البلدية تعتزم إزالتها في مختلف مناطق الإمارة

التعديات على الأودية تفاقم آثار الأمطار برأس الخيمة

تسريع وتيرة العمل بمشروع إنشاء الخزان المائي | تصوير: إبراهيم صادق

ت + ت - الحجم الطبيعي

واصل فريق إدارة الطوارئ والأزمات المحلي في رأس الخيمة جهوده لحصر الأضرار التي لحقت بمساكن الأهالي في مختلف مناطق الإمارة نتيجة لجريان مياه الأودية التي خلّفتها الأمطار الغزيرة التي شهدتها الإمارة خلال الأيام الماضية، إلى جانب التعديات على مناطق الأودية، كما سرّعت مؤسسة الأشغال برأس الخيمة عملياتها لإنشاء الخزان المائي بمنطقة وادي نقب، وشهدت منطقة الفحلين عودة الأهالي إلى مساكنهم بعد نقلهم إلى فنادق الإمارة، بدعم من الجهات المختصة وتقديم الدعم النفسي والمعنوي للحالات الفردية.

ووقفت «البيان» على جهود الجهات المعنية الخاصة بتقديم الدعم وتسريع إيجاد الحلول المناسبة للاستفادة من جريان الأودية الجبلية وتفادي وقوع هذه الأضرار التي تخلفها على المساكن والمزارع، وتوفير الدعم والحماية للأهالي وأصحاب المزارع لضمان تحقيق الأمان المجتمعي.

دعم

وأكد منذر بن شكر الزعابي، مدير عام بلدية رأس الخيمة، أن البلدية تعتزم إزالة جميع أشكال التعديات على مناطق الأودية الجبلية في مختلف مناطق الإمارة ضمن القوانين والتشريعات التي وضعتها الدائرة بالتعاون مع الجهات المعنية، لافتاً إلى أن الدائرة قدمت جميع التسهيلات والدعم للجهات المختصة في إزالة آثار الأمطار الغزيرة التي شهدتها الإمارة، والتي بلغت أعلى نسبة في كميتها مقارنة بالعشرين عاماً الماضية.

وأشار إلى أن الجولات الميدانية التي تم تنفيذها خلال الأيام الماضية كانت بهدف الاستماع ميدانياً لمطالبات الأهالي والتنسيق معهم في احتياجات المناطق من تعديلات لمجاري الأودية، أو إنشاء عبّارات مائية جديدة لتصريف المياه بعيداً عن المساكن، وذلك تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة حرصاً على سلامة وأمان أفراد المجتمع.

170 مسكناً

وأوضح العميد محمد عبد الله الزعابي، مدير إدارة الدفاع المدني في رأس الخيمة، أن فريق إدارة الطوارئ والأزمات المحلي في رأس الخيمة يواصل جهوده في مختلف مناطق الإمارة لحصر ورصد الأضرار التي لحقت بمساكن الأهالي نتيجة لجريان الأودية الجبلية التي جرت بشدة نتيجة لهطول الأمطار الغزيرة بكميات كبيرة مقارنة بالأعوام الماضية، إذ سيقوم الفريق برفع التقارير للجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات المناسبة وإيجاد الحلول الدائمة لتوفر الأمان لمختلف أفراد المجتمع.

وأشار إلى أن الفريق يعمل ميدانياً كحلقة وصل مع الجهات المختصة في رأس الخيمة التي تعمل ضمن منظومة واحدة وفريق واحد، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم رأس الخيمة، لحصر 170 مسكناً متضرراً في مختلف مناطق الإمارة خلال الأيام الماضية التي تركزت في مناطق الفحلين والحيل وسهيلة وشمل وجلفار والغيل، إذ تم نقل 954 مواطناً ومواطنة من مختلف المراحل العمرية إلى فنادق الإمارة، وتوفير جميع أشكال الدعم، ومنها الدعم النفسي من خلال الجهات المعنية وخاصة للحالات الفردية للتخفيف عنهم ومساندتهم، لافتاً إلى أن جهود الدفاع المدني امتدت لعمليات الإنقاذ، وسحب تجمعات المياه كأحد أشكال الدعم للجهات المختصة في رأس الخيمة.

 

تطوير الخزان المائي

وأكد المهندس أحمد السيد بان، المدير التنفيذي لمؤسسة الأشغال التابعة لدائرة الخدمات العامة في رأس الخيمة، أن المؤسسة سرّعت وتيرة العمل بمشروع إنشاء الخزان المائي في وادي نقب بمضاعفة عدد الآليات والفرق وساعات العمل والفرق، إذ يستوعب مليوني متر مكعب من مياه الأمطار، وبعمق 20 متراً، وبمساحة 100 ألف متر مربع، لافتاً إلى أن الخزان تم تصميمه وفق أعلى المواصفات لضمان عدم تحرك جدرانه أو تآكله من المياه، إضافة إلى حماية وتدعيم مخارج المياه منها.

وأشار إلى أن مشروع الخزان المائي يأتي تماشياً مع إنشاء سد جديد على وادي نقب، إذ يتضمن المشروع تنفيذ المرحلة الأولى بإنشاء مخرجين لتصريف المياه بينهم مخرج يتفرع إلى منفذين بهدف السيطرة على كميات المياه، ويتم حالياً حفر الخزان للوصول إلى المنسوب المناسب، وفي المرحلة الثانية سيتم تبطين الخزان بعد الاتفاق مع الجهات المعنية لضمان حجز أكبر كمية من المياه والاستفادة منها في ري مزارع المنطقة وتوفير الأمان لمساكن الأهالي. وأضاف: «تقوم المؤسسة بالتزامن مع إنشاء الخزان المائي بصيانة الطرق المتضررة في مختلف مناطق الإمارة عبر تركيب طبقات أسفلت جديدة والتي أثرت عليها المياه، إضافة إلى تسريع وتيرة العمل في إحلال 3 عبّارات مائية بمنطقة الرمس وإزالة التعديات على المجرى المائي لضمان انسيابية المياه إلى البحر، حيث انتهت فرق العمل من توسعة المجرى المائي إلى جانب شعبية راشد».

وشدد أهالي منطقة الفحلين في رأس الخيمة على أهمية تخصيص لجان لدراسة وتقييم منازل المنطقة، ووضع حلول جذرية لفيضان وادي نقب الذي تسبب في أضرار لحقت بالمنازل والمزارع والممتلكات، إلى جانب طرق المنطقة وشوارعها الجانبية، إذ امتدت آثار جريان الوادي إلى خسائر مادية معتبرة داخل المساكن ومحتوياته من أثاث والأوراق الثبوتية الخاصة بهم، إضافة إلى الكتب المدرسية الخاصة بأبنائهم، مطالبين بتشديد العقوبة على أصحاب التعديات التي تم إنشاؤها على مجرى وادي نقب.

وأوضح راشد عبيد بن خمسون النقبي من أهالي منطقة الفحلين، خلال تنفيذ مبادرة شعبية من أهالي المنطقة بصيانة المقبرة التي تستوعب حالات الوفيات لأكثر من منطقة مجاورة بعد ارتفاع المياه داخلها، أهمية وضع الحلول اللازمة لمنع وصول فيضان وادي نقب إلى المنطقة من جديد لتفادي هذه الأضرار التي يخلّفها جريان الوادي بشكل سنوي، إذ يستقبل وادي نقب مياه 4 مصبات جبلية، مؤكداً أهمية تخصيص لجان لدراسة وتقييم وضع منازل المنطقة ومدى صلاحيتها للسكن بعد تضررها من جريان الوادي.

وأكد ناصر حسن بن عبيد النقبي، رب أسرة متضررة تم نقلها إلى أحد الفنادق ضمن جهود الجهات المعنية في توفير الدعم لأهالي المناطق المتضررة من جريان الأودية الجبلية، أن الجهات المعنية لم تقصر في جهودها، ولكن يجب وضع حلول سريعة لضمان عدم تأثر المساكن بجريان وادي نقب من جديد، لافتاً إلى أن المنطقة تضم أكثر من 205 مساكن وجميعهم تضرر من جريان الوادي، وذلك بعد إنشاء الطريق الدائري الذي أدى إلى حجز المياه التي كان يتم تصريفها سابقاً للمزارع المجاورة.

وأشار إلى أن 98 أسرة عادت إلى مساكنها أمس بعد تصريف مياه الوادي، لافتاً إلى أن المساكن تحتاج إلى الصيانة حتى يتسنى تأهيلها للسكن من جديد، إضافة إلى شراء أثاث وأجهزة كهربائية جديدة نتيجة لدخول المياه إلى جميع غرف المساكن التي أدت إلى تضرر جميع محتويات المساكن.

وأكد سعيد النقبي أن التعدي على وادي نقب بالبناء وتحويل مساراته إلى المزارع، إضافة إلى إنشاء الطريق الجديد، كلها عوامل أسهمت في حصر مياه الوادي في كل من منطقتي الفحلين والحيل، وارتفاع منسوب المياه لمسافة كبيرة عن الأرض، مؤدية إلى وقوع الأضرار التي لحقت بمساكن ومزارع المنطقة، إضافة إلى نفوق الماشية التي تخطت 350 رأساً، مطالباً بضرورة الإسراع في وضع حلول جذرية لحل هذه المشكلة وتفادي مثل هذه الخسائر في المستقبل، ومنها إنشاء عبارات لتصريف المياه أسفل الطريق الدائري الجديد.

وقال خالد محمد عبيد بن خمسون النقبي: «إن الجهات المعنية أسهمت في تخفيف الآثار الناتجة عن خروج العائلات من مساكنهم، بإعطاء طلبة المنطقة إجازة لمدة 7 أيام، وجميعهم عاد إلى مقاعدهم الدراسية، أمس، مطالباً بإنشاء ممر أسفل الطريق الدائرة الذي قسم المنطقة إلى جزأين، إذ يحتاج أصحاب المزارع إلى الالتفاف لمسافة كبيرة للوصول إلى مزارعهم التي تعاني حالياً نتيجة انخفاض كميات المياه الواصلة إليها، إضافة إلى توسعة العبّارتين بمنطقة الفحلين، لضمان انسيابية مرور المياه، وعدم ارتدادها من جديد إلى المساكن، ووضع خرائط جديدة لوادي نقب، لضمان توزيع القسائم السكنية بعيداً عن المجرى المائي».

98

أسرة عادت إلى مساكنها بعد تصريف مياه وادي نقب

170

مسكناً متضرراً حصرتها «إدارة الطوارئ»

954

مواطناً ومواطنة تم نقلهم إلى فنادق الإمارة

3

عبّارات مائية تم إحلالها في منطقة الرمس

Email