وثيقة 4 يناير ترسّخ تنافسية دبي وتعزز جودة الحياة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعزز «وثيقة 4 يناير 2020» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تنافسية دبي، وترسّخ جاذبيتها لتكون المدينة الأفضل عالمياً للحياة، من خلال رؤية عصرية، تستنهض الهمم وتحاكي المستقبل بفكر ودماء جديدة تعيد ترتيب الأولويات، وتغيّر الأدوات، لقيادة التحولات الحقيقية لدبي في الفترة المقبلة، وتحقيق سعادة الإنسان وتعزيز جودة الحياة.

وسيعمل «مجلس دبي» الذي تم الإعلان عن تشكيله في هذه الوثيقة على رسم رؤية الخمسين عاماً القادمة للإمارة والإشراف على ستة مسارات استراتيجية للنمو في الإمارة، هي: اقتصاد دبي، وخدمات المواطنين، والتطوير الحكومي، والبنية التحتية، والأمن والعدل، والصحة والمعرفة.

نموذج عالمي

وقدمت دبي نموذجاً عالمياً متفرداً في العمل الحكومي، محوره الرئيس تحقيق سعادة الإنسان، وتعزيز جودة الحياة في المجالات كافة، وحققت الإمارة نتائج عالمية في التنافسية في العديد من المجالات، من خلال ترجمة رؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التي أعادت صياغة مفهوم مبتكر وإطار متكامل لتقديم الخدمات الحكومية، بما يعزز رفع كفاءتها إلى أفضل المستويات العالمية.

وتركز توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم دائماً على التطوير المستمر للعمل الحكومي وتحسين مستوى بيئة أداء الخدمات في مختلف مراكز الخدمات الحكومية لتحقيق سعادة المتعاملين، بغية تحقيق نقلة نوعية في كفاءة الخدمات الحكومية وتعدد قنوات توفرها وسرعة إنجازها بما يضمن تجربة مريحة لجميع المستفيدين من تلك الخدمات، إلى جانب الاهتمام بتوفير البيئة الداعمة للموظفين واستقطاب أفضل الكفاءات والعقول نحو آفاق جديدة لعملية التطوير، حيث يقول سموه: «حرصنا منذ سنوات على إيجاد بيئة عمل داعمة لجميع العاملين في القطاع الحكومي الذي يتحمل الجانب الأكبر من المسؤولية في مسيرة التطوير.. هدفنا واضح وهو تحقيق مقومات النجاح والاستقرار لجميع موظفي حكومة دبي على المستويين الوظيفي والاجتماعي».

واجهة عالمية

واستطاعت دبي أن تبهر العالم بتطويرها للخدمات الحكومية وفق توجيهات سموه، لتصبح وجهة للجميع في مختلف المجالات، وبخاصة رجال الأعمال والمستثمرين، من خلال السمعة العالمية المتميزة التي حققتها عبر سنوات من العمل الدؤوب والتخطيط الاستراتيجي بعيد المدى، وترسيخ مفاهيم السعادة وتعزيزها حتى باتت ممارسة وثقافة ونهج عمل في جميع الجهات الحكومية ومراكز خدماتها، وذلك من خلال التزام تلك الجهات بتقديم خدمات تحقق سعادة العملاء وصولاً لإسعاد المجتمع.

تميز

وكان ولا يزال التميز عنواناً بارزاً في الأداء والتطوير الحكومي في دبي، وفي عام 1997 أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بإنشاء برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز كأول برنامج متكامل للتميّز الحكومي في العالم، بهدف إحداث وتأصيل نقلة نوعية في أداء ونتائج وخدمات الدوائر الحكومية في دبي، لتصل إلى مستوى رائد عالمياً، وبات البرنامج اليوم القوة المحركة لتطوير القطاع الحكومي بدبي، وتمكينه من تقديم خدمات متميّزة لجميع المتعاملين معه.

وأسهم البرنامج في إحداث نقلة نوعية حقيقية في الأداء والمفاهيم والممارسات والأساليب الإدارية المطبقة في القطاع الحكومي، وتم ذلك بفضل تعاون الجهات الحكومية مع إدارة البرنامج في تطبيق معايير نماذج التميّز المؤسسي والوظيفي، والاستفادة منها في عمليات التحسين المستمر لأدائها وخدماتها.

وتتسم جوائز التميز الحكومي في دبي بأنها مبنية على معايير عالمية المستوى، ويتم تقييمها وفقاً لعملية ممنهجة، تسهم في تطوير الأداء الحكومي، وتعزيز صورة الإمارة في التنافسية العالمية، وتنعكس إيجاباً على أداء الجهات الحكومية والخدمات التي تقدمها، وقد أذكت هذه الجوائز روح التنافس بين تلك الجهات للارتقاء بالخدمات المقدمة للمتعاملين، وفقاً لأفضل المعايير العالمية.

ابتكار وإبداع

وحرصت حكومة دبي على ترسيخ مفاهيم الابتكار والإبداع، وتسخير التكنولوجيا لخدمة الإنسان من خلال الاستثمار في الابتكار والذكاء الاصطناعي والمعرفة الرقمية لتعزيز التميز والإبداع في العمل الحكومي، ومواكبة التطور المتسارع في استخدام وسائل وأدوات تكنولوجيا المعلومات في مختلف مجالات العمل الحكومي على المستوى العالمي، انطلاقاً من توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إذ يقول سموه: «تطوير أنظمة الإدارة الحكومية هو أكبر خدمة يمكن أن يقدمها الإنسان لوطنه ولمجتمعه ولأمته، لأن تطويرها يحقق قفزات لكل مجالات الحياة».

وفي عام 2015 أطلق برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز مبادرة دبي للتدريب الذكي التي تهدف إلى بناء قدرات الموارد البشرية الحكومية، وتمكينها في مجال التميز والإبداع والجودة ومفاهيم وتطبيقات الأداء الحكومي المتميز، وتتيح المبادرة لموظفي حكومة دبي اتباع البرامج التدريبية بأسلوب أكثر متعةً وفعاليةً وتفاعلاً من الأساليب التقليدية، وتضع بين أيديهم كل ما يحتاجون إلى معرفته عن معايير التميز والريادة في العمل الحكومي.

وتماشياً مع نضج التجربة الرقمية الحكومية في دبي، وما يتطلبه ذلك من تقديم خدمات عالية الجودة تختصر الوقت والجهد الذي يقضيه الأفراد أمام عشرات التطبيقات لإنجاز معاملاتهم، تقدم دوائر حكومة دبي خدماتها عبر نافذة واحدة ممثلة في تطبيق «دبي الآن»، ترجمة لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، بتوحيد واجهة التطبيقات الحكومية.

الثروة الرقمية

وترجمة لأهمية الاستفادة من أحدث ما وفرته التكنولوجيا من حلول بهدف تسريع وتيرة الإنجاز في مختلف قطاعات العمل الحكومي وإيجاد المقومات الكفيلة بتعزيز البيئة الآمنة، جاء إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مبادرة الثروة الرقمية والحفاظ عليها وتأمينها من خلال شهادات دبي الرقمية، كما أطلق سموه استراتيجية إنترنت الأشياء بهدف تشجيع المؤسسات والهيئات الحكومية على الانضمام إلى منظومة التحول الرقمي الذكي في الإمارة، وكذلك تحقيق أهداف خطة دبي الذكية 2021 في التحول نحو حكومة خالية تماماً من المعاملات الورقية.

وقال سموه آنذاك: «صناعة المستقبل في دولة الإمارات أثمرت بناء منظومة رقمية أصبحت جزءاً استراتيجياً من ثرواتنا الوطنية في عصر الثورة الصناعية الرابعة، وهذه المنظومة الرقمية من بنية تحتية ذكية وبيانات هي ثروة على الجميع الحفاظ عليها». وترتكز الثروة الرقمية على البيانات وتخزينها ومعالجتها والتحول إلى التكنولوجيا الذكية إلى جانب سياسات وأنظمة المعاملات غير الورقية، مثل بلوك تشين والتوقيع الرقمي والهوية، إضافة إلى محاور العيش الذكي والطاقة النظيفة ومكونات أخرى.

قصة نجاح

ويكمن سر قصة نجاح دبي في المتابعة الشخصية من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتطور عمل الجهات الحكومية، وترسيخ العمل المشترك بروح الفريق الواحد، بهدف تحقيق المركز الأول عالمياً في تقديم الخدمات الحكومية. وتمضي دبي في قصة نجاحها في العمل الحكومي، مستندةً إلى تطلعات القيادة الرشيدة في دفع عجلة التحول الذكي والإنتاجية والكفاءة في الإمارة، وتوفير كل ما من شأنه متابعة مسيرة التغير والتحسينات المستدامة لإسعاد أفراد المجتمع.

Email