دبي جاهزة لكافة سيناريوهات «كورونا»

متابعة حمدان بن محمد تقود خطى فرق العمل التي تسابق الزمن لتنفيذ الخطط الموضوعة

حمدان بن محمد يتابع عن كثب الجهود الكبيرة لفرق العمل في إمارة دبي بمواجهة فيروس كورونا المستجد | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معالي حميد محمد القطامي، المدير العام لهيئة الصحة في دبي، عضو اللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث في دبي، خلال المؤتمر الصحافي الذي نظمه المكتب الإعلامي لحكومة دبي أمس بالتعاون مع تلفزيون دبي عن بعد عبر الاتصال المرئي في معرض رده على أسئلة رؤساء تحرير الصحف المحلية والإعلاميين حول مستجدات الوضع في دبي فيما يتعلق بفيروس «كورونا» المستجد (كوفيد - 19)، أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وجه بضرورة توفير فحوصات «كورونا» على امتداد دولة الإمارات للمواطن والمقيم على حد سواء.

حيث تم إنشاء مركزين للفحص في ميناء راشد ومنطقة الخوانيج ويعملان على مدار اليوم، لافتاً إلى أنه تم تنفيذ أكثر من 250 ألف فحص خلال فترة وجيزة وهو رقم قياسي بالمعدلات العالمية والأولوية لكبار السن والأطفال والحوامل وذوي الهمم وأصحاب الأمراض المزمنة.

وقال معاليه إنه من المنتظر تجهيز مستشفيين ميدانيين خلال الأيام المقبلة تحسباً لأي ظرف طارئ، لافتاً إلى أن مدة تعافي المصاب بفيروس «كورونا» تتراوح بين أسبوع و30 يوماً وفترة الشفاء مرهونة بالحالة الصحية للمريض وأغلب الحالات لدينا لا تحتاج العناية المركزة.

التجمعات العمالية

وتفصيلاً فقد رد معالي المدير العام لهيئة الصحة في دبي على سؤال للإعلامي عبدالحميد أحمد، رئيس تحرير صحيفة «جلف نيوز» حول كيف تم التعامل مع المجمعات العمالية وما هي الإجراءات التي تم اتخاذها للحيلولة دون انتشار هذا الوباء بين فئات العمال، بأن الهيئة تعمل عن كثب مع اللجنة العليا لشؤون العمال في دبي .

وكذلك مختلف الأجهزة الحكومية من أجل ضمان سلامة وصحة العمال الذين يمثلون مكوناً من مكونات المجتمع، مع الحرص الكامل على سلامة الجميع، وتم من خلال النقاط المتواجدة في تلك المواقع التوعية بالإرشادات الصحية المختلفة وحتى أدق التفاصيل مثل الالتزام بارتداء القفاز والتباعد الجسدي .

كما تم تعقيم هذه المناطق بالتعاون مع بلدية دبي والدفاع المدني، في حين أعرب معاليه عن شكره للمتطوعين من مختلف الجنسيات الذين شاركوا في توعية هذه الفئة وكذلك الجمعيات الخيرية التي ساهمت في تقديم المستلزمات الضرورية لهذه الفئة.

وفي سؤال حول المدة التي يستغرقها مريض الكورونا للشفاء والتعافي، رد معالي القطامي أن مدة الشفاء تعتمد على الحالة الصحية للمريض ومستوى المناعة لديه، أغلب الحالات الموجودة بنسبة 80% إلى 85% لا تحتاج للعناية الطبية الفائقة، لكن مدة التعافي تتراوح بين أسبوع إلى 30 يوماً، وتعتمد على استجابة المريض.

التبرع بالدم

وفي سؤال آخر وجهته الإعلامية منى بوسمرة، رئيس التحرير المسؤول لصحيفة «البيان» حول الوضع في مركز دبي للتبرع بالدم، في ظل الظروف التي تواجهها مختلف بنوك الدم في العالم من نقص في وحدات الدم بسبب إجراءات تقييد الحركة، والاحتراز من احتمال أن يكون أحد المتبرعين مصاباً بالفيروس، أجاب معالي القطامي .

موضحاً أن مركز دبي للدم من المراكز الرائدة على مستوى التجهيزات والسلامة، ومن المراكز المعتمدة عالمياً، حيث اكتسب المركز ثقة المتبرعين على مدار سنوات طويلة وأصبح لديه قائمة من المتطوعين تضم حوالي 63 ألف متبرع من مختلف الجنسيات، بينما استقبل المركز خلال شهر فبراير ومارس الماضيين حوالي 8300 متبرع بالدم، وهو رقم قريب من معدلات التبرع الشهرية، في الوقت الذي يتبع فيه المركز كافة التدابير الاحترازية والاحتياطات اللازمة.

حيث يواصل المركز تقديم خدماته لجميع المستشفيات الحكومية والخاصة، وبالذات للمحتاجين من مرضى الثلاسيميا والمصابين في الحوادث، منوهاً معاليه بأن التبرع بالدم قيمة إنسانية نبيلة وهي متجذرة في مجتمعنا وتتم وفق بروتوكولات عالمية في ظل هذه الظروف وتراعي أعلى معايير الأمان والسلامة للمتبرع والمستفيد من هذه الخدمة.

ورداً على سؤال للإعلامي سامي الريامي، رئيس تحرير صحيفة «الإمارات اليوم» حول تدرج ساعات برنامج التعقيم الوطني لتصل إلى 24 ساعة في دبي، وأثر هذا التدرج على معدل الإصابات وأعداد المصابين بفيروس «كورونا»، أجاب معالي حميد القطامي أنه تمت مراعاة التدرج في برامج التعقيم لضمان أقل تأثير على الحياة العامة في المدينة مع الأخذ في الحسبان أهمية الموازنة بين احتياجات الأفراد ومتطلبات السيطرة على انتشار الفيروس.

موضحاً أن الهدف الأساسي من ذلك الإجراء هو التباعد وتقليص فرص انتقال العدوى، حيث تضافرت جهود الأجهزة الشرطية والأمنية وقطاع المواصلات والجهات الاقتصادية من أجل ضمان انضباط وانسيابية الحياة بصورة عامة، مع الاستمرار في رصد نتائج هذا الإجراء وتقييمها لمعرفة مدى تأثيراتها على عدد الإصابات.

منوهاً بأن اتباع هذه الخطوة جاءت في إطار الاستفادة من تجارب دول أخرى حول العالم، مؤكداً أن عملية التعقيم على مدار اليوم لا تزال في أسبوعها الأول، معرباً عن تفاؤله أن هذه الخطوة سيكون لها أثرها الإيجابي في تقليص فرص انتشار الفيروس.

جاهزية تامة

ورداً على سؤال آخر من محمد الحمادي رئيس تحرير صحيفة «الرؤية» حول مدى جاهزية دبي لمواجهة أي زيادة غير متوقعة في أعداد الإصابات، سواء من ناحية عدد المستشفيات أو الأسرة المتاحة والممكن تجهيزها وكذلك احتمال الحاجة لمستشفيات ميدانية أو حلول أخرى حال تجاوز أعداد المصابين ما هو متوقع، حيث أكد معالي حميد القطامي استعداد دبي الكامل لمواجهة كافة السيناريوهات.

حيث عكفت اللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث في دبي على دراسة كافة الجوانب المتعلقة بالأزمة وتم وضع مختلف السيناريوهات المتوقعة في ضوء تقييم الأوضاع في البلدان الأخرى وتطورات الموقف عالمياً، وتضمنت السيناريوهات كيفية رفع السعة السريرية الطاقة الاستيعابية في المستشفيات الحكومية والخاصة والعيادات في دبي.

وأيضاً إيجاد مزيد من مراكز العزل والحجر الصحي والتي تتوافر لدينا بالفعل اليوم وفق أعلى المستويات، كما تم دراسة إمكانية إقامة مستشفيات ميدانية قادرة على استيعاب الآلاف في حال لا قدر الله زادت الأعداد إلى مستويات غير متوقعة، في حين من المنتظر تجهيز مستشفيين ميدانيين خلال الأيام المقبلة تحسباً لأي ظرف طارئ.

طاقة استيعابية

ورداً على سؤال لرئيس التحرير التنفيذي لصحيفة «الخليج» رائد برقاوي حول الطاقة الاستيعابية لمستشفيات دبي قبل الحاجة لبناء مستشفيات ميدانية، أوضح معالي حميد القطامي، أن هناك سيناريوهات للتعامل مع مختلف الحالات وهناك خطة متكاملة من حيث المستشفيات وقدراتها والعزل والحجر، مؤكداً أن ما توفره دولة الإمارات الآن غير مسبوق، حيث تستخدم فنادق 5 نجوم في الحجر وخدمات تقدم بأرقى المستويات. لدينا قدرات استيعابية بالآلاف ولدينا مستشفى ميداني قادر على التعامل مع أربعة إلى خمسة آلاف حالة. وكل ذلك تحسباً لأي طارئ مستقبلياً أو أي تغيرات في المستقب.

موجهاً الشكر للكثير من رجال الأعمال وملاك بعض الفنادق أو البنايات الذين طلبوا تخصيصها لتهيئتها كمراكز طبية أو مقار للحجر الطبي وكذلك إمكانية تحويلها إلى مستشفيات مجهزة، في حال الحاجة لزيادة الطاقة الاستيعابية بينما تعمل الهيئة على مدار الـ 24 ساعة لضمان الجاهزية لكافة الاحتمالات وللحيلولة دون انتشار الفيروس.

وفي سؤال آخر وجهه مصطفى الزرعوني رئيس تحرير صحيفة «خليج تايمز» إلى معالي المدير العام لهيئة الصحة في دبي حول التدابير المتخذة تجاه الشخص المصاب بفيروس «كورونا»، وكيفية التعامل مع هذه الحالات، قال معالي حميد القطامي إن هناك خطاً ساخناً يعمل على مدار الساعة، أي شخص شعر أن لديه أعراض مرض الكورونا يتصل بالخط الساخن وتنتقل إليه الفرق الطبية، وتعزله عن المحيطين ويتم عملية تقصي ورصد لجميع المخالطين، حيث تجرى لهم جميعاً الفحوصات للتأكد من خلوهم من الفيروس، ويتم توزيعهم في حال تأكيد الإصابة للمستشفى أو يتم توجيههم للعزل الصحي .

فحوصات احترازية

وفي ختام المؤتمر الصحافي الذي أدير عن بعد بتقنية الاتصال المرئي، وتم بثه عبر قنوات تلفزيون دبي وقناة Dubai One، أجاب معالي حميد القطامي عن سؤال لعبدالله المطوع من قناة العربية حول فحص «كورونا» وعما إذا كان متاحاً لجميع أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين أم أنه مقتصر فقط على من تظهر عليهم أعراض فيروس «كورونا» أو أعراض مشابهة لها.

حيث أوضح معاليه أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات وجهت بضرورة توفير الفحوصات لكل المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات، وفي دبي يتم توفير ذلك سواء للاطمئنان كفحص احترازي أو لشكواهم من أعراض المرض، أو لمخالطة شخص مصاب، حيث يتم إعطاء الأولية لكبار السن والأطفال والحوامل وذوي الهمم، وكذلك من يعانون من الأمراض المزمنة.

حيث وفرت الهيئة خلال الفترة الماضية نحو 250 ألف فحص لفيروس «كورونا» وهذا الرقم يعد من أعلى المعدلات العالمية، مع توافر مراكز الفحص في الكثير من المستشفيات والمراكز الصحية، وقال إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وجه بضرورة توفير فحوصات «كورونا» على امتداد دولة الإمارات للمواطن والمقيم على حد سواء.

حيث تم بمكرمة من سموه إنشاء مركزين للفحص في ميناء راشد ومنطقة الخوانيج ويعملان على مدار اليوم، علاوة على تواجد مركز آخر للفحص في نادي النصر يعمل كذلك طوال اليوم، إضافة إلى مراكز فحص متنقلة تجوب مناطق عدة في دبي وتحديداً ذات الكثافة السكانية العالية ضمن الفحوصات الاستباقية التي تقوم بها الهيئة، كما تقوم طواقم الهيئة بإجراء فحوصات «كورونا» في منازل المواطنين والمقيمين.

Email