إكسبو نشر الإيجابية روافد لقوة الإمارات الناعمة
تعززت قوة الإمارات الناعمة نتاج عمل دؤوب منظم قامت به مؤسسات الدولة سواء حكومية أو خاصة، كان للجانب الاقتصادي حظ وافر فيه تتجلى في بيئة الأعمال التنافسية التي استدعت قطاع الأعمال العالمي بتنوعاته إلى الاستثمار في الإمارات ودعوة الدولة إلى الاستثمارات في العشرات من دول العالم.
وشكلت تلك القوة أداة إنسانية بالدرجة الأولى لإحداث التأثير الإيجابي في شبكة علاقاتها الدولية وفق سياسة انفتاح وتواصل حضاري ينقل ويتبادل المنافع بما يخدم الإنسانية، حيث شكلت شراكاتها التجارية والاقتصادية رافعة لتلك القوة الناعمة من ناحية حجمها وعمق تأثيرها سواء في بيئتها المحلية أو الإقليمية أو العالمية.
روافد تلك القوة، مؤسسات متينة وقوية بمقدار قوة القيم الإنسانية التي تؤمن بها الإمارات، وأصبحت سفير الإمارات في العالم لتؤكد الصورة الحقيقية لما تشهد به المؤشرات الدولية للإمارات في التأثير الإيجابي عبر العالم.
يشكل إكسبو 2020 دبي تجسيداً فعلياً لما تتمتع به الإمارات من قوة ناعمة وسُمعة مرموقة على الساحة العالمية، وهو ما يتكرس بجميع تفاصيل هذا الحدث الدولي، بدءاً من الفوز في سباق التنافس على الاستضافة، وصولاً إلى الزخم الدولي غير المسبوق الذي تصنعه الإمارات بشكل متواصل لإبهار الدنيا في الحدث الأروع في العالم.
الأرقام هي الأصدق دائماً في مضامير الإنجاز العالمية، ولطالما تميزت الإمارات بفن صنع الأرقام القياسية وتحقيق السبق والتميز دائماً للوصول إلى المركز الأول، ويشكل الإقبال العالمي غير المسبوق على دعم استضافة إكسبو 2020 والمشاركة بفعالية فيها كإنجاز جديد يعكس رغبة الأمم في تعزيز أواصر التعاون مع الإمارات.
ففي 27 نوفمبر 2013، حققت الإمارات انتصاراً عالمياً جديداً بفوزها بتنظيم إكسبو الدولي 2020، أكبر معارض العالم وأعرقها بعد منافسة دولية قوية تواصلت على مدار عامين، وبعد أن تمكنت من التفوق على منافسيها في عملية التصويت التي جرت في العاصمة الفرنسية باريس وشاركت فيها الدول الأعضاء في المكتب الدولي للمعارض، الجهة المسؤولة عن تنظيم معارض إكسبو والإشراف على اختيار الدول المُضيفة لدوراته التي تُعقد بفاصل خمس سنوات، حيث حصل ملف الإمارات على 116 من أصوات الدول الـ 165 الأعضاء في «المكتب الدولي للمعارض»، واعتبر إجماعاً متميزاً يحسب للإمارات ولقوتها الناعمة وعلاقاتها الدولية المتميزة وروابطها الوثيقة مع مختلف دول العالم.
ووجّهت الإمارات الدعوة لكل دول العالم دون استثناء، تماشياً مع التزامها بأن يكون إكسبو 2020 حدثاً عالمياً بحق، ومنصة لكل الإنسانية، ومرة أخرى، تفوقت الدولة على نفسها، حيث تمكنت من تجاوز عدد الدول المشاركة المستهدف الذي تعهدت بتحقيقه في ملفها لاستضافة إكسبو الدولي وذلك مع تأكيد 192 دولة مشاركتها في إكسبو 2020 دبي، وهو إنجاز يؤكد الاحترام والثقة التي تتمتع بهما الدولة لدى شعوب ودول العالم أجمع.
ووعدت الإمارات العالم بتنظيم الدورة الأكثر شمولية، وباعتبار أن الوفاء بالوعود وتحويلها إلى واقع فعلي عنوان دائم لنهج الدولة، فقد صممت على تنظيم دورة استثنائية لمعارض إكسبو الدولية التي يمتد تاريخها على 169 عاماً، وتحقق ذلك بالفعل، إذ ولأول مرة في تاريخ إكسبو الدولي، سيكون لكل دولة، من 192 دولة مشاركة، جناحها المستقل.
ولأول مرة ستكون أجنحة الدول موزّعة وفقاً لاختياراتها من بين الموضوعات الفرعية لإكسبو 2020 دبي، وليس حسب الموقع الجغرافي لكل دولة.
