الإمارات تترأس الاجتماع الطارئ للجنة التوجيهية لمنظمة التعاون الإسلامي

ت + ت - الحجم الطبيعي

عقد اليوم الاجتماع الطارئ للجنة التوجيهية لمنظمة التعاون الإسلامي المعنية بالصحة حول جائحة فيروس كورونا المستجد، عن بعد بتقنية الفيديو، برئاسة معالي عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع وحضور معالي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، والدكتور توفيق بن فوزان الربيعة وزير الصحة في المملكة العربية السعودية، ووزراء الصحة في مالديف، الباكستان، تشاد، ماليزيا، السودان، اندونيسيا، موريتانيا، مصر وتركيا، وممثلين عن منظمات إقليمية ودولية.. وذلك في إطار رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة، للدورة السابعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الصحة.

ويهدف الاجتماع الذي جاء تجسيداً لميثاق المنظمة الداعي إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء في حالات الطوارئ الإنسانية، إلى تبادل المعلومات والخبرات ومناقشة أساليب ووسائل تنسيق عملية الاستجابة لاحتواء تداعيات وباء فيروس كورونا المستجد /كوفيد-19/ بين الدول الأعضاء في المنظمة، ومجابهة الآثار الناجمة عنه عالمياً.

وأشاد المجتمعون بدولة الإمارات العربية المتحدة، التي ترأس هذا الاجتماع، معبرين عن تقديرهم لسرعة تجاوبها في عقده ورئاسة معالي وزير الصحة ووقاية المجتمع لأعمال الاجتماع الطارئ.. وثمّنوا قيام الدول الأعضاء باتخاذ خطوات استباقية وقائية، وعلاجية واحترازية، لمنع انتشار المرض، معربين عن شكرهم وتقديرهم لجميع العاملين الصحيين في الواجهة الأمامية وغيرهم ممن يقدمون الخدمات الأساسية لمختلِف أفراد المجتمع في هذه الأوقات العصيبة بتفانٍ وجُهدٍ دؤوب.. وأثنوا على ما أحرزته بعض الدول الأعضاء من تقدم في مجال المختبرات المتخصصة، وما قدمته من دعم مادي لمنظمة الصحة العالمية، ولتعاونها مع المجتمع الدولي، واتخاذها تدابير احترازية حازمة لمنع تفشي الوباء، وتوفيرها الإمكانات الطبية واللوجستية لعزل وعلاج الحالات المشتبه فيها، أو المصابة بين مواطنيها والمقيمين فيها.

كما نوّه الاجتماع إلى أهمية دور القيادات الدينية والمجتمعية وفقهاء الإسلام في رفع مستوى الوعي العام لدى المسلمين وحماية صحة وحياة الأفراد في الدول الأعضاء. وأشادوا بما تبذله منظمة التعاون الإسلامي ومؤسساتها ذات الصلة، بما فيها البنك الإسلامي للتنمية، بإنشاء مركز التأهب والاستجابة الاستراتيجي، وذلك لمساعدة أكثر الدول الأعضاء عُرضةً للخطر على التخفيف من الآثار السلبية الناجمة عن فيروس كوفيد-19 على الصعيد الصحي والاجتماعي والاقتصادي. مشيراً إلى تنويه المشاركين بجهود المنظمات والهيئات الدولية، لمجابهة التحديات العالمية الناجمة عن هذه الجائحة، والمساهمة في تعزيز الصحة العامة عالمياً.

وأكد معالي عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع على أهمية الاجتماع في ظل الوضع الاستثنائي للتحدي الصحي الذي تواجهه دول العالم بما فيه الدول الاسلامية، والمتمثل بجائحة فيروس كورونا المستجد " كوفيد-"19 ، والذي يشكل امتحانا لقدرة الدول والنظم الصحية على مدى استعدادها للتعامل مع تداعيات المرض. مشيراً إلى التعاون بين الدول الأعضاء لم يكن مُلحاً كما هو الآن، لتعزيز جهود التكاتف والتنسيق بين الدول الاسلامية، بهدف احتواء تفشي الفيروس والتخفيف من آثاره على الصحة والاقتصاد والمجتمع في دول المنظمة وخاصة في الدول محدودة القدرات، وإيجاد آلية مشتركة تضمن للجميع تجاوز المحنة الصحية العالمية بتضافر الجهود والقدرات التي تجمع دول المنظمة إنسانياً مع جميع دول العالم.

وأوضح معاليه أن دولة الامارات العربية المتحدة وبتوجيهات قيادتها الرشيدة، ومنذ بداية ظهور الفيروس، أدركت أهمية مسؤوليتها الإنسانية وأعلنت تضامنها مع الجهود العالمية لاحتواء تداعيات انتشار الجائحة، فقدمت مختلف أشكال الدعم والمساعدة للعالم، ومساعدات عينية لمنظمة الصحة العالمية.. بالإضافة لعدة مبادرات إنسانية ومن أهمها " الإمارات وطن الإنسانية" بإجلاء رعايا دول شقيقة وصديقة من بؤر انتشار المرض ونقلهم إلى "مدينة الإمارات الإنسانية" في العاصمة أبوظبي.

وأضاف معاليه، وعلى صعيد العلاقات الإنسانية قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالتواصل مع فضيلة شيخ الأزهر وقداسة بابا الكنيسة الكاثوليكية وذلك تجسيداً لمبادئ " وثيقة الاخوة الإنسانية " على أرض الواقع، مؤكداً استعداد دولة الإمارات لمد يد العون والمساعدة لجميع الدول من كل الأديان والأعراق.. كما قامت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في إمارة دبي باعتبارها أكبر مستودعات الإغاثة الإنسانية حول العالم، والتي تقدم خدماتها للمنظمات والوكالات الأممية والمنظمات الدولية، بدعم جهود المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق البحر المتوسط لإيصال الإمدادات الطبية والمستلزمات الضرورية إلى 53دولة حول العالم في خلال الربع الأول من هذا العام.

وأشار معاليه إلى قيام الإمارات بتأسيس أكبر مختبر لتشخيص "كورونا" في العالم خارج الصين، والذي يسهم في تمكين دولة الإمارات من مواصلة المتابعة النشطة وتوفير أعلى معدلات الفحص قياساً بعدد السكان على مستوى العالم، وفق البيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية.. مشيداً بجهود المملكة العربية السعودية لاتخاذها كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية غير المسبوقة والتي تهدف إلى مكافحة الفيروس المستجد والحد من انتشاره في مكة والمدينة وعموم السعودية.. ومؤكداً التزام دولة الإمارات بتعزيز التضامن والتعاون بين كافة الدول الأعضاء على الصعيد الإسلامي والصعيد العالمي في مواجهة ومكافحة الفيروس.

 

Email