قصة خبرية

نوران البناي.. حلم تحقق بعبق الحكايات ورائحة القهوة

ت + ت - الحجم الطبيعي

بحثت عن نفسها فوجدتها حيث تحقق حلمها وشغفها.. نوران البناي المرأة المتفوقة في مجالي الجودة والهندسة المعمارية.. انتظرت سنوات لتلبي نداء الحكايات التي كانت تستمع إليها من جدتها وهي تعد فنجان القهوة حيث كانت تجتمع العائلة لترتشف مع القهوة والحكايات الحب الذي كان عنوان أسرتها.

نوران تعاملت بروح إيجابية مع اعتراض أفراد أسرتها على قرارها ترك عملها الحكومي في شركة «أدنوك»، كيف لا وهي الطالبة المتفوقة الحاصلة على شهادتي الماجستير في إدارة الجودة من الجامعة الأسترالية في دبي والبكالوريوس في الهندسة المعمارية من جامعة الإمارات؟ فقد كان القرار افتتاح مشروعها الخاص بصنع القهوة «كوفي اركيتكشر».

انصاع الجميع لرغبتها وخاصة أنهم يعرفونها جيداً بأنها صاحبة إرادة وعزم لا يلين، وباركوا قرارها.. وانطلقت نوران البناي لتنفيذ مشروعها محفوفة برائحة القهوة وعبق الحكايات القديمة التي اختزنتها ذاكرتها عن جدتها منذ الطفولة.. ونجح المشروع وافتتحت مقراً له في جزيرة الريم بأبوظبي.

وتقف نوران البناي في منتدى المرأة العالمي بدبي في ركن القهوة الخاص بها لتقدم لضيوف وزوار الحدث قهوة من الطراز الفاخر، حيث قالت لـ«البيان» إن تواجدها اليوم هو نتيجة للمكانة التي تقلدتها المرأة الإماراتية وكسرها حاجز الخوف والرهبة لولوج مجالات كانت حصراً على الرجال.

كانت نوران مهندسة في الشرطة، وبعد نيلها شهادة الماجستير عملت مدة سبع سنوات في أدنوك البرية، لتتخذ بعدها القرار الحاسم في عام 2018 وتشق طريقها نحو العمل الخاص بافتتاح مقهى «كوفي اركيتكشر» في أبوظبي وتحديداً في جزيرة الريم، محققة حلماً راودها منذ كانت فتاة صغيرة تتعلم كيفية إعداد القهوة من جدتها.

انطلقت بحواسها متخذة قراراً غير مجرى حياتها ورغم استغراب ورفض البعض من محيط أسرتها ومعارفها الذين عدوا تركها العمل الحكومي بعد 18 سنة خطأ جسيماً، إلا أن ذلك زادها إصراراً على ملاحقة حلمها وشغفها في المجال الذي تعمل فيه، وقد أقدمت على تلك الخطوة بعد وفاة جدتها في عام 2016 مدركة أن محطة العمر سريعة وأن عليها تحقيق ما تحلم وتصبو إليه.

وأشارت إلى أنها تخدم دولتها من موقع مختلف فالكل يعمل من أجل الوطن، فيما تستعد لنقل مشروعها إلى موقع آخر.

تعلمت نوران من العمل الخاص أن تكون مسؤولة عن كل التفاصيل، وأن تتحمل تبعات كل خطوة تخطوها، لأنها المسؤولة عن ذاتها.

يراقب الحضور في المنتدى نوران باحترام وتقدير وهي تعد القهوة بشغف وفخر بعملها بيدها فهي كما تقول «ليست مديرة المكان بل صاحبته».

Email