات، ومنذ ظهور أزمة «كورونا» ونحن على استعداد تام لخدمة المرضى كخط دفاع أول يبذل كل ما في وسعه لتحصين المجتمع وسلامة أفراده، وهذا ما عهدناه وتعلمناه من قادتنا، مساعدة جميع المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات.

استشارات مجانية

وتضيف: خلال فترة انتشار مرض «كورونا» بادرت بالتطوع بتقديم استشارات مجانية للمرضى بعد انتهائي من عملي، من خلال شبكة التواصل الاجتماعي عن طريق «الإنستغرام»، وخصصت بريداً إلكترونياً خاصاً للاستشارات الصحية (ask.drshamsa@gmail.com). ومن أكثر الاستشارات التي استقبلتها وخصوصاً في هذه الفترة، كانت عن مرض «كورونا» وكيفية إجراء الفحص وأعراض المرض.

وتتابع: من الاستشارات التي أثرت بي شخصياً، هي أن إحدى الأمهات استشارتني بأن زوجها ذهب إلى أصدقائه وبعد فترة اكتشف أن أحد أصدقائه تم تشخيصه بأنه مصاب بفيروس «كورونا» وبدأ زوجها يشعر ببعض الأعراض، وذهب الجميع للفحص وتم اكتشاف أن الأم والأب والطفل حاملون للفيروس.

وتشير الدكتورة شمسة إلى أنه يجب علينا عدم التهاون واتباع الإجراءات الاحترازية والوقائية من خلال التباعد الاجتماعي التي قررته حكومتنا الرشيدة للحفاظ على سلامة المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات الحبيبة.

وصية الابنة

وتقول الدكتورة شمسة بن حماد: ترافقني ابنتي هند إلى السيارة وتوصيني بالحفاظ على نفسي والابتعاد عن المرضى، وشرحت لها أنني طبيبة وتقع على عاتقي مسؤولية الحفاظ على سلامة المرضى والعاملين في المستشفى الذين هم أيضاً يتركون أبناءهم ويبذلون أقصى طاقاتهم لمساعدة الجميع وعلاجهم ليعودوا إلى أهلهم بصحة وعافية.

وتضيف: عند عودتي للمنزل يستقبلني أطفالي كما عودتهم سابقاً بالحضن والقبلات، ولكن في هذه الفترة منعتهم وشرحت لهم أنها فترة استثنائية ومؤقتة حفاظاً على صحتهم، وما زلت كطبيبة ومعرضة للمرض أبتعد عن أمي وأبنائي وإخوتي وعائلتي وأصدقائي وجميع أحبتي حفاظاً على صحتهم وسلامتهم.

يذكر أن الدكتورة شمسة بن حماد حاصلة على الزمالة البريطانية والبورد العربي في طب الأسرة وخريجة برنامج محمد بن راشد لإعداد القادة «القيادات المؤثرة»، وعملت في هيئة الصحة بدبي لمدة 14 عاماً وانتقلت للقطاع الخاص للعمل في مستشفى ميدكير للنساء والأطفال لأكثر من 3 سنوات كمدير تنفيذي للعمليات.

Email