إجراء الفحص الرابع والأخير اليوم

3 فحوص سليمة لضيوف «الإمارات الإنسانية» ويغادرون الأربعاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف الدكتور فيصل مصلح الأحبابي، رئيس قسم برامج الأمراض المعدية في مركز أبوظبي للصحة العامة المسؤول الطبي في مدينة الإمارات الإنسانية، عن عزم المدينة إجراء الفحص الرابع والأخير اليوم الاثنين لضيوفها البالغ عددهم 215 شخصاً، مبيناً أنه من المقرر أن يغادروا المدينة يوم بعد غد (الأربعاء) بعد الاطمئنان من عدم إصابتهم بالفيروس، نظراً إلى وجودهم سابقاً في بؤرة تفشيه بمدينة وهان الصينية.

وأوضح، في تصريحات صحفية على هامش زيارة إعلامية للمدينة الأحد، أن المدينة قامت بإجراء 3 فحوص مخبرية للرعايا حتى الآن، وجميع النتائج كانت سلبية (سليمة)، ولم تظهر أي أعراض مرضية على الضيوف من خلال المتابعة اليومية.

وبيّن الدكتور فيصل أنه قبل استقبال الرعايا تم أخذ معلومات عن حالتهم الصحية، لتوفير الرعاية اللازمة خاصة للذين يعانون الأمراض المزمنة كالسكري والربو، وتم التأكد من توافر الأدوية اللازمة لهم عند وصولهم إلى المدينة الإنسانية، كما تم إعداد كادر طبي وإداري لتوفير الخدمات لضيوف الدولة، مشيراً إلى أن الكوادر القائمة على خدمة الضيوف تجري فحوصاً مخبرية دورية ونتائجهم سليمة.

وأوضح أن أصغر الرعايا الذين تستضيفهم المدينة يبلغ من العمر 6 أشهر وأكبرهم يبلغ 50 عاماً، مشيراً إلى أن الفحوص تتضمن أخذ مسحة من الضيوف بحسب معايير منظمة الصحة العالمية التي تعرف بفحص «PCR» المخبري ومدة إجراء المسحة يستغرق دقيقة، ويتم إرسال العينات حسب معايير دائرة الصحة في أبوظبي إلى مختبرات متخصصة، منها مدينة الشيخ خليفة الطبية، وتظهر النتائج خلال يومين.

دليل إرشادي

وأشار إلى قيامهم بتوزيع دليل إرشادي مترجم بأربع لغات، هي: العربية والإنجليزية والفرنسية والصينية، على الرعايا فور وصولهم إلى المدينة الإنسانية، وذلك للتأكد من وصول محتوى الدليل إلى جميع الجنسيات، مبيناً أن الدليل يتضمن الأوقات التي تم تخصيصها للضيوف كوقت الخروج للتجول وممارسة الحياة اليومية، ضمن ضوابط وقائية كلبس الكمامات، فيما يقوم الكادر الطبي يومياً في الساعة 10 صباحاً بعمل جولة صباحية مدتها ساعتان للاطمئنان على الضيوف وملاحظة أي أعراض مرضية تظهر عليهم، والتأكد من توافر الأدوية اللازمة لأصحاب الأمراض المزمنة، وفي الساعة 4 يخصص لهم وقت للخروج من الغرف للترفيه حتى الساعة 8 مساء، مشيراً إلى أن المدينة توفر وجبات غذائية صحية لرعايا الأمراض المزمنة لتتناسب مع حالاتهم الصحية، إذ يوجد بين الرعايا من هم مصابون بالربو والسكري.

ولفت إلى أن الشريحة الكبرى من الرعايا من طلبة الجامعات والمدارس، وتكون لديهم برامج دراسية وتعليمية عن بعد لاستكمال دراستهم، وعدم تأثرها بفترة الحجر الصحي، ويستمرون حتى الثالثة صباحاً في متابعة الدراسة عن بعد.

تبليغ فوري

وعن دور فريق التقصي الوبائي في مركز أبوظبي للصحة العامة في مهامه المنوطة بترصد الفيروس الذي يعد أحد الأمراض المعدية الواجب التبليغ عنها فورياً، أوضح أنه يقوم ضمن مهامه بالترصد الوبائي غير النشيط والنشيط، ويتم استقبال البلاغات من المنشآت الصحية والمختبرات الطبية في الإمارة، وبحسب نوع المرض المعدي وشدته، إذ تتضمن القائمة أكثر من 55 مرضاً معدياً يجب التبليغ عنها ضمن إطار زمني محدد، ويُعدّ فيروس كورونا المستجد من الأمراض المعدية المصنفة في التصنيف الأحمر الواجب التبليغ عنها مباشرة، وفي دائرة الصحة - أبوظبي فريق مناوب على مدى اليوم لتسلُّم البلاغات، ويتم على ضوء البلاغ تكليف فريق متخصص بعملية التقصي الوبائي لحصر المخالطين، سواء مكان عام أو في المنزل أو العمل، واتخاذ إجراءات وقائية بخصوصهم.

وأكد الأحبابي أن مدينة الإمارات الإنسانية ذات أهداف متعددة، وأحدها هو الحجر الصحي الذي طُبِّق على جزء من المدينة الإنسانية وفق ضوابط واشتراطات معتمدة من قِبل وزارة الصحة ووقاية المجتمع وحسب توصيات منظمة الصحة العالمية لمكافحة العدوى والحد من انتشارها، موضحاً أن الموجودين بالحجر الصحي هم مخالطون لحالات، لكونهم قادمين من مدينة ووهان الصينية التي انتشر فيها وباء كورونا المستجد، ولكنهم سليمون، ولم تظهر عليهم أي أعراض مرضية منذ وصولهم إلى الدولة حتى الآن.

وأكد أن مدينة الإمارات الإنسانية لا تعد منشأة طبية، ولكنها تُعدّ حجراً صحياً ضمن ضوابط واشتراطات عالمية، موضحاً أنه يتم تقديم الرعاية الطبية والفحوص اليومية لهم خلال فترة الـ14 يوماً التي حُددت بفترة الحضانة للمرض.

وعن إمكانية زيارة أهل الطلبة رعايا الدول الشقيقة، أوضح أنه تم توفير خدمة الواي فاي الفائق السرعة في جميع أرجاء المجمع، وكذلك هواتف متحركة وشرائح اتصالات تحتوي على باقات دولية، ولديهم برامج محادثة عبر شبكة الإنترنت ليتواصلوا مع أهاليهم، مشيراً إلى أن المدينة تقدم للرعايا خدمات معيشية وترفيهية ضمن احتياطات وقائية لمكافحة العدوى.

3 مناطق

وأوضح إبراهيم فرج المنصوري، مدير إدارة التأهب والاستجابة الطبية بدائرة الصحة أبوظبي وقائد فريق الاستجابة الطبية بالمدينة الإنسانية، أنه تم استقبال الطلبة وضيوف دولة الإمارات في المدينة الإنسانية وتوزيعهم على غرفهم حسب احتياجاتهم فمنهم من لديه عائلة ومنهم الأعزب، مشيراً إلى أن مناطق الحجر الصحي في المدينة تم تقسيمها إلى 3 مناطق المنطقة الحمراء التي تشمل أماكن سكن الرعايا الموجودين في المدينة، والمنطقة الصفراء التي تضم أماكن الترفيه المختلفة، والمنطقة الخضراء التي يتم فيها توزيع الوجبات ومتطلبات الرعايا التي يطلبونها، ولكل منطقة إجراءات وقائية معينة.

وأشار إلى أن جميع الأفراد في المدينة الإنسانية لديهم تصاريح أمنية من الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث للتحكم بحركة الدخول والخروج تم تصنيفها بحسب اشتراطات الحجر الصحي، لافتاً إلى أن الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات قامت بتجهيز 1000 وحدة سكنية لاستقبال الحالات المخالطة القادمة من الصين، مبيناً أن الوحدة الواحدة تتسع لأن تعيش بداخلها أسرة مكونة من 3 أشخاص، مشيراً إلى توفير أسرّة للأطفال بوحدات العائلات، فيما تم تخصيص مبنى للعائلات ومبنى آخر لغير المتزوجين، إضافة إلى وجود عيادة للرجال وأخرى للنساء تعمل على مدى اليوم، ومجهزة بأحدث الأجهزة والكادر الطبي المدرب.

وأكد المنصوري التسهيلات والدعم الذي يتم تقديمه لطلبة الجامعات من الرعايا، ومنها وجود شبكة «الواي فاي» المتاحة للاستخدام على مدار الساعة التي يتواصل أيضاً عبرها الأسر والضيوف مع عائلاتهم في بلدانهم لطمأنتهم، كما يتضمن الطاقم الخدمي 51 فرداً يتضمنون الخدمات الطبية والصيانة والنظافة والإداريين، فيما لا يغادر المخالطون للرعايا في منطقة الحجر الصحي المدينة، كإجراءات احترازية، وليبقوا في خدمة الضيوف لتلبية احتياجاتهم، ويوجد طاقم آخر في مركز الخدمة الإنسانية، وهم المتطوعون الذين يتراوح أعدادهم ما بين 25 - 30 متطوعاً يعملون بنظام المناوبات على مدار 24 ساعة، وهم من الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، ومن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومن مؤسسة الإمارات - ساند.

ولفت إلى الدور الذي تقوم به دائرة الصحة في أبوظبي، بخصوص الإجراءات الاحترازية على مستوى الإمارة، بالتنسيق مع الجهات الأخرى كالمطارات والموانئ والمنافذ البرية، وفي حال وجود بلاغات بخصوص الإصابة بفيروس «كورونا» يتم التعامل معها عبر فريق الأمراض المعدية بمركز أبوظبي للصحة العامة، مشيداً بالتعاون الذي تم ما بين المدينة الإنسانية ومركز أبوظبي لإدارة النفايات «تدوير»، للتخلص من النفايات الطبية والمخلفات اليومية التي يتم جمعها ونقلها ضمن إجراءات متخصصة والتخلص منها في محرقة النفايات الطبية التابعة لمركز «تدوير» بمعايير معينة.

وقالت فاطمة الشحي، من الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات: «نعمل على تقديم كل الخدمات، سواء كانت نفسية أو لوجستية، والقيام بتوفير طلبات الضيوف»، مشيرةً إلى أن مركز الخدمة الإنسانية في المدينة مجهَّز بكل المتعلقات المعيشية اليومية، وفي حالة وجود طلبات غير متاحة يتم توفيرها على الفور، كما تم تخصيص متطوعات لتلقي الطلبات النسائية الخاصة لتوفير الخصوصية للضيوف».

Email