اطلع على إجراءات وزارة الاقتصاد في مواجهة تداعيات «كورونا»

محمد بن زايد: سنجلب المواد الغذائية من آخر الدنيا لنوفرها لأهلنا والمقيمين

ت + ت - الحجم الطبيعي

طمأن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، شعب الإمارات والمقيمين على أرضها، بأن قيادة الدولة تعمل كل ما تستطيع لجلب كل المواد من آخر الدنيا لتوفيرها على أرض الإمارات.

وقال سموه: «القيادة في الإمارات تعمل كل ما تستطيع لجلب كل المواد الغذائية من آخر الدنيا لنوفرها لأهلنا والمقيمين».

جاء ذلك خلال لقاء عقده سموه مع معالي سلطان المنصوري، وزير الاقتصاد، عن بعد، اطمأن خلاله على إجراءات الوزارة في مواجهة تداعيات أزمة «كورونا» على الوضع الاقتصادي.

وتوجه المنصوري في الحوار الذي بثته الوزارة على حسابها الرسمي عبر «تويتر»، بالشكر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد على تواصله، قائلاً: «نشكر سموك على التواصل، ونشكرك على إنسانيتك مع الدول الأخرى وهم مقدرون لهذا التواصل خلال الظروف الصعبة والحرجة التي يعيشها العالم بسبب أزمة كورونا».

وأضاف: «أزمة كورونا عالمية ومؤثرة في كافة القطاعات، ولأول مرة نرى أن كل الجبهات والقطاعات مفتوحة على العالم ومن بينها القطاع الاقتصادي، ونحن في الإمارات عملنا تشخيصاً للقطاعات الاقتصادية بشكل عام، وركزنا على بعض القطاعات التي تأثرت بشكل سريع ومؤثر».

وأردف: «لو أن هناك دولة مستعدة تعمل وتخرج من هذه الأزمة في أسرع وقت في العالم لأن لديها القيادة والقدرة والمؤسسات فهي دولة الإمارات».

استراتيجية ناجحة

وثمن مسؤولو شركات زراعية وخبراء زراعيون، جهود القيادة في تأمين المخزون الاستراتيجي. وقالوا إن أزمة «كورونا» أثبتت صحة استراتيجية الإمارات بإنشاء شبكة من شركات الأمن الغذائي الوطنية داخلياً وخارجياً، وتتمتع بقدرات إنتاجية زراعية كبيرة وتستطيع الاستجابة السريعة في الأزمات، حيث تعمل سلاسل التوريد بقوة كبيرة وكفاءة عالية.

 

وأكد عبد الله عبيد، نائب مدير العمليات في جمعية أبوظبي التعاونية، التي تستحوذ على ثلث سوق تجارة التجزئة في أبوظبي، أن الجمعية لم تواجه أية صعوبات في زيادة مخزونها الاستراتيجي من السلع ولديها كميات كبيرة يتم توريدها يومياً عبر عشرات رحلات الطائرات التي سيرتها دولة الإمارات خلال الشهرين الماضي والجاري. وقال: لدينا معروض كبير جداً يكفي المواطنين والمقيمين سواء خلال هذه الأيام أو خلال شهر رمضان، علما بأن الإنتاج المحلي من الخضروات والفواكه لدينا غزير وهناك عروض وتخفيضات كبيرة عليه.

مرونة في الإمداد

وأشار الدكتور سليمان راشد النعيمي، المتحدث الرسمي لشركة الظاهرة الرئيس التنفيذي للقطاع الحكومي، إلى الدعم الكبير الذي توليه قيادة الإمارات للمواطنين والمقيمين، وإلى المتابعة الدائمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لهذا الملف الحيوي.

وقال: إن كلمة سموه «لا تشيلون هم» أثلجت صدور المواطنين والمقيمين، وشركتنا المنتشرة في أكثر من 36 دولة لديها القدرة حاليا على التوريد من بلدان مختلفة بغض النظر عن القيود والتحديات اللوجستية، سواء في النقل البري أو الجوي أو البحري. والأيام الماضية أثبتت صحة استثماراتنا، حيث كلما شهدنا تقييداً للحركة في بلد ما، فعّلنا وسرّعنا وتيرة العمل في البلد الآخر، ولدينا مخزون قوي للغاية يكفي لشهور طويلة، والأغذية والسلع متوفرة.

 

دور الطيران

وأكد محمد الفلاسي، رئيس مجموعة الاستثمار والأعمال في شركة جنان للاستثمار، أن استيراد الأغذية لم يتوقف، بل لعبت شركات الطيران الإماراتية دورا كبيرا في تأمين كل السلع، وقال: اليوم أسواقنا جميعا لم تشكُ من نقص سلعة واحدة، سواء كانت خضروات وفواكه أو سلعاً أساسية وكل السلع متوفرة وبكثرة ولدينا مخزون استراتيجي ضخم من السلع الرئيسية في صوامع ضخمة تتواجد في الدولة. وأكد على أن الشركة تورد احتياجات الحبوب والسلع التي تزرعها في بلدان عديدة حالياً بدون معوقات.

 

تطور الإنتاج المحلي

وقال إدوار حامض، المدير العام لشركة الأعلاف الوطنية الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة الإمارات للصناعات الغذائية: إن أسواق الإمارات لا تفتقر إلى أي سلعة رئيسية أو ثانوية فكل السلع متوفرة بأسعارها السابقة، واليوم ثبتت صحة استراتيجية الإمارات التي بنتها منذ أكثر من عشر سنوات بضرورة تكوين مخزون استراتيجي من السلع، وأن يكون للشركات الوطنية دور كبير في توفير هذا المخزون، وشركات الإمارات اليوم تستثمر في غالبية قارات العالم وتستورد ما يكفي الدولة، كما أن الإنتاج المحلي يتطور بشكل كبير ويلبي احتياجات الكثير من المواطنين والمقيمين.

 

دعم الزراعة

وأكد الدكتور محمد بدوي، مدير مصنع الإمارات للأسمدة البيولوجية، أن الأسواق في الإمارات لم تشهد خلال الفترة الماضية أية حالات نقص أو عجز في المواد الغذائية، بل العكس حيث نلاحظ وجود كميات وفيرة من الخضروات والفواكه والسلع، وهذا يرجع إلى المتابعة القوية من قيادة الدولة لهذا الموضوع، إضافة إلى وجود إنتاج محلي جيد يتزايد بشكل واضح، ومن المتوقع أن يتزايد بشكل أكبر خاصة أن تداعيات أزمة «كورونا» تدفع اليوم شركات زراعية ومستثمرين مواطنين لتوجيه استثمارات أكبر لقضية الغذاء وتوفره، ومن الضروري دعم القطاع الزراعي لتشجيع المزارعين المواطنين على زراعة الأرض ودعمهم ماليا وفنيا لتخطي أي معوقات تؤثر بالسلب على إنتاجية الأراضي وعلى تأمين الغذاء لكل أفراد المجتمع.

 

الاستجابة السريعة

وقال فادي سعد، الاستشاري الزراعي مدير معرض «أجري سكيب للاستثمار الزراعي في الخارج»: إن الإمارات هي الدولة الأولى في المنطقة التي لم تعانِ من نقص سلعة أو ارتفاع سعر سلعة بشكل كبير خلال أزمة «كورونا» الحالية، مؤكدا على أن هذه الميزة ترجع إلى استمرار استيراد كميات كبيرة من الخضروات والفواكه والسلع من أسواق عديدة ومتنوعة في قارات العالم الست، ونجحت الإمارات في إنشاء شبكة من شركات الأمن الغذائي الوطنية داخليا وخارجيا، وباتت اليوم تتمتع بقدرات إنتاجية زراعية كبيرة وتستطيع الرد سريعا على طلب الحكومة، وهو ما حدث بالفعل خلال الأزمة الحالية، وبلا شك فإن شركات الظاهرة وجنان ومبادلة والوطنية للأعلاف والروافد وإمارات المستقبل والغرير وأسماك والفوعة وإيماجرو وغيرها، أثبتت اليوم قوتها كما أن سلاسل التوريد وظهرت بقوة كبيرة، وبلا شك كشفت الأزمة الحالية عن قوة الشركات الوطنية، سواء المتخصصة في استيراد الغذاء أو زراعة الغذاء، ولدينا شركات كبيرة لديها صوامع مليئة بآلاف الأطنان من الحبوب التي تكفي الدولة لأكثر من ستة أشهر، كما تستثمر شركات إماراتية في مزارع ضخمة لتسمين الثروة الحيوانية، وتتميز شركات أخرى في تسويق وتوزيع المنتجات الزراعية في عدة قارات عبر شبكات نقل عالية الكفاءة، وكل هذه الشركات اليوم نجحت في تأمين مخزون كاف من السلع الاستراتيجية للدولة.

ونوه بأن أزمة «كورونا» كشفت عن الإمكانيات الكبيرة للإنتاج الزراعي المحلي، مشدداً على ضرورة إعطاء المزارع الإماراتية كل الدعم لتوفير احتياجات المواطنين والمقيمين من الخضروات والفواكه، إضافة إلى توجيه المزيد من الاستثمارات في قطاع الزراعة بأفريقيا على وجه

Email