قرية بلا بطالة.. 5 قروش شهرياً تحدث فارقاً تنموياً في «البشندي» المصرية

رأس مال الجمعية تجاوز أكثر من 5 ملايين جنيه | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أول الغيث قطرة، قال: «هي خمسة قروش شهرياً، لا ترهق أحداً، ولكنها تتجمع معاً قطرة تلو أخرى لتحدث فارقاً حقيقياً في تنمية قريتنا». هكذا تكلّم المواطن المصري عبدالسلام سنوسي أمام أبناء قريته البشندي قبل أكثر من 40 عاماً، لتصبح اليوم قرية بلا بطالة وتوفر فرص العمل والتنمية لسكان القرى المجاورة بالوادي الجديد بجمهورية مصر العربية.

بداية

الفكرة انطلقت عام 1979 عندما اقترح عبدالسلام على أهالي قريته إقامة جمعية خيرية لتنمية القرية، حيث يقوم كل مواطن بدفع 5 قروش شهرياً للمساهمة في تحقيق رأس مال ثابت للجميع. المبدأ كان بسيطاً؛ قليل مستمر أفضل من كثير منقطع، والاستمرارية في المساهمة هي الضمانة.

رأس مال

اليوم وصل رأس مال الجمعية الثابت إلى أكثر من 5 ملايين جنيه، عدا عن المساهمات والتبرعات المادية والعينية التي تتدفق على الجمعية في حالات الطوارئ والكوارث الطبيعية.

وبعد أن بدأت الجمعية على نطاق محدود بفتح الباب لنساء القرية لتعزيز دخل الأسرة بالخياطة والتفصيل، تحولت إلى مشاريع كبيرة لصناعة السجاد والكليم المصري من المنسوجات اليدوية والصوفية المطلوبة محلياً وعربياً.

ومع السنوات توسعت الجمعية لتقيم في القرية مزرعة لتربية 1000 رأس من الأغنام والماعز كمشروع ثروة حيوانية لتوفير المادة الخام لصناعة السجاد والكليم، وتفتح مزارع للأبقار، لتوفر فرص عمل لكل سكانها وأبناء القرى المحيطة بها وتصبح قرية بلا بطالة.

17

وتوالت المشاريع التنموية للجمعية حتى وصلت إلى 17 مشروعاً تشعبت في كافة مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والبشرية، وأبرزها معمل السجاد والكليم، ومطحن الغلال، والمكتبة الثقافية، ونادي الطفل، ومشروع تدوير المخلفات والنفايات، ووحدة صناعة الأسمدة، ومكتب تحفيظ القرآن الكريم، ومركز التدريب المهني المتخصص في الخياطة والتفصيل، ومشروع تربية الأبقار والأغنام، ومزرعة الموالح، ومشروع الصرف الصحي.

واليوم يأمل عبدالسلام الذي أصبح في عقده السابع من العمر أن يتواصل نمو الجمعية التي تعهدها مع أهل قريته طوال 41 عاماً حتى أصبحت نموذجاً في العمل التنموي المستقل الذي يقوم على سواعد وعقول ومساهمات أبناء المكان وأهله.

Email