عمر الخطيب لـ«البيان»: الأول من نوعه ويقدم حلولاً لمشكلات مجتمعية

نموذج جديد للخطاب الديني في الإمارات يستشرف 50 سنة مقبلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي لـ«البيان» عن إنجازها نموذجاً جديداً للخطاب الديني، هو الأول من نوعه على مستوى العالم الإسلامي، ومبني وفق منهج استشرافي لنحو 50 سنة مقبلة، موضحة أن هذه الإنجاز الذي يعد من القضايا بالغة الأهمية في ميدان العمل الإسلامي، حاصلٌ على الملكية الفكرية، نظراً لأنه جديد بالكامل، ولا يشبه غيره من النماذج «التقليدية الإنشائية» الموجودة في عدد قليل من الدول العربية والإسلامية.

وبيّنت أن «النموذج» يعتمد على استشراف ورصد الظواهر والنوازل المجتمعية والدينية والاقتصادية المستقبلية، وإعداد الخطط التوعوية الدينية لها، من قبل إدارات التوعية والإرشاد الديني والإفتاء في الدائرة، بالتنسيق والتعاون مع مركز الدراسات في أبوظبي، ومركز الإحصاء في دبي، والدوائر المحلية الأخرى التي سيكون لها دور في رصد أبرز الظواهر المستجدة في المجتمع لمعالجتها، اقتداءً بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «نحن لا ننتظر الأحداث، بل نصنعها»، وترجمة لـ«استراتيجية الإمارات لاستشراف المستقبل».

فكرة النموذج

وقال الدكتور عمر الخطيب المدير التنفيذي لقطاع الشؤون الإسلامية في الدائرة: «إن فكرة صياغة نموذج الخطاب الجديد جاءت في إطار اهتمام الدائرة بقضايا التثقيف والتوجيه الديني، وانطلاقاً من إشعاعها العلمي الكبير، وسعياً إلى إرساء وعي ديني يتماشى مع متطلبات تطور المجتمع، وينسجم مع خصوصيات دولتنا، وضماناً للأمن الروحي في المجتمع الإماراتي عن طريق توعية الجمهور بالمفاهيم الدينية المعتدلة».

وأضاف: «النموذج يقدم حلولاً لمشكلات وظواهر مجتمعية، ويهدف إلى زيادة المعرفة في ما يتعلق بأمور الدين الإسلامي، حيث تساعد هذه المعرفة على إشباع أفق الفرد وفهمه لما كُلف به من العبادات والمعاملات، زيادة على أن نموذج الخطاب الديني يتصدى لما يثار حول الإسلام من شبهات، كما يسعى إلى تحديث الآليات وتجديد الوسائل التي تستخدم أثناء الحوار الفعّال مع مختلف الطوائف، ويسهم في التثقيف الاجتماعي والأخلاقي، والتوجيه التربوي، ويأخذ بعين الاعتبار الواقع ومتغيراته، ويشمل العلوم الاجتماعية والإنسانية».

وأكد أن النموذج الذي استمر العمل به في الدائرة مدة سنتين، هو الأول من نوعه على مستوى العالم الإسلامي يقدم حلولاً لمشكلات اجتماعية، ويُعدُّ بمثابة أرضية صلبة ونقطة انطلاق لتحليل المشهد المعتدل المأمول من الخطاب الديني، والوقوف على محاوره ومعاييره، والنهوض بعناصره ومستوياته، مستفيداً مما تم إنجازه، ومؤسساً لما بعده من دراسات وأبحاث تفصيلية.

وعرّف الدكتور الخطيب «النموذج» بأنه مجموع الاختيارات التي تختارها المؤسسة الدينية وتتمسك بها في خضم ميولات التدين المتعددة، موضحاً أن الهدف منه هو ضبط إطار الخطاب الديني وتحديد هدفه، واختصار طريق الوصول إلى الهدف المنشود، وتوحيد الطاقات وعدم تبديدها، والحيلولة دون وقوع التعارض والخلاف.

تحديات

ورأى أن الخطاب الديني المعاصر يواجه تحديات شتى، في جوانب مختلفة، منها مستوى إقبال الناس عليه، وجودة مواضيعه، وطرائق تبليغه، وتكوين دعاته في المستويين التأصيلي والتوصيلي، وعلاقته بالعلوم الأخرى، ودور المؤسسات الدينية في تطوير لغته ومضمونه ودورها في خدمة المجتمع وحل مشكلاته.

وقال: «في ظل الواقع المتجدد الذي تعيشه المجتمعات، يحتاج الخطاب الديني إلى نظرة تحديثية تنطلق من المصادر الأربعة التي تقوم عليها الثقافة الإسلامية، وهي: القرآن والسنة والإجماع والقياس، والتي تعكس رسالة السماء المتسامحة إلى أهل الأرض جميعاً، وتحثهم على التعايش والتسامح والقيم الفاضلة».

خطاب معرفي

وشدد المدير التنفيذي لقطاع الشؤون الإسلامية على أن الخطاب الديني من أهم أنواع الخطاب المتبادل بين البشر في كل المجتمعات الإنسانية، أياً كان الدين الذي يتم تناول الخطاب في إطاره، وذلك لتأثيره الوجداني على متلقيه، ولدوره في بناء القناعات وإرساء المبادئ، وما يمكن أن يترتب عليه من تغيير في الأفكار والمعتقدات والعادات»، فضلاً عن كونه أحد روافد التعليم المستمر، من حيث طبيعته المميزة، «فهو خطاب معرفي يؤثر في الفكر ويعالج السلوك، يوجه لفئات عديدة من العمر في ذات الوقت، ومع سهولة وسرعة انتشاره في ظل ثورة التكنولوجيا، واستفادته من خصائص مجتمع المعرفة أصبح موضوعاً جديراً بالدراسة والتطوير».

 

Email