تنظم بلدية دبي هذا العام فعالية بيئية متنوعة بمناسبة اليوم العالمي للأراضي الرطبة، وذلك على مدى ثلاثة أيام بمحمية رأس الخور للحياة الفطرية بدبي، بدءاً من اليوم وحتى الأحد 2 فبراير. ويأتي تنظيم هذه الفعاليات في إطار احتفالات العالم في الثاني من فبراير من كل عام وهو اليوم الذي تم فيه اعتماد اتفاقية رامسار من عام 1971، وقد دأبت بلدية دبي على الاحتفال بصفة دورية منذ العام 2007، ولمدة ثلاثة عشر عاماً متتالية عبر تنظيم ورش العمل والفعاليات البيئية المختلفة، بمشاركة المختصين والجهات الحكومية والخاصة والتطوعية بالتركيز على الجامعات والمدارس.وسيتم هذا العام دعوة الأسر ومختلف فئات الجماهير للمشاركة في الفعاليات خلال أول يومين، على أن يخصص اليوم الثالث لطلبة مدارس إمارة دبي، وتتضمن الفعالية المشاركة في زراعة أشجار القرم، وتصميم أعشاش للطيور المهاجرة من خلال ورشة خاصة.
كما سيحظى المشاركون بفرصة مشاهدة الطيور في منصات مراقبة الطيور المتوفرة في المحمية، وتعتبر أشجار القرم أو «المانغروف»، ذات فائدة كبيرة لحماية البيئة، حيث تمتص بعض ملوثات الهواء، وتساعد في خفض نسب تلوث الهواء، وإنتاج الأكسجين والحد من تأثير ظاهرة التغير المناخي، كما تسهم في حماية خط الساحل من التآكل والتيارات المحيطة، حيث إنها تعمل كمصدات طبيعية.
وقالت المهندسة علياء الهرمودي، مدير إدارة البيئة ببلدية دبي: «إن زراعة أشجار القرم تعتبر فرصة للجمهور للتواصل مع الطبيعة، وإدراك قيمة المحافظة على التنوع البيولوجي، وتسهم زراعة أشجار القرم، في رفع مستوى الوعي حول أهمية الأراضي الرطبة، وقد حرصنا على أن تتضمن الفعالية ورشة لتصميم أعشاش الطيور وحاويات الطعام، وذلك لأن كافة المدن التي تمر بها الطيور المختلفة تتحمل مسؤولية استضافتها، وتوفير بيئة سليمة لها، وعليه فإن بلدية دبي تقوم ومن خلال 3 محميات رطبة التي تشرف عليها بتوفير هذه البيئة التي تسهم في حماية التنوع البيولوجي للأراضي الرطبة.
أراض رطبة
الجدير بالذكر، أن الإمارات صاحبة أكبر عدد لمواقع الأراضي الرطبة ذات الأهمية العالمية على مستوى الدول العربية في غرب قارة آسيا، كما أن إمارة دبي صاحبة أعلى عدد لمواقع الأراضي الرطبة في الدولة، وبها 8 محميات منها ثلاث ذات أهمية عالمية، وتعتبر محمية رأس الخور للحياة الفطرية بدبي، أول موقع للأراضي الرطبة بالدولة في عام 2007، ويضاف لها محمية جبل علي للأراضي الرطبة والتي تم إعلانها خلال مؤتمر الدول الأطراف الثالث عشر لمعاهدة «رامسار» والذي أقيم في إمارة دبي خلال شهر أكتوبر من عام 2018، وكذلك هناك محمية حتا الجبلية التي أعلنت في العام 2019.
وتزخر هذه المحميات بأنماط فريدة للأراضي الرطبة بالرغم من المناخ الحار كبيئة أشجار القرم والسبخة والشعاب المرجانية وصولاً إلى بيئة المياه العذبة النادرة على مستوى الدولة، وتسكن 40% من الكائنات الحية وتتكاثر في الأراضي الرطبة، ومن هنا تأتي أهميتها للتنوع البيولوجي، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة للمدن. الجدير بالذكر، أن اتفاقية «رامسار» هي معاهدة دولية للحفاظ والاستخدام المستدام للمناطق الرطبة من أجل وقف الزيادة التدريجية لفقدان الأراضي الرطبة في الحاضر والمستقبل، وتدارك المهام الإيكولوجية الأساسية للأراضي الرطبة وتنمية دورها الاقتصادي، والثقافي، والعلمي وقيمتها الترفيهية.
