بثّ العزيمة في القلوب وبعث الإصرار في النفوس

ت + ت - الحجم الطبيعي

لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبيّ، رعاه الله، قلب متجدّد، ينشر الأمل والإحساس بجمال الحياة، ويبثّ العزيمة في القلوب.

ويبعث الإصرار في النفوس، ولا تمرّ مناسبة إلا ويكون له فيها موقف، يتجسد في قصيدة شعرية أو كلمة مؤثرة أو تغريدة بليغة، ترفع الثقة إلى مدارها العالي، وتحلّق في سماء التفاؤل والنظرة الواثقة للمستقبل.

في هذه القصيدة الرائعة «بداية الخمسين»، يستشرف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ببصيرته النافذة آفاق المستقبل لهذا الوطن الحبيب في يوبيله الذهبي المقبل، ويستنهض العزائم مفتتحاً قصيدته باسم الله تبارك اسمه الذي هو مصدر كل خير وبركة:

آمنتْ باللهْ ومنْ يومِنْ بهْ يكسَبْ رضاهْ

ومـنْ عـاشْ باللهْ ولـلهْ تَـصدِقْ أحلامهْ

مـتجَرهْ رابـحْ وإذا يـعطي فـيبهِرْ عطاهْ

ومــنْ حـبِّـهْ اللهْ نـصَرْهْ ورفَّـتْ أعـلامهْ

بهذه الثقة الكاملة بالله تعالى، يبدأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، هذه القصيدة، مقدّماً فعل الإيمان على كل شيء، إذ هو الضمانة الوحيدة لكل ما يُسبغه الله تعالى على الإنسان من النعم والخيرات، فضلاً عن كونه السبيل الوحيد لكسب رضا الله تعالى، وطوبى لمن فاز بالرضا فإنه الطريق إلى كل عزّ ومجد وتوفيق.

ومن كان الله معه فلن يجد الخذلان إليه سبيلاً، بل ستتحقق أحلامه، وسيرى ثمرة سعيه الحميد المرتبط برضوان الله، فإن التجارة مع الله هي ربح، لا ربح مثله: «من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له وله أجر كريم»، وهذه هي ثمرةُ المعاملة الصادقة مع الله؛ سكينة في الروح وطمأنينة في القلب، ونصرة على العقبات وراية مرفوعة بالعزّ والتمكين، وعد لا يتخلف، وعطاء باهر لا ينضب من يد الكريم الوهّاب.

بلوغ الهدف

والـوقتْ يـجري مـا يتوَقَّفْ ومِـبعِدْ مداهْ

وعـنـدي الـوِطَنْ سـيِّدٍ والـكلْ خِـدَّامِهْ

وفـي كِلْ عامٍ هدَفْ نوصَلْ لهْ ونحظاهْ

وبــدايَـةْ الـخـمسين بـاكـرْ أوَّلْ أيَّـامـهْ

وتأكيداً على ضرورة المبادرة لتحقيق الأهداف يؤكد صاحب السمو ضرورة عدم الاستهانة بالزمن، فالوقت يسير بسرعة لا يرقبها إلا المتيقظ النبيه، والمدى مهما كان بعيداً فكلّ آتٍ قريب، لذلك جاءت هذه القصيدة مستثيرة للعزائم كي تنخرط من الآن في الإعداد لتلك اللحظة الزاهرة في تاريخ الوطن، هذا الوطن الذي هو سيّد الكل.

والكل يتشرف بخدمته وتقديم أروع معاني البذل في سبيل رفعته وتقدمه ورفرفة لوائه عالياً خفاقاً في سماء المجد.

وفي هذا العام تمّ وضع الخطة لبلوغ الهدف المتمثل في تحقيق الإنجازات اللائقة بسمعة هذا الوطن الغالي، الذي يستحق كل بذل وتضحية وإعزاز، فبداية الخمسين ليست حدثاً عادياً بل هي نقطة فاصلة في تاريخ الوطن، والمطلوب هو تحقيق نقلة نوعية في المسيرة تؤكد سلامة المسيرة السابقة والقدرة على الابتكار والإبداع في جميع مسارات الحياة.

تصميم ومثابرة

هـدَفْ نـحِطَّهْ ونجِدِّ ونشتِغِلْ في لقَاهْ

بـالـجِدْ والـجـهدْ حَــزَّةَ وافــقْ بـعـامِهْ

لأجـلْ الإمـاراتْ لـي نالتْ مكانِهْ وجاهْ

والـعالمْ أهـدىَ لأجـلها أرفَـعْ وسـامِهْ

قديماً قال أهل الحكمة والمعرفة: «احفر في مكانٍ واحدٍ ينبع لك الماء»، وهنا يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ببصيرته الثاقبة هذا المعنى الصحيح للعمل.

وهو التركيز والتصميم والمثابرة، فالهدف واحد وواضح، والمطلوب هو بذل أقصى الجهد في سبيل بلوغ الغاية، كي لا يطلّ علينا العام القادم إلا ونكون قد أنجزنا المطلوب كاملاً غير منقوص، ثم تزداد نبرة الحب للوطن حين يصرّح سموه باسم الإمارات، مؤكداً أن هذا الجهد المطلوب هو لأجل هذا الوطن الساكن في أعماق القلوب، الإمارات التي تستحق كل بذلٍ وجهد وفداء، فهي كالأمّ التي تُعطي بلا مقابل.

وقد آن الأوان لكي نردّ لها بعض الجميل من خلال العمل الجاد والعزيمة الماضية نحو الأهداف الجليلة، فهذا الوطن قد ترسّخت مكانته العالمية، وأصبح له منزلة متفردة بين الأمم التي تحترم نفسها، وتهدي له أرفع الأوسمة والنياشين اعترافاً بمكانة الإمارات وحضورها الواثق بين الأمم والشعوب.

أملُ الوطن

شـبابها هـمْ أمَلها ودومهمْ في إنتباهْ

هُــمْ لـلـوطَنْ عـدِّتِهْ ورجـواهْ وحـزامِهْ

أدعـي بها العامْ يبلِغْ شَعبنا لي رجاهْ

فـي الـصَّفْ الأوَّلْ ودومَـهْ رافِـعْ الهامِهْ

ولا يرضى شيخ الشباب إلا أن يظل قريباً من الشباب، وقائداً لطلائع الشباب، فهو الذي يعرف قيمتهم وطاقتهم وقدرتهم على تنفيذ المهمات الصعبة، وفي هذه الخاتمة الرائعة يؤكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أنّ الشباب هم أملُ الوطن وعدّته ورجاؤه، وهم العيون الساهرة على أمنه وأمانه، والأمل معقود عليهم في تحقيق المنجزات التي ترفع رأس الوطن.

فالإمارات تستحق، وأبناؤها البَرَرة يعرفون قيمتها، فلذلك لا يخذلونها حين تناديهم، ويلبّون النداء ويمتطون ظهور خيلهم في سبيل مجد الوطن في جميع مسارات الحياة المبدعة؛ جيشاً وأطباء ومهندسين ومعلمين وتجاراً ومزارعين، فالكل منذور لخدمة هذا الوطن السيد، وقادة الوطن هم أوّل السائرين في هذا الطريق، فهم الأسوة والقدوة.

وما تقدّمت الإمارات إلا بوجود هذه المعادلة الفريدة من العقد الاجتماعي بين الراعي والرعية، فالثقة المتينة بين القيادة والشعب هي صمّام الأمان، وهي الضمانة الكبرى لمسيرة الوطن.

هذا الوطن الذي يدعو له صاحب السموّ بمناسبة العام الجديد أن يبلغ كل أمانيه، وأن يظل هذا الشعب المِعطاء في الطليعة والصف الأول مرفوع الهامة، واثق الخطوة، مستنير الطلعة، قد آلى على نفسه أن يُعطي وطنه أفضل ما لديه، وأن يكون الإنسان الصالح الذي يعرف قيمة الوطن وعمق الانتماء إليه.

سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: ستظلّ كلماتك سراجاً متوهجاً بالمجد، وستظل رؤيتك وقصائدك الصادقة مشعلاً يضيء لنا الطريق، وستكون وصاياك الخالدة في سويداء القلب، وستظل الإمارات عالية بكم، مرفوعة الرأس بوجودكم ورعايتكم، سائلاً المولى عزّ وجلّ أن يُسدّد على طريق الخير خُطاكم.

 

Email