4 محطات نووية متطابقة بأمان في آن واحد

براكة واحدة من أضخم محطات الطاقة النووية في العالم | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت الأعمال الإنشائية في المحطة الأولى لـ«براكة» في يوليو 2012 بعد الحصول على رخصة الإنشاء من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية وشهادة عدم الممانعة من هيئة البيئة ـ أبوظبي، وقد بدأت الأعمال الإنشائية في المحطة الثانية عام 2013، في حين عملت المؤسسة على صب خرسانة السلامة الأولى في المحطتين الثالثة والرابعة عام 2014 و2015 على التوالي.

واستكملت الإنشاءات في المحطة الأولى، وبلغت نسبة الإنجاز في المحطة الثانية 95% وفي المحطة الثالثة 92% بينما بلغت في المحطة الرابعة 83%، ومع بدء إنشاء المحطة الرابعة في عام 2015، أصبحت محطة براكة للطاقة النووية أول موقع في العالم يجري فيه إنشاء 4 محطات نووية متطابقة بأمان وفي آن واحد.

وفي فبراير 2020، منحت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية رخصة التشغيل لشركة «نواة» للطاقة، وهي شركة تابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية ومسؤولة عن تشغيل وصيانة المحطات النووية الـ4 في براكة، ما يسمح لها ببدء تحميل الوقود النووي بأمان في المحطة الأولى.

تفتيش

وتم إصدار رخصة التشغيل بعد سلسلة من عمليات التفتيش والدراسة المستفيضة التي قامت بها الهيئة لاستيفاء طلب الحصول على رخصة التشغيل، إلى جانب المراجعات والتقييمات الإضافية والمستقلة التي قامت بها الرابطة العالمية للمشغلين النوويين والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ومع تسلّم رخصة التشغيل، بدأت شركة «نواة» بعملية نقل حزم أعمدة الوقود النووي إلى مبنى احتواء المفاعل، وذلك باستخدام نظام خاص لنقل الوقود من أماكن التخزين إلى مبنى المفاعل إذ يتم بعد ذلك خفضه بواسطة الرافعات الكبيرة إلى مواقع محددة داخل حاوية المفاعل، وخلال هذه العملية، لا يتم تعريض الوقود النووي للإشعاع ويمكن حمله من دون معدات واقية إذ تتم مراقبة العمل عن كثب في جميع الأوقات ويتم تنفيذه وفقاً لأفضل الممارسات الدولية والإجراءات الصارمة.

وقود

وبمجرد تحميل كافة حزم أعمدة الوقود النووي في المفاعل والبالغ عددها 241 حزمة، وبعد إجراء عدد من الاختبارات الصارمة، ستتم إعادة تركيب الجزء العلوي من حاوية المفاعل وإغلاقها بإحكام، وبعد عدة أسابيع، سيتم إجراء سلسلة من الاختبارات المصممة للتحقق من أن كل نظام من أنظمة المفاعل يعمل كما يجب.

اختبارات

بعد اكتمال مرحلة الاختبارات والتحقق منها، سيبدأ موظفو شركة «نواة» عملية بدء تشغيل المفاعل وتحقيق سلسلة من التفاعلات النووية المستمرة داخل المفاعل للمرة الأولى وعند نجاح هذه الخطوة، ستتم زيادة الطاقة تدريجياً لتبدأ المرحلة التالية من الاختبارات، ليخضع المفاعل لعدة مستويات من الطاقة قبل أن يصل إلى أعلى مستوى وهو تشغيله بالطاقة الكاملة.

توصيل

وبحسب مؤسسة الإمارات للطاقة النووية سيتم خلال هذه العملية إجراء العديد من الاختبارات على الأنظمة كجزء من برنامج مكثف يستمر عدة أشهر ومن ثم يتم توصيل المفاعل بشبكة الكهرباء في الدولة، ووصل الطاقة أول مرة لشبكة الكهرباء في الدولة، وتوفير أول دفعة من الكهرباء الفعالة والموثوق بها والصديقة للبيئة من محطات الطاقة النووية، وبعد الانتهاء من كافة الاختبارات، يتم إيقاف تشغيل المحطات لإجراء فحص للصيانة قبل بدء التشغيل التجاري الكامل.

إنتاج

وفي شأن التخلص من المخلفات النووية أشار التقرير إلى أن عملية إنتاج الكهرباء باستخدام الطاقة النووية السلمية، كحال غيرها من تقنيات إنتاج الطاقة، ينتج عنها مخلفات تتمثل في هذه الحالة بالوقود النووي المستنفد، وتم بالفعل تطوير التكنولوجيا اللازمة للتعامل مع الوقود المستنفد، وتم تخزينها منذ عقود في عدة مواقع حول العالم.

وتعتزم دولة الإمارات تخزين الوقود المستنفد لديها في أحواض مياه خاصة في موقع محطات براكة لتبريدها، لتقوم بنقلها لاحقاً إلى حاويات خرسانية وفولاذية تدعى «البراميل الجافة» ويمكن أن يتم تخزين هذه البراميل بشكل آمن في موقع محطات الطاقة النووية أو في منشأة تخزين مؤقتة أو طويلة الأجل وتتمتع محطات براكة للطاقة النووية السلمية بمرافق تسمح بتخزين الوقود النووي على مدار العقدين المقبلين من العمليات.

أبحاث

خضع موقع تخزين البراميل الجافة في محطات براكة للدراسة والأبحاث وعمليات الاستقصاء والفحص لإثبات مدى ملاءمته، وبمجرد جهوزيته، سيحصل الموقع على ترخيص الهيئة الاتحادية للرقابة النووية قبل انطلاق عملياته.

 

75

تضم محطات براكة 4 مفاعلات من الجيل الثالث المطور تدعى «APR1400» ويعتبر هذا المفاعل من أكثر المفاعلات النووية تطوراً حول العالم من الناحية التكنولوجية، ويتضمن أعلى المعايير العالمية للسلامة والأداء التشغيلي، واختارت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تكنولوجيا المفاعل «APR1400» بعد عملية تقييم شاملة قام بها فريق متخصص من 75 خبيراً، وفي عام 2009، اختارت لجنة من الخبراء، الذين تبلغ خبراتهم مجتمعة أكثر من 60 عاماً في قطاع الطاقة النووية، تحالف شركات كورية جنوبية لبناء المشروع وتنفيذه بقيادة شركة كوريا للطاقة الكهربائية «كيبكو».

تدابير السلامة

نفذت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، عدة مستويات من تدابير السلامة في محطات براكة، لضمان تفادي الحوادث الخطيرة، على غرار تشيرنوبيل وفوكوشيما، ومن هذه التدابير: تصميم المحطة المتطور والمجهز بأحدث أنظمة السلامة، حيث يحظى تصميم مفاعل «APR1400»، باعتماد مفوضية الرقابة النووية في الولايات المتحدة الأميركية، واعتماد برنامج تدريب مشغلي المفاعلات النووية والسياسات والإجراءات الصارمة التي تضمن السلامة كأولوية قصوى، وكذلك ترسيخ ثقافة السلامة النووية، والتعاون مع مؤسسات تنظيمية ورقابية محلية ودولية مستقلة، لضمان حفاظ المحطات وموظفيها على أعلى معايير السلامة والجودة في القطاع.

نواة للطاقة

تتولى شركة «نواة» للطاقة، التي تأسست عام 2016 مسؤولية تشغيل وصيانة المحطات الأولى والثانية والثالثة والرابعة من محطات براكة للطاقة النووية السلمية، ما يجعلها أحدث الشركات المشغلة لمحطات الطاقة النووية في العالم، وستعمل على توظيف إمكانيات الطاقة النووية السلمية لتوفير إمدادات آمنة وموثوقة ومستدامة وصديقة للبيئة من الكهرباء منخفضة الانبعاثات الكربونية، ودعم النمو الاقتصادي والاجتماعي في الإمارات وتعزيز جودة الحياة للأجيال.

وصادقت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية العام الماضي على ترخيص أول 58 خبيراً من مديري تشغيل ومشغلي المفاعلات الذين سيتولون تشغيل المحطة، حيث خضعوا لسنوات من التدريب والتقييمات الصارمة. ويضم الفريق اليوم 72 متخصصاً معتمداً من مديري تشغيل ومشغلي المفاعلات بينهم 30 مواطناً.

Email