فاطمة الموسوي تبتكر من مخلفات الشاي موادَّ مستدامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما يكون الشغف أمراً وراثياً لا يسعك إلا أن تستسلم لمعطيات الإبداع وأن تجاري حدسك، فمن الجد المبتكر إلى الوالد الملهم وصولاً إلى الابنة المطورة فاطمة الموسوي، خريجة بكالوريوس علوم بيئية وطاقة مستدامة، بدأت حكاية «يقند الراس» وهي أول علامة إماراتية للشاي، إذ سَخرت فاطمة كل طاقتها لابتكار هذا المشروع الفريد من نوعه.

حيث ورثت حب الشاي من والدها، فقررت أن تطور ما تعلمته إلى مشروع تجاري مدروس بحنكة من خلال العمل على العديد من الأبحاث العلمية، فكانت ولادة هذه العلامة التجارية المكتسية بالطابع الإماراتي الأصيل.

الموسوي لم تكتفِ بابتكار نكهات الشاي الاستثنائية، إنما فكرت خارج الصندوق، كما هو حال أبناء زايد الذين لا يرتضون إلا بتحقيق قصب السبق في المجالات قاطبة، تقول فاطمة في هذا الصدد إن أوراق الشاي تشكل ما يقارب 3.6 ملايين طن من النفايات بعد استخدامها من الاستهلاك اليومي حول العالم، فلماذا لا نستخدم هذه النفايات لأهداف بيئية؟

كان هذا التساؤل ملهماً لفاطمة لكي تجند المعارف والعلوم التي تتلمذت عليها في الجامعة، وتسخيرها لعمل مشروع مستدام من خلال إنتاج أسمدة طبيعية من مخلفات الشاي.

وأوضحت فاطمة أن التسميد هو عملية تحويل المواد العضوية القابلة للتحلل إلى منتجات مستقرة مفيدة بدلاً من إلقائها في مدافن النفايات، إذ تحتوي أوراق الشاي على النيتروجين الذي يساعد على نمو النباتات، وتساعد على خلق توازن صحي بين التربة والنباتات وتعزيز القدرة على مقاومة الآفات.

وحول أهمية هذه الفكرة، أكدت الموسوي أن هذه العملية تعتبر ذات أهمية كبيرة لتعزيز الاستدامة، ففي عملية التسميد سنقوم بإعادة تدوير منتج ثانوي غير مرغوب فيه من عملية أخرى مثل النفايات إلى منتج جديد مفيد.

كما أن معالجة النفايات القابلة للتحلل البيولوجي قبل دخولها في مدفن النفايات يقلل من الاحتباس الحراري ومن غاز الميثان بالأخص، فأهمية الفكرة من إعادة تدوير أوراق الشاي واستخدامها كسماد عضوي لها عوائد بيئية بشكل مباشر في تحقيق الاستدامة البيئية وتقليل النفايات.

وأضافت الموسوي أن هناك العديد من الآثار الإيجابية من تحويل أوراق الشاي إلى سماد عضوي، إذ يعتبر طارداً للحشرات، ويساعد جذور النباتات أن تصبح صحية ومقاومة، كما يزيد المغذيات للنبتة نفسها، ويزيد من قدرة احتجاز المياه في التربة.

وحول تطبيق الفكرة، أكدت الموسوي أنه تم تطبيق الفكرة على نطاق صغير وتم مراقبة نمو 10 نباتات لمدة 16 شهراً ومقارنتها بنباتات مزروعة بسماد عضوي من نفايات الشاي وسماد غير عضوي في نفس المدة، «وأثبتنا من خلال التجربة أن النباتات المزروعة بسماد عضوي من مخلفات الشاي صحتها جيدة ونموها أسرع».

ولم يقف الأمر على الأسمدة الطبيعية، إنما كانت أفكار فاطمة ترنو نحو مجال مختلف أيضاً، وهو استخراج الحبر من مخلفات الشاي، وتقول فاطمة إن الخط العربي معروف باستخدام المادة الحبرية السائلة، فأتت الفكرة من هذا المنبع «لماذا لا يستخدم الحبر من مادة عضوية صديقة للبيئة وغير مضرة للكبار والصغار».

Email