600 مليون كيلومتر من الطموح الإماراتي لاستئناف الحضارة

رحلة المسبار التاريخية تنطلق يوليو المقبل | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتقدم الإمارات بخطى مباركة نحو يوبيلها الذهبي العام المقبل، متممة 50 عاماً من عمر دولة الاتحاد، مكللة بالإنجازات، وإعلاء البنيان، بفضل رؤى وإنجازات حكم رشيد، وفي ضوء نهج قيادي متفرد، قاد التجربة الفريدة إلى أقصى حدود العطاء، وأعلى قمم الإلهام.

في هذا السياق، وفي عام الاستعداد للخمسين، وفي مسعى مبارك يستجيب لدعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، باستئناف الحضارة في العالم العربي، يأتي «مسبار الأمل» ليمثل بصمة ومشاركة إماراتية في مسعى الإنسانية نحو ارتياد آفاق التقدم العلمي، والريادة التكنولوجية، التي تضمن رفاه المجتمعات، وتحرر الإنسان من المعوقات التي تقف في طريق نمائه وسعادته.

ومن اللافت أن مشرع «مسبار الأمل»، بكل ما يختزل من همة وطموحات لا يحدها سقف، لا يعبر فقط عن تطلعات دولة الإمارات، حكومة وشعباً، فقط. بل ويأتي كذلك تجسيداً لنهج قيادي، ملتزم بقضايا عالمه العربي، وبالحضارة الإنسانية جمعاء..

جهود

وتعبيراً عن ذلك، فإن جهود أبناء الإمارات من الباحثين والمهندسين والعلماء، الذين تصدوا لمهمة بناء المسبار وقيادة رحلته الجسورة، حظيت بالتكريم والتشريف، بتوقيع القائدين، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، القطعة الأخيرة من مسبار الأمل.

إن «مسبار الأمل»، الذي سيبلغ وجهته على بعد 600 مليون كيلومتر، في عام الاحتفال باليوبيل الذهبي للدولة، حمل كذلك أسماء أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات وتواقيع سموهم، إلى جانب تواقيع سمو أولياء العهود، في إشارة إلى التزام الدولة بالمهمة الطموحة، والدور الريادي الذي تضطلع به، في التشارك مع العالم في خير جهوده لبناء مستقبل أفضل، يسيجه السلام والتسامح والرخاء.

إن الرسالة الإنسانية السامية التي تحملها دولة الإمارات وترسلها إلى العالم عبر هذا المشروع الريادي الطموح، تختزلها العبارة الملهمة، التي تزينت بها القطعة الأخيرة من المسبار الإماراتي، «مسبار الأمل»، التي تقول: «قوة الأمل تختصر المسافة بين الأرض والسماء».

إن إنجازات «مسبار الأمل» ليست في الفضاء فقط، ولا تتمثل بـ1000 غيغابايت من البيانات والمعلومات التي من المنتظر أن يرسلها للمجتمع العلمي، وتستفيد منها أكثر من 200 جهة علمية وبحثية حول العالم وحسب. فالمسبار يترك وراءه، على الأرض، 150 مهندساً ومهندسة وباحثاً وباحثة من أبناء وبنات دولة الإمارات. وهؤلاء ثروة حقيقية تباهي بها الإمارات الأمم.

حقق المشروع على الأرض أرقاماً تثير الغبطة، منها المشاركة الفاعلة للمرأة، التي بلغت النسبة الأعلى عالمياً في المشاريع المماثلة بواقع 34%، وكذلك إشراك أكثر من 60 ألف طالب ومعلم وأكاديمي في البرامج التثقيفية والتعليمية للمشروع، وتأسيس 6 برامج جامعية في علوم الفضاء، وتطوير أكثر من 200 تصميم لتكنولوجيا علمية جديدة، وصناعة أكثر من 66 قطعة ميكانيكية على أرض الدولة. ناهيك عن مساهمة المشروع بتقديم معلومات بحثية حملتها أكثر من 87 ورقة عمل وبحث علمي متخصص في دراسة الغلاف الجوي للمريخ، إلى جانب أكثر من 41 مشروعاً مشتركاً بين باحثين وطلاب وعلماء في دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا.

بلى، تبدأ المشاريع الريادية في الإمارات من طموحات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، وتحاط بقيم العمل والأمل والتفاني في سبيل الريادة التي رسخها المغفور له الشيخ راشد بن سعيد، وتقودها رؤية وفكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وتحيط بها عناية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد. و«مسبار الأمل» هو مثال نموذجي طيب للتكامل بين أركان الوطن الواحد و«البيت المتوحد». مثل هذا التكامل، يمكنه أن يصنع 600 مليون كيلومتر من الطموح الإماراتي لاستئناف الحضارة!.

Email