كارلا هاريس: المرأة قادرة على الإلهام لبناء نموذجها القيادي المتفرد

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحدثت كارلا هاريس، نائب رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب كبير مستشاري العملاء في مورغان ستانلي، في جلسة ملهمة عقدت ضمن سلسلة جلسات صُنّاع التأثير، التي تسلط الضوء على شخصيات نسائية ورائدات أعمال ملهمات لمشاركة الحضور تجارب تغلبن فيها على التحديات وصنعن تغييراً إيجابياً في حياة الآخرين، وكان لهن بصمة خاصة في تحقيق نجاحات استثنائية، لتكون مصدر إلهام للجميع.

وشهدت الجلسة التي عقدت بحضور لفيف من كبار مسؤولي الحكومات وقيادات الهيئات والمؤسسات والمنظمات الدولية والجهات المعنية بدعم المرأة والشخصيات الدولية المرموقة المؤثرة في هذا المجال إلى جانب وفود دولية مشاركة في المنتدى، تقديم نصائح تحفيزية وأساليب عمل مثمرة استندت فيها كارلا هاريس إلى خبرة طويلة تزيد على 33 عاماً في كيفية تطوير الحياة المهنية والاستعداد للنجاح والتغلب على التحديات التي تحول دون بلوغ آفاق جديدة من التطور الذاتي والمهني.

وقالت هاريس إنه خلال سنوات عملها في القطاع المصرفي والمالي تعلمت بصعوبة كيفية الصمود والتقدم في مكان العمل، متخذة نموذجاً قيادياً مختلفاً كما هو متداول ومعروف في بيئة العمل، حيث يعتقد كثيرون أنه ليس هناك فارق بين القادة ومن ينجزون، أو أن كل من ينجز هو قائد ناجح، بغض النظر عن مبادئ ومتطلبات القيادة الناجحة فيما يعتمد نجاح القائد في غالبية المجالات على مبادئ رئيسة أسمتها لآلِئ هاريس الثماني والتي تتضمن: المصداقية، والثقة، والوضوح، وخلق قادة آخرين، والتنوع، والابتكار، والشمولية، والصوت.

ولفتت إلى أن المصداقية تعد واحدة من أهم صفات القائد الناجح، فكي يتمكن القائد من المحافظة على مركزه ويحظى بإعجاب فريق عمله يجب عليه التمتع بمعايير عالية من النزاهة والشفافية، وأن ينفذ الوعود التي يتعهد بها، ويبدأ هذا بعامل الثقة التي تمثل قلب أي علاقة ناجحة ثم التمكين ثم الإيمان بقدرات فرق العمل، وعلى العكس من ذلك انعدام ميزة الثقة يتسبب بخسارة ميزة التنافس، داعية المرأة القيادية إلى التصرف مع محيطها العملي والاجتماعي بشخصيتها الأصيلة المتفردة من دون تصنّع، وخلق رؤية واضحة لنفسها حتى في ظل عدم وضوح الأفق أمامها، مؤكدة أن هذه القدرة على التفكير هي ما يخلق الإلهام لها لبناء نموذجها القيادي المتفرد.

قيادة استراتيجية

وأضافت هاريس خلال الجلسة، إن القيادة الاستراتيجية الناجحة هي القادرة على خلق كوادر أخرى تعمل في المناصب القيادية، وعلى كل قائد ناجح أن يؤمن بأنه يمر في مرحلة مؤقتة ولكن ما يحتم استمرار نجاحه هو أنه صنع قيادات الصف الثاني والثالث، مشيرة إلى أن الذكاء هو أهم صفة للقائد الناجح ثم يأتي بعد ذلك العلم والخبرة، وهما الأداتان اللتان يستخدمهما الذكاء، وكلما تقدمتا كان الذكاء أكثر فعالية.

قائد عظيم

وأوضحت هاريس كي تكون قائداً عظيماً، يجب أن تحتفي بالفشل كما تحتفي بنجاح فريق عملك، فهذه الميزة من شأنها أن تكون الدافع الحقيقي للاستثمار في نجاح فرق العمل، لافتة إلى أن الإنسان يحيا في عالمٍ متسارعٍ فيه كثير من الصعوبات التي تعترض طريق التقدم، ولذلك لا يستطيع أحد المضي فيه، إلا إن فشل وتعلم من تجاربه وتحلى بالقوة التي تدفعه للنهوض مجدداً، فهذا العالم لا يعترف بالضعفاء الهزيلين، وإنما يعترف بالأقوياء.

وقالت نائب رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب كبير مستشاري العملاء في مورجان ستانلي، أمام الحضور: إن التنوع إحدى أهم لآلئ كارلا هاريس في بناء القيادة الناجحة، فتنوع فرق العمل اجتماعياً وثقافياً يؤدي إلى تنوع التجارب وبالتالي الوصول إلى مركز القيادة، ولذا على كل قيادي الاهتمام بتنوع الشخصيات التي يتشارك معها عملها، لافتة إلى أن التشجيع على ثقافة الابتكار يستند إلى الخروج عن المألوف .

 

Email