قصة خبرية

«أم وليد».. من المحاكم إلى «الكروشيه» نجاح بعد التقاعد

ت + ت - الحجم الطبيعي

قصص نجاح كثيرة وإنجازات كبيرة حققتها المرأة الإماراتية في شتى القطاعات، متسلحة بجرأتها وشجاعتها في خوض المجالات المختلفة، سواء كانت في قطاع الأعمال الوظيفية، أو إدارة المشاريع الخاصة، لا سيما مشاريع الحرف اليدوية التي تستند إلى الإبداع والابتكار.

حكاية «أم وليد» لا تؤكد قدرة المرأة الإماراتية ومهارتها فحسب، بل شجاعتها في خوض تجارب جديدة، من خلال الانتقال من عمل إلى آخر بجهد ذاتي، لتغدو نموذجاً للمرأة الإماراتية الطموحة.

وتعود جذور الحكاية إلى قرار اتخذته «أم وليد» بعد أن خدمت دولتها أكثر من عقدين من الزمن، عبر عملها موظفة في إحدى محاكم الدولة، إذ قررت التفرغ لشغفها، وبدء العمل في مشروعها الخاص الذي يعتمد على الإبداع في عوالم الحياكة والتطريز.

أنامل السيدة الخمسينية تمكنت من إبداع لوحات آسرة، من خلال تطريز الكروشيه الذي تعلمته بجهود فردية، عبر المتابعة، والاطلاع، ومشاهدة أساليبه عبر موقع «يوتيوب»، حتى باتت تتقنه تماماً، إذ تتميز تطريزاتها بالدقة والارتباط بتراث الدولة، وتقوم بتطريز أغطية للأطفال، ومفارش وأغطية لدلال القهوة، والملابس، واللوحات، وغيرها.

وتجسد مشاركة «أم وليد» في جناح وزارة تنمية المجتمع «الصنعة» في القرية العالمية خطوة باتجاه التوسع في عدد الزبائن، بعد أن أصبحت منتجاتها وتطريزاتها مطلوبة من مختلف الجنسيات.

وتؤكد أن إصرارها وشغفها إلى جانب دعم وزارة تنمية المجتمع لمشروعها، ضمن «الأسر المنتجة»، كانا سبباً في نجاح مشروعها الصغير.

وتروي «أم وليد» حكايتها لـ«البيان»، التي زارتها في جناح الصنعة بالقرية العالمية، ضمن 60 أسرة منتجة مشاركة، موضحةً أنها بدأت بتعلم تطريز الكروشيه في عام 2012، ويعتبر الكروشيه أحد فنون الحياكة اليدوية التي تستخدم فيها الخيوط على اختلاف أنواعها، فيتم تشبيكها بطريقه معينه بواسطة إبرة مخصصة معقوفة تسمى السنارة.

وتتابع الخمسينية المبدعة بأنها تمكنت خلال 7 سنوات من صقل موهبتها ذاتياً، دون اللجوء لمراكز أو دورات تدريبية، حيث باشرت بتطريز العرائس، لتنطلق نحو آفاق أرحب بتشجيع من المحيطين بها من الأهل والأقارب ألا تدع منتجاتها حبيسة المنزل والعمل على طرحها في الأسواق.

وتقول: «إنها بالفعل نفذت النصيحة عندما باشرت بتأسيس صفحة عبر موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام، لتكون بوابتها نحو طرح مشغولاتها ومعرفة مدى استجابة متابعي الموقع لمنتجاتها التي لاقت رواجاً معتبرة أن ملابس المواليد الجدد، وأغطية دلال القهوة، والمفارش، والدمى هي الأكثر طلباً».

دعم ورعاية

وتؤكد «أم وليد» أن وزارة تنمية المجتمع كانت محور نجاحها وتوسعها في المجال، مشيرةً إلى أنها قرأت في العام 2013 إعلاناً للوزارة حول دعم المشاريع الصغيرة، إذ توجهت لها فوجدت الدعم والتشجيع وحظيت بمشاركة في معرض ببلدية دبي، لتتوالى المشاركات لاحقاً عبرهم والقرية العالمية.

وتلفت «أم وليد» أن أبرز أعمالها وأهمها كانت تطريز لوحة إبداعية بطول مترين ونصف المتر، وعرض متر، استغرق العمل عليها قرابة عامين، موضحةً أنها بيعت فور عرضها، مختتمة بالقول: «إن التقاعد هو بداية لحياة جديدة مليئة بالعمل والإنجاز».

Email