استجابةً للمتطلبات العالمية في التصدي لوباء فيروس كورونا

فريق من جامعة خليفة يصنِّع جهازاً للتنفس الصناعي للاستخدام في حالات الطوارئ خلال 5 أيام

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قام فريق بحثي من مركز الابتكار في هندسة الرعاية الصحية في جامعة خليفة بتطوير ابتكار بارز للمساهمة في تطوير أجهزة تنفس اصطناعية للحالات الطارئة.

ويهدف الفريق البحثي، من خلال النموذج الذي تم تطويره في المملكة المتحدة بهدف التصدي للأوضاع التي سببها فيروس كورونا هناك، إلى تطوير نموذج أولي لجهاز تنفس اصطناعي، إضافة لإنشاء وحدة لإنتاج أجهزة التنفس تعمل بالهواء المضغوط، وذلك تلبيةً للمتطلبات المتزايدة لأجهزة التنفس الاصطناعي حول العالم.

ويعمل الفريق البحثي، بإشراف الدكتور سيزار ستيفانيني، أستاذ الهندسة الطبية الحيوية ومدير مركز الابتكار في هندسة الرعاية الصحية في جامعة خليفة،استجابةً لاحتياجات العالم المتزايدة لأجهزة التنفس الاصطناعي في ظل انتشار وباء فيروس كورونا المستجد.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور سيزار ستيفانيني: "قد يعاني نظام الرعاية الصحية من إمكانية حدوث نقص في أجهزة التنفس الاصطناعي على المستوى العالمي كواحدة من النتائج المترتبة على انتشار فيروس كورونا، كما يعتبر عدد أسرّة العناية الحثيثة وأجهزة التنفس الاصطناعية أقل من ما قد نحتاجه في الأسابيع القادمة خاصةً وأن العدوى بالفيروس ما زالت مستمرة".

وأضاف: "نسعى لأن يكون مشروعنا قادراً على مكافحة الوباء، حيث نهدف من خلاله إلى تطوير النموذج الأولي لجهاز التنفس الاصطناعي في مدة أقل من أسبوعين، وتصميم وحدة إنتاج شاملة. ويحظى فريقنا البحثي القائم على المشروع بالخبرات النظرية والهندسية اللازمة للتصنيع".
وفي الوقت الحالي، يعمل فريق جامعة خليفة البحثي والمكون من مهندسين وخبراء من مختلف التخصصات على التحضير للمتطلبات اللازمة لتأسيس وحدة إنتاج لهذه الأجهزة في أبوظبي. وبفضل التدابير الوقائية التي اتخذتها قيادة دولة الإمارات الحكيمة في الوقت المناسب، فإنه من غير المحتمل أن يحدث السيناريو الأسوأ الذي تم افتراضه، إلا أن تأسيس وحدة إنتاج لأجهزة التنفس الاصطناعي محلياً يعدّ إجراءً احترازياً هاماً.

وقال الدكتور سيزار: "يمثل توفير أجهزة تنفس اصطناعي وبالمعدل المطلوب تحدياً كبيراً، ويُعزى ذلك للتكلفة الباهظة للجهاز إضافة للطلب العالمي المتزايد عليه في ظل انتشار الوباء".

وفي السياق، قام فريقان أكاديميان عالميان بتصميم وتطوير وصنع نموذج أولي لجهاز إنعاش مكون من صمام ووسادة هوائية، وهو جهاز طبي يعمل يدوياً ومتوفر بأعداد كبيرة في كل المستشفيات تقريباً، حيث صمم هذا الجهاز بهدف تعزيز عملية التنفس لدى المريض في حالات توقف نبضات القلب، إلى أن ظهرت أجهزة التنفس الاصطناعية وأصبحت متاحة. وبالاستعانة بالنظام الذي طورته كلية كنجز كوليدج(أوكس-فنت)، والنظام المطور في معهد ماساتشوتس للتكنولوجيا (إي-فنت)، وباستخدام الأنظمة الميكانيكية المتخصصة في الالتهاب الرئوي والتي تساهم في تشغيل أجهزة الإنعاش، تم ابتكار جهاز التنفس الاصطناعي، والذي يعتبر حلاً اقتصادياً وسهل الصنع.

وأكد الدكتور سيزار قائلاً: "يعتبر نظام الالتهاب الرئوي الطريقة الأفضل لتطوير جهاز التنفس، وذلك لإنه غير مكلف اقتصادياً وسهل الصنع، إضافة لوفرة كميات الهواء المضغوط في المستشفيات، وهو ما يعتمد عليه نظام الـ (أوكس-فنت) بشكل رئيس".

وقال الدكتور أشرف الزعابي، رئيس قسم أمراض الجهاز التنفسي في مستشفى زايد العسكري والذي قام بتجربة الجهاز الجديد: "أكدت أزمة وباء فيروس كورونا على أهمية تضافر الجهود بين مختلف التخصصات والمتمثلة بقطاعات الرعاية الصحية والهندسة والتصنيع، إذ تشكل هذه الجهود خطوة أولى نحو العديد من المشروعات المستقبلية المتخصصة في مجال الهندسة الطبية الحيوية في دولة الإمارات، كما سلطت هذه الأزمة الضوء على أهمية الاعتماد على الذات في الحالات الطارئة، إضافة لتسليط الضوء على القدرات التي يتمتع بها المواطنون والمقيمون".

 

Email