«صناع الأمل».. أبعاد إنسانية رسّخت التطوع منهج حياة

محمد بن راشد منارة للأجيال في غرس العطاء لدى الشباب العرب | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على غرس الخير في جميع أرجاء الوطن العربي من خلال أبعاد إنسانية متعددة الأوجه والجوانب وجعل العمل التطوعي منهج حياة، وتسليط الضوء على المساهمات الاستثنائية التي يقوم بها أناس عاديون لخدمة مجتمعهم والاحتفاء بصناع الخير والأمل وصنّاع الحضارة في العالم العربي، باعتبارهم نجوماً حقيقيين ونماذج للأجيال لديهم قصص ملهمة للشباب العرب، فسموه منارة للأجيال في ترسيخ العطاء لدى الشباب العرب.

وفي هذا السياق، جاء إطلاق سموه في فبراير 2017 مبادرة «صناع الأمل» التي تندرج تحت مبادرات مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وتعد أكبر مبادرة عربية من نوعها مخصصة للاحتفاء بأصحاب العطاء في الوطن العربي، ويتم تكريم مبادراتهم ومشاريعهم وبرامجهم وحملاتهم الإنسانية والخيرية والمجتمعية التي يسعون من خلالها إلى الارتقاء بمجتمعاتهم، وخاصة أنها تستهدف تحسين نوعية الحياة في بيئاتهم ومساعدة المحتاجين وإغاثة المنكوبين ورفع المعاناة عن الفئات الهشّة أو المهمَّشة في المجتمع.

كما أن هذه المبادرات تعمل على إحداث فرق إيجابي في حياة الناس من حولهم، وتسخير مواردهم وإمكاناتهم من أجل الصالح العام أو لخدمة شريحة ما من الشرائح مجتمعية، وشهدت الدورة الأولى للمبادرة تفاعلاً غير مسبوق في الوطن العربي وفاق عدد طلبات الترشيح من صناع أمل، أفراداً ومجموعات تطوعية ومؤسسات إنسانية ومجتمعية، 65 ألف طلب، من مختلف أنحاء الوطن العربي، وهو رقم فاق التوقعات، علماً بأن الرقم المستهدف للمبادرة، كان 20 ألفاً.

ثقافة العطاء

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، صانــع الأمـل الحقيقي في الوطن العربي، يحرص من خلال هذه المبادرة على ترسيخ ثقافة العطاء والعمل الخيري وإلهام الشباب العرب إحداث الفرق وزرع البهجة في نفوس المحرومين، وتعمل المبادرة على تكريم من يصنعون أجمل الآمال في مجتمعاتهم وفي حياة من حولهم، لمساعدتهم على مواصلة صناعة الأمل ونشره في أرجاء الوطن العربي كافة.

قصص الأمل

وتسعى المبادرة إلى جمع آلاف قصص الأمل في مختلف أنحاء الوطن العربي من خلال تقصي قصصهم عبر التقديم على الموقع الإلكتروني للمبادرة، وإلقاء الضوء على صنّاع هذه الآمال وأصحاب المشاريع والبرامج النبيلة، ورصد جهودهم والاحتفاء بها. كما تستهدف المبادرة أي شخص أو فريق أو جهة لديه مبادرة أو مشروع خدمي أو تطوعي أو تعليمي أو صحي أو بيئي أو تعليمي أو تثقيفي أو توعوي أو تنموي يهدف إلى خدمة فئة أو شريحة خاصة في المجتمع المحلي أو الارتقاء بواقع العيش ضمن بيئة بعينها وتحسين جودة الحياة.

وفي فبراير 2018 أطلق سموه الدورة الثانية من مبادرة «صنّاع الأمل» ووجّه سموه الدعوة بالقول: «أدعو جميع أبناء وطننا العربي إلى الانضمام إلى رحلة الأمل والعطاء والبناء.. كل واحد قادر على أن يعطي، ولديه ما يعطيه»، ولاقت دعوة سموه تجاوباً كبيراً من كافة أرجاء الوطن العربي باعتبارها مبادرة تكرس العمل الإنساني والخير نهجاً وتحتفي بأصحاب الخير، باذلي العطاء، وواهبي الأمل، في مختلف أنحاء الوطن العربي، حيث شجعت المبادرة الشباب العرب على المضي قدماً في نشر التفاؤل كقيم سلوكية، وتكريس الإيجابية فكراً وممارسة، من خلال تصدي العديد من الشباب العرب للمشكلات والتحديات الاجتماعية والاقتصادية والصحية والنفسية في بيئاتهم المحلية، عبر مبادرات وحملات ومشاريع وبرامج إنسانية ومجتمعية، من خلالها تسعى إلى تمكين الفئات المهمشة في المجتمع، والتخفيف من حاجة الفقراء، ورفع المعاناة عن المرضى، والاستثمار في الطاقات المهملة في المجتمع من حولهم، وتوجيهها عبر مبادرات مبتكرة وخلاقة، والارتقاء بنوعية الحياة من كافة الجوانب، سواء بمجهود فردي بحت، أو عبر جهد جماعي أو مؤسسي، وبلغ إجمالي الترشيحات أكثر من 87 ألف طلب ترشيح من أفراد ومجموعات وفرق تطوعية، وجمعيات ومؤسسات غير ربحية، معنية بالعمل الإنساني والمجتمعي في شتى المجالات.

مجالات الخير

وفي مارس 2019 أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، بحثه عن صناع الأمل في عالمنا العربي، ودوّن سموه عبر حسابه الرسمي في «تويتر»: «مطلوب للعمل معنا.. صناع أمل في عالمنا العربي.. نذروا أنفسهم لمساعدة الناس ومنفعة الناس.. نريد قصصهم.. لتكريمهم وليكونوا قدوات لغيرهم.. أي صانع أمل في المجال التعليمي أو الصحي أو الإنساني أو الثقافي أو البيئي أو غيره هو رصيد لنا جميعاً في بنك الخير والأمل».

وباعتبار صناعة الأمل في عالمنا العربي هي المهمة الأكثر أهمية والمشروع الأكثر أولوية، تجاوب آلاف الشباب العرب مع دعوة ملهم الأجيال للمساهمة الإيجابية في بناء مجتمعاتهم.

صدى كبير

وعكست المبادرة منذ دورتها الأولى صدىً كبيراً جعلها حديث الشارع العربي، وهذا ما يترجم رسالتها ورؤيتها بالدرجة الأولى كأكبر مبادرة عربية لتكريم أصحاب العطاء، ناشري الأمل والتفاؤل، من الرجال والنساء، الذين يسعون من خلال مبادراتهم الإنسانية والمجتمعية، إلى التصدي لأبرز التحديات في مجتمعاتهم، والارتقاء بواقع الحياة فيها، طمعاً في مستقبل أفضل لأوطانهم، وخلقت «صناع الأمل» تفاعلاً كبيراً في الشارع العربي وفي وسائل الإعلام المختلفة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم تبادل التعليقات والفيديوهات والصور وقصص صناع الأمل من شتى أنحاء العالم العربي.

كما شكلت المبادرة محط اهتمام مختلف نجوم الفن والرياضة والإعلام والمؤثرين عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتحول عدد كبير منهم إلى ناطقين باسم الأمل، وحرصوا على دعم صناعة الأمل عربياً، بوصفها مهمة حضارية وشرطاً من شروط صناعة مستقبل أفضل في مجتمعاتنا العربية.

رسالة

تنطلق مبادرة «صناع الأمل» من رسالة أساسية مفادها نشر الأمل في المنطقة ومحاربة اليأس والإحباط والتشاؤم، وتعزيز قيم التفاؤل، وترسيخ ثقافة العطاء وتعميم الخير، وإتاحة فرصة لسُعاة التغيير الإيجابي لترجمة طموحاتهم وتطلعاتهم عبر تبني مبادراتهم ودعم مشاريعهم التي تهدف إلى غرس الأمل بكل صوره.

Email