طبّقت التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي

خبراء: الإمارات قطعت شوطاً كبيراً في توفير الغذاء بطرق حديثة

الإمارات تسخر التقنيات الحديثة لتلبية متطلبات الأمن الغذائي | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد عدد من الخبراء في مجال تكنولوجيا الغذاء أن الإمارات قطعت شوطاً كبيراً في توفير الغذاء بطرق حديثة ومبتكرة تخطت بها العديد من الدول المتقدمة في هذا المجال، وحرصت على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مجال الزراعة وإنتاج المحاصيل بطريقة تمكنت فيها من تطويع الطبيعة التغلب على نوعية التربة عبر تطبيق تكنولوجيا الغذاء.

وقالت معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة دولة المسؤولة عن ملف الأمن الغذائي في معرض حديثها عن ضغوط الأمن الغذائي الناجمة عن العوامل البيئية والاجتماعية، وكيف يمكن للحلول البديلة أن تدعم وجود مستقبل أكثر استدامة «إن الزيادة المستمرة في تعداد السكان في العالم، بالإضافة إلى اتساع الفجوة الغذائية، يفرضان الحاجة إلى النظر في الحلول غير التقليدية للزراعة، ونحن بحاجة إلى النظر في التقنيات الجديدة التي تلبي متطلبات الأمن الغذائي التي تشهد تطوراً في كل أنحاء العالم».

وقالت معالي المهيري: أود أن أدعو جميع أفراد المجتمع والشباب والطلبة الجامعيين خاصة الذين يدرسون تخصصات لها علاقة بالزراعة والغذاء، إلى النظر في كيفية إحداث تأثير إيجابي في تطوير أنظمة الزراعة الحالية من خلال المشاركة في تحدي تكنولوجيا الغذاء العالمي لمواجهة تحديات الأمن الغذائي المحلية والعالمية».

انعكاسات

بدورها أفادت الدكتورة حنان عفيفي، رئيسة باحثين في جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية أن الأمن الغذائي مشكلة عالمية لها انعكاسات محلية وتشمل مجموعة من التحديات مثل تغير المناخ وازدياد عدد السكان وإدارة المياه وهدر الغذاء.

وقد ازداد الوعي لهذه المشكلة العالمية الملحّة، حيث بدأت الحكومات بوضع استراتيجيات وخطط عمل لتطوير القطاع الزراعي من خلال تطبيق طرق تكنولوجية صارمة على كامل السلسلة الغذائية.

ويعدّ تحدي تكنولوجيا الغذاء أحد هذه المبادرات التي تم إطلاقها بالتعاون مع مكتب الأمن الغذائي بالإمارات العربية المتحدة وشركة «تمكين» التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، والمكلفة بتنفيذ مشاريع خاصة تهدف إلى تحقيق رؤية التنمية القائمة على المعرفة لدولة الإمارات.

ويشكّل التحدي تحدي تكنولوجيا الغذاء مسابقة عالمية تسعى لإيجاد حلول مبتكرة خلال السلسلة الغذائية تضمن الاستمرارية التجارية وتروّج للممارسات المستدامة في مجال الأغذية، وتشجّع إنتاج الأغذية المحلية.

وانطلاقاً من التزام الإمارات بتوفير غذاء كافٍ وآمن للمواطنين، يضع تحدي تكنولوجيا الغذاء أسساً لمنصة قائمة على المعرفة تثبت فائدة حلول الزراعة الحضرية التي يمكن اعتمادها على صعيد الدولة والمجتمعات والأسَر.

ونوهت عفيفي إلى أن تحدي تكنولوجيا الغذاء يشكل من الناحية البحثية أداة ثورية يمكن من خلالها اكتشاف حلول تطبيقية مبتكرة للصعوبات الحالية.

كما أنه يلفت انتباه القطاع الخاص والأفراد والشركات من خلال تشجيع الجميع على مواجهة تحديات الأمن الغذائي العالمية وإيجاد حلول لها.

فالمبادرات مثل تحدي تكنولوجيا الغذاء تسلّط الضوء على الحاجة إلى شراكات فعّالة في مجال الإنتاج.

تطوير

من جهته، قال عبد العزيز الملا مؤسس والرئيس التنفيذي لمزارع مدار: إن إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «تحدي تكنولوجيا الغذاء» الأكبر من نوعه عالمياً، الهادف لتطوير حلول مبتكرة لإنتاج وإدارة الغذاء في الإمارات، وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة في إيجاد أدوات وتقنيات تتميز بالكفاءة والفعالية للتغلب على تحديات القطاع الزراعي، بما يحقق استدامة الإنتاج الغذائي في دولة الإمارات لتكون مركزاً عالمياً رائداً للأمن الغذائي، من أهم المبادرات التي أطلقتها دولة الإمارات، والتي أصبحت نموذجاً يحتذى به في التغلب على العوامل الطبيعية.

وأشارت الدكتورة ديونيزيا ليرا خبيرة في تكنولوجيا الغذاء أنّ التكنولوجيا تؤدي دوراً مهماً في تطوير الابتكارات الزراعية حول العالم واستخدامها في مجال الزراعة ضروري لتعزيز الإنتاج الزراعي الذي يواجه تحديات كبيرة، بسبب ارتفاع عدد سكان العالم وتغير المناخ وتراجع نوعية التربة والموارد المائية.

وتبرز حدة مشكلة الأمن الغذائي في المدن الكبرى التي يقيم فيها السكان بأعداد كبيرة، ما يشكّل تحدياً كبيراً بما أنه يجب توفير أغذية طازجة وكافية ومغذية وآمنة وقريبة إلى متناول المستهلكين.

مراكز

أشارت معالي مريم المهيري إلى أن دولة الإمارات لديها هدف يتمثل في أن تصبح واحدة من بين أفضل 10 دول في مؤشر الأمن الغذائي العالمي، منوهة إلى أن الإمارات حققت إنجازاً بقفزها 10 مراكز في المؤشر لتحل في المركز الـ 21 في المؤشر لعام 2019 بالمقارنة بالمركز الـ 31 في المؤشر نفسه عام 2018.

وأكدت معاليها أن الأهداف الرئيسية التي حددتها الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051 تقود جهود الدولة لتصبح مركزاً عالمياً للأمن الغذائي القائم على الابتكار.

وأضافت معاليها: «نقوم في دولة الإمارات بمتابعة حلول تكنولوجيا الزراعة بشكل مستمر بالتعاون مع شركائنا داخل وخارج الإمارات».

تلازم

أفادت الدكتورة حنان عفيفي، رئيسة باحثين في جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية إلى أنّ الابتكار والتكنولوجيا التطبيقية متلازمان، وأنه يمكن اعتماد التكنولوجيات الجديدة المرتبطة بعمليات التي تلي ما بعد الحصاد والنقل والتوضيب والتعبئة والتخزين والمعالجة أن تعزّز جودة الأطعمة الأغذية، وتحدّ من خطر التلوّث والهدر في كامل السلسلة الغذائية، بدءاً من المزرعة ووصولاً إلى المائدة.

فتوفر التكنولوجيا المبتكرة في هذه الميادين والمجالات كلها ما يؤدي دوراً كبيراً في تحقيق الأمن الغذائي، لافتة إلى أهمية وجود حلول مبتكرة تهدف إلى الحدّ من هدر الغذاء وفقدانه خلال السلسلة الغذائية من خلال استخدام تكنولوجيات حديثة.

Email