«التباعد الاجتماعي» يعيد توطيد العلاقات الأسرية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد خبراء ومختصون في الموارد البشرية والتنمية الأسرية، أن التباعد الاجتماعي الذي أوجدته الظروف الاستثنائية التي تشارك بها دولة الإمارات العالم أجمع، أسهم في تقريب القلوب، وتوطيد العلاقات الأسرية، وخلق مردوداً إيجابياً من رحم الأزمة.

حيث أصبح التباعد الاجتماعي نمط حياة بدأت كل أسرة تألفه، كحب ووقاية في ذات الوقت، وهنا يطرح الخبراء تساؤلاً: هل حان الوقت لإعادة هيكلة علاقاتنا الأسرية، وكيف يؤهلنا التباعد الاجتماعي لنعيش حياة متقاربة أكثر حتى بعد انجلاء الأزمة، وألا تكون فقط مرحلة مؤقتة؟

وللإجابة عن هذه الأسئلة، التقت «البيان» مجموعة من الخبراء المختصين لمناقشة هذا الجانب، حيث أكد عبدالله الشحي، مدرب حياة، أن ما نعيشه اليوم من ظروف استثنائية ساهم في التئام التلاحم الأسري، وأصبح الوالدان يقضون وقتاً أكبر مع أبنائهم، ويفتحون باباً للحوار.

فكلما كان هناك حوار وأخذٌ وعطاء بين أفراد الأسرة، يكون المردود كبيراً على نفسية الأبناء والوالدين، فهذه الظروف الطارئة التي تمر بها كل أسرة، ساهمت في خلق علاقات جديدة بينهم، ففي الوقت الذي كان يقضي به الزوج يومه خارج المنزل للعمل أو للقاء الأصدقاء.

ومن ثم يقضي وقتاً قصيراً فقط مع أبنائه أصبح اليوم يجالسهم، ومكوثه معهم أسهم في اكتشاف مواهب الأبناء، ومشاركتهم اللعب، ومساعدة الزوجة أيضاً في أمور المنزل والاهتمام بشؤون الأسرة، لذلك لابد من توعية الأبناء بأن التدابير الاحترازية التي تتبعها الدولة هي من أجل أن تتجاوز هذه الأرض الطيبة هذا الوباء، وتطمينهم بشكل دائم، وأن تكون هذه بارقة أمل لنتواصل أكثر حتى بعد انجلاء الأزمة.

نظام منزلي

بدوره، أكد الدكتور شافع النيادي، مدرب التنمية البشرية والعلاقات الأسرية، أنه لابد للوالدين أن يعيدوا هيكلة النظام المنزلي، لاسيما في ظل الحجر المنزلي والدراسة عن بعد، فطبيعة الأبناء التي اعتادت على الخروج والترويح عن النفس، سيكون من الصعب عليها تقبل الأمر بادئ ذي بدء، وهنا ترجع المسألة للوالدين، من خلال إدارة الوقت والشؤون المنزلية، وقياس نقاط القوة والضعف لدى الأبناء، وإكسابهم مجموعة من السلوكيات، ونحن بذلك نؤهلهم ونعيد ترتيب الأولويات ونتعلم كيف تبقى علاقاتنا الاجتماعية قوية حتى بعد كورونا، وهذه نقطة مهمة يجب أن تعكف كل أسرة على وضع أبجدياتها.

شعور الأمان

وحول احتواء الأبناء وتبديد شعور الخوف والقلق، أشارت أصيلة الكلباني، مديرة إدارة تنمية الطفل والشباب، أنه من الأهمية بمكان عدم تجاهل أي أعراض خوف أو مشاعر القلق تظهر لدى الطفل، والتصرف إزاء ذلك من خلال التحدث مع الطفل والاستماع إلى مخاوفه وطمأنته، واللجوء إلى المؤسسات الاجتماعية أو النفسية مثال (مؤسسة التنمية الأسرية ـ خدمة الاتصال الأسري) وطلب الاستشارة عند الحاجة، وهذه خطوة مهمة خلال فترة التباعد الاجتماعي وما بعدها، إذ إنه من الضروري أن يتخلص الطفل من قلقه بعد كورونا.

وقالت الكلباني إن تعزيز الروابط الأسرية والتأكيد على القيم الاجتماعية من خلال التفاعل اليومي مع الأطفال في المنزل ويتم تمثيل ذلك من خلال سلوك الآباء الإيجابي، حيث يتم الاقتداء بهم من قبل الأطفال، وبسبب المكوث في البيت سيلاحظ الآباء بعض مهارات الأطفال كالرسم أو العزف أو مهارات معرفية، مما ينبغي استغلال الآباء هذه الفرصة وتشجيع الأطفال وتنمية قدراتهم.

Email