باص الدفا يوزّع الطعام الساخن على فقراء غزة

ت + ت - الحجم الطبيعي

برزت مبادرة تخفف معاناة فئة من المحتاجين وتغرس الأمل في النفوس، في بقعة خير من العالم العربي، وانطلاقاً من مبدأ أن الغذاء حاجة أساسية أيضاً كالتعليم، جاءت مبادرة «باص الدفا» في فلسطين وتحديداً في قطاع غزة لإعداد وتقديم الطعام ساخناً دون مقابل لمنح الدفء والعافية للمحتاجين في أيام الشتاء الباردة.

انطلقت المبادرة بجهود تطوعية بحتة، من خلال مجموعة من الشباب الذين رفضوا الاستسلام للواقع المرير وقرّروا أن يقوموا بدورهم في تخفيف تبعات الحصار الإسرائيلي على أهلهم وعلى القطاع، والتصدي لمعدلات الفقر المرتفعة عبر تقديم العون والمساندة للمحتاجين.

تجسد مبادرة «باص الدفا» معاني الإنسانية النابعة من الضمير والوجدان والإحساس بالالتزام والمسؤولية تجاه المجتمع بفئاته المختلفة.

ومع حلول فصل الشتاء في فلسطين وفي غزة تحديداً حيث البرد القارس والليالي الطويلة، تنطلق حافلة الخير التي تجوب العديد من مناطق وأحياء غزة، لتقدم وجبات الطعام الطازج والدفء لأكبر عدد من المحتاجين والفقراء الذين يعانون بسبب تحديات الاحتلال وتردي الأوضاع المعيشية على نحو قاهر.

ويعمل مجموعة من المتطوعين على توفير المكونات والمواد الأساسية للوجبات، فيما تقوم مجموعات أخرى من المتطوعين بتجهيز الطعام بدءاً من مرحلة تقطيع الخضار في مكان نظيف وإعداد أنواع مختلفة من الحساء الساخن والطعام الطازج، ومن ثم يقوم شباب المبادرة مثل براء خويطر وحنين زقوت بتوزيعه على الفقراء واللاجئين في قطاع غزة.

تبرعات يسيرة

توزع مبادرة «باص الدفا» نحو 200 وجبة طازجة يومياً. ولا يحظى الشباب القائمون على المبادرة برعاية أو دعم رسمي أو غير رسمي، معتمدين في توفير الطعام على التبرعات اليسيرة، مدفوعين في مواصلة عملهم بدفء المشاعر الإنسانية وتمتعهم بحس رفيع من التضامن والتكافل مع أبناء الوطن الواحد.

هؤلاء الشباب والشابات لا يخفون تأثرهم البالغ، حد البكاء أحياناً، لدى رؤيتهم ردة فعل طفل جائع وهم يقدمون له وجبة الطعام، أو عجوز رسم الزمان على جبينها قسوته على هيئة تجاعيد تضاعفت من الهم والشقاء.

يلفت براء خويطر الذي يعمل مع أصدقائه في المبادرة منذ المراحل الأولى من إطلاقها، إلى أن الشباب العاملين في المبادرة هم متطوعون، وكل هدفهم أن يرسموا الفرحة على وجوه الفقراء والمحتاجين واللاجئين الذين قد لا يملكون معيلاً أو عملاً يقتاتون منه.

ويعبّر براء عن سعادته بعد أن لاقت المبادرة رواجاً على مواقع التواصل الاجتماعي، آملاً أن تنمو هذه المبادرة لتشمل كل القطاع من شماله لجنوبه، مشيداً بإنسانية زملائه المتطوعين لأن كل متطوع هو لبنة أساسية في هذه المبادرة، ولكل دوره؛ من توفير مكونات الطعام إلى توفير أماكن طبخه، فالمشاركة في توزيعه وتحديد قوائم المستفيدين من المبادرة من الأسر والأفراد الأشد حاجة مثل المسنين والمقعدين والأيتام.

اعتزاز

تعبّر حنين زقوت عن اعتزازها بما تقدمه لمجتمعها وأهل القطاع مع أصدقائها انطلاقاً من واجب وطني وإنساني لا تفرضه الدساتير القانونية وإنما شرائع الإنسانية، آملةً أن تستمر المبادرة في الانتشار لتحقيق نتائج أكبر ومساعدة محتاجين أكثر.

 

Email