الفستان الأبيض.. حلم أجهضه كابوس «الخريف العربي»

ت + ت - الحجم الطبيعي

مسنٌّ شابَ شعره، ورقّ عظمه، وانحنى ظهره، يمسك بيده فتاة صغيرة لم تتجاوز الثالثة عشرة، وسط العاصمة الأردنية عمّان، تعتقد للوهلة الأولى أنها حفيدته، ولكن سرعان ما تكتشف أنها زوجته، تزوجها رسمياً من خالتها التي فرّت بها وبأولادها إلى الأردن بعد غارة جوية على درعا إبان تفجّر الحرب في سوريا، قتلت جميع أهلها، وما زالت تحرق البشر، وتدمر الشجر والحجر، وخلفت نتائج كارثية على التركيبة السكانية التي سادت فيها صفة الأنثوية، التي وصلت إلى 80%، وفقاً لمنى كشيك، الدكتورة في كلية التربية بجامعة دمشق، التي أكدت أن الأوضاع الاقتصادية والسياسية في السنوات الأخيرة ساهمت في ارتفاع نسبة الإناث في البلاد، وأصبحت أعداد الشباب قليلة مقارنة بالإناث.

«الخريف العربي» الذي اجتاح عدداً من البلدان العربية، وهجّر الملايين من العائلات إلى مخيمات الشتات، سبّب أوضاعاً مأساوية للبنات ما أسهم في رفع نسبة العنوسة، وولّد ظاهرة خطيرة تمثلت في زواج القاصرات الذي بدأ يدق ناقوس الخطر، خاصة في مخيمات اللجوء في دول الجوار السوري، لاسيما أن مثل هذه الزيجات غالباً لا توثق في المحاكم الشرعية وإنما تتم من خلال «إمام المسجد» أو الإشهار بحضور الجيران والأقارب، كما يحدث في تركيا، وتخلق جيلاً من فاقدي الهوية والجنسية.

الإحصائيات الرسمية لدائرة قاضي القضاة في عمان أكدت زواج 1059 فتاة سورية قاصرة خلال النصف الأول من عام 2017، كما كشفت الإحصائيات عن زواج 44 حدثاً سورياً خلال الفترة نفسها، وبذلك يبلغ عدد الذين تقلّ أعمارهم عن 18 عاماً من فتيات وفتيان، وتزوّجوا خلال الأشهر الستة من العام نفسه 1103 حالات.

وفي هذا الإطار قال مختصون إن نسبة العنوسة في دول «الخريف العربي» ارتفعت نتيجة للحروب والصراعات في هذه الدول، والتحاق نسبة كبيرة من الشباب بجبهات القتال أو هجرتهم إلى خارج البلاد، وخوف الأهل من عنوسة بناتهن، ساهم كل ذلك في تفشي ظاهرة زواج القاصرات، مؤكدين أنه رغم الظروف الصعبة التي تعاني منها النساء في المجتمعات السورية نتيجة للحرب الدائرة في البلاد والنزوح إلى البلدان المجاورة وانخفاض أعداد الرجال، إلا أن ظاهرة العزوبة اللاإرادية تبقى أقلّ بكثير من ظاهرة أخرى تعتبر أكثر خطورة وهي انتشار عادة زواج القاصرات.

ولفتوا إلى أن تشخيص ظاهرة العنوسة في العديد من الدول العربية وفهمها الصحيح ومضاعفاتها لا يزالان على مستوى سطحي للغاية، حيث يهيمن تحدي الزواج المبكر بشكل أكبر على اهتمام أصحاب القرار والباحثين على حدٍّ سواء، مشددين على ضرورة تبنّي وتشجيع الدراسات التي تتناول ظاهرة التأخير في الزواج والتي من شأنها تقديم الحلول التي تتفّق مع الظروف السائدة في مختلف البلدان العربية.

وفي استغلال واضح لظاهرة ارتفاع نسبة العنوسة، لجأ بعض الأطباء في مجال الإخصاب للترويج لعملية تخزين البويضات، معتمدين على خوف البنات من الزواج المتأخر.

«البيان» حاولت الوصول إلى مخيمات اللاجئين في تركيا والأردن، لكن الإجراءات الأمنية المشددة حالت دون دخولنا أيٍّ من المخيمات الثلاثة الممتدة على الحدود السورية التركية، أو المخيمات الثلاثة على الحدود الأردنية السورية، ولكن وجدنا في المدن والقرى القريبة من تلك المخيمات ومنها غازي عنتاب التي يسكنها 500 ألف سوري، أو الرمثا والزرقاء في الأردن، حالات كثيرة من زواج القاصرات وارتفاع نسبة العنوسة، الأمر الذي ينذر بكارثة جديدة قادمة لا محالة على المجتمعات العربية، ففي بلدان «الخريف العربي» تلاشت الطفولة للكثيرات من اللاجئات، ليحل مكانها زوج وأولاد وخيمة مكتظة مع الأهل، وفي أفضل الأحوال غرفة في كرافان.

ضربات قاسية

وقال الدكتور غازي تدمري، عميد كلية الصحة العامة في جامعة الجنان بطرابلس في لبنان: «بداية علينا توخّي الحذر في استعمال مصطلح العنوسة، إذ إنه على الرغم من كونه يشير إلى المرأة التي أَسَنَّتْ وَلَمْ تَتَزَوَّجْ، إلّا أنّه يجد معارضة شديدة لدى العديد من النساء اللاتي يتحسّسن من استعمال هذا اللفظ كونه يميّز بين النساء والرجال ويُدني من رتبتهن حيث إنّ غير المتزوّجين من الرجال لا يُطلق عليهم هذا اللفظ بتاتاً، لذا تستعمل العديد من المراجع لفظ تأخّر الزواج وفي المراجع العلمية يتردد مصطلح العزوبة أو العزوبية».

وأضاف: يُعرَّف مصطلح العزوبة لدى الإناث بأنه يشير إلى النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 35 و49 سنة ولم يتزوجن مطلقاً. وقد تنجم العزوبة عن قرار فردي إرادي أو أن تكون عزوبة قسرية لاإرادية تنشأ بسبب ظروف اقتصادية أو اجتماعية أو غير ذلك.

ويوضح الدكتور غازي أن الشباب في المشرق العربي تعرض لضربات قاسية في الأعوام الماضية، فهم تحملوا أعباء السياسات الاقتصادية الخاطئة وأصبحوا ضحايا لنُظم تعليمية ضعيفة ما دفع بالكثيرين منهم إلى التواري عن الأنظار بدلاً من أن يكونوا نُخباً فاعلةً في المجتمع.

وقال: «في الدول العربية نجد أن ظاهرة العزوبة كانت قد بدأت ملامحها في العقد الماضي من الزمن حيث تفيد المؤشّرات الصحية في المنطقة إلى انخفاض سريع في معدلات الخصوبة في الكثير من المجتمعات العربية نتيجة التحولات الاجتماعية ومنها ازدياد أعداد حالات الزواج المتأخر».

وأردف الدكتور غازي تدمري: قبل بداية ما يعرف بـ«الخريف العربي»، تباينت ردود دول المنطقة على العزوبة المتزايدة ضمن الوسائل المتاحة وبالتوافق مع السياق الثقافي والأعراف المتّبعة، حيث أنشأت بعض دول الخليج العربي كدولة الإمارات العربية المتّحدة صناديق لتشجيع ودعم الزواج ومنح المتزوّجين امتيازات مالية ومادية، كما لجأت بعض البلدان في المنطقة عبر الحكومات أو المنظمات غير الحكومية إلى الترتيب لمراسم زواج جماعي.

وأضاف: على الرغم من الظروف الصعبة التي تعاني منها النساء في المجتمعات السورية نتيجة للحرب الدائرة في البلاد والنزوح إلى البلدان المجاورة وانخفاض أعداد الرجال، إلا أن ظاهرة العزوبة اللاإرادية تبقى أقلّ بكثير من ظاهرة أخرى تعتبر أكثر خطورة وهي انتشار عادة زواج القاصرات.

وبيّن أن العديد من الدراسات الإحصائية تصنف الدول في المنطقة إلى مجموعتين كبيرتين، تتميّز المجموعة الأولى بارتفاع نسبة زواج القاصرات وانخفاض نسبة العزوبة وتشتمل على موريتانيا والسودان واليمن والعراق وفلسطين وسوريا ومصر، بينما تضمّ المجموعة الثانية دولاً تتسم بمزيد من العزوبة والتأخر في الزواج وهي ليبيا والكويت ولبنان والجزائر وتونس وجيبوتي.

وقال الدكتور غازي تدمري: بالنسبة للعزوبة اللاإرادية بين النساء السوريات من الممكن التنبؤ ببعض الملامح المستقبلية لتبعات هذه الأزمة من التجربة البوسنية، حيث ازدادت هناك نسب العزوبة القسرية نتيجة الحرب التي دارت رحاها بين عامي 1992 و1995.

ورأى الدكتور حسن يوسف حطيط، استشاري في هيئة الصحة في دبي، أن ارتفاع نسبة العنوسة في بعض المجتمعات العربية بسبب ما بات يعرف «بالخريف العربي» له أبعاد اجتماعية اقتصادية وصحية خطيرة للرجل والمرأة والمجتمع، فهناك أعراض نفسية تصيب العانس يمكن أن تتطور إلى أمراض نفسية وعضوية مزمنة كأمراض ضغط الدم والقولون العصبي وقرحة المعدة والتهاباتها وغيرها.

وأضاف أن العوارض النفسية المرتبطة بالعنوسة تشمل اضطرابات الوظائف المعرفية مثل اضطرابات الانتباه والتركيز والذاكرة كما تؤثر العنوسة على الجهاز العصبي اللا إرادي ما يؤدي إلى خلل في المشاعر والتصرفات المحكومة بضغط الحاجة النفسية العاطفية، كما تظهر أعراض أخرى واضطرابات أخطر حين تشتد الضغوط النفسية من كل جانب وتؤدي إلى خلل في التصرفات والأفعال والأحكام اللاشعورية مثل تعمد إعلان محاولات الانتحار الفاشلة أو الكاذبة أو التعاطي العلني لبعض الأدوية التي لا تؤدي إلى الوفاة أو تعمد الإصابات السطحية بجوار الشرايين الرئيسية بالجسم لكي تبدو أنها محاولات انتحار.

انعكاسات سلبية

بدورها قالت الدكتورة سامية خوري، استشارية الطبي النفسي في مستشفى راشد بدبي، إن العنوسة تترك انعكاسات سلبية خطيرة على حياة البنت مثل الأمراض النفسية والاجتماعية، ما يؤدي بها للعزلة وقطع العلاقات الخارجية وعدم مغادرة المنزل، بالإضافة للانطواء والإحساس بالذنب، مشيرة إلى أن نسبة من العوانس ترجع الأمر لمعتقدات شائعة في مجتمعاتنا العربية مثل العين والسحر والمسّ.

ملك.. طفلة تنتظر مولودها

ملك «اسم مستعار» قابلناها في أحد الأسواق الشعبية تشتري احتياجات بيتها في غازي عنتاب على الحدود التركية السورية، تزوجت من رجل أمن تركي في العقد الخامس، إحدى ضحايا الزواج المبكر، ترددت كثيراً قبل حكاية مأساتها واشترطت إخفاء اسمها وهويتها قبل أن تحكي لنا ما فات من عمرها وسط أحلام تصغر كلما كبر حجم جنينها الذي تنتظر ميلاده.

وقالت: «الجنين المنتظر يشكل هاجساً لي، فأنا غير مستعدة لاستقباله على أرض اللجوء والشتات، ولم أقتنع أبداً بهذا الزواج، ولو كنت في سوريا لما تزوّجت بعمر 12 عاماً، إلا أن اللجوء وضيق الحال دفعاني للقبول برجل لم أكن أفهم منه بداية الزواج إلا لغة الجماع».

ملك ما زالت تبدي رغبتها باللعب ومشاركة صديقاتها كما كانت تفعل في السابق، إلا أن الزواج سلب الطفلة من جسدها، وحل محلها امرأة تتحمل مسؤوليات أثقلت كاهلها، على حد تعبيرها، وتقول وهي تذرف الدموع: «كانت عندي أحلام كثيرة لكنها ضاعت على أرض اللجوء، كنت أريد أن أكمل تعليمي وأصبح طبيبة أطفال في المستقبل، أعالج أطفال بلدي لكن أحلامي تبددت في الشتات».

وأضافت أنها ليست الوحيدة بين اللاجئات السوريات في مخيم أورفا، اللواتي تزوجن في سن مبكرة قبل انتقالها مع زوجها إلى غازي عنتاب.

فما بين الخيام و«الكرفانات» هناك قصص وحكايات أخرى لفتيات قاصرات وقعن مبكراً في عش الزوجية، من بينهن صديقتها منال التي، وضعت طفلها قبل أسبوعين، وما زالت تجهل كيف تتعامل معه، لأنها لم تكن تتوقع يوماً أن تتزوج بهذه الطريقة وفي وقت مبكر من عمرها.

وتتابع حديثها الذي كان يغلب عليه الصمت: «أتذكر دائماً صديقاتي، اللواتي لا أدري أين حط بهن القدر، وأيام المرح واللعب.. نفسي أرجع على مقاعد المدرسة وألتقي بصديقاتي وألعب معهن مثل زمان، لكن مسؤوليات البيت وطفلي وزوجي كبيرة ولا يوجد فراغ».

مروى.. الوأد بالزواج المبكر

في المناطق القريبة من مخيمات اللاجئين على الحدود السورية الأردنية لا يختلف الوضع كثيراً، ولكن يدفع عدم إمكانية العائلات السورية إرسال أطفالهن من الفتيات إلى المدارس، مع عدم توفير متطلبات التعليم، بالآباء لتزويج بناتهن في سن مبكرة، بغضّ النظر عن تبعيات تلك الزيجات لأنها غير موثقة لدى المحاكم الشرعية، وإنما تتم بين السوريين من خلال «إمام المسجد» أو الإشهار (الاتفاق) بينهم، ما قد ينتج عنها أجيال ضائعة في المستقبل.

ويؤكد والد الطفلة مروى الذي اضطر لتزويجها لأحد الشباب الميسرين وهي في عمر 12 عاماً، وتقيم الآن في الزرقاء الجديدة، أن الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد نتيجة «الخريف العربي» والتحاق نسبة كبيرة من الشباب بجبهات القتال أو هجرتهم إلى خارج البلاد، تهريباً عبر الأراضي التركية لأوروبا، بحثاً عن حياة أفضل، وندرة الشباب في المخيمات، أجبرنا كل ذلك على القبول بتزويج بناتنا القاصرات، خوفاً من المستقبل المجهول، وقلة الإمكانيات وتدني مستوى المعيشة في المخيمات، وبالتالي نضطر مرغمين لقبول أي عريس للبنت حتى لو كانت صغيرة والعريس كبيراً، لعلها تجد أياماً أحلى من حالة البؤس.

نساء يحاربن العنوسة

بتجميد البويضات.. والشرع يقيدهـا بضوابط

أفادت تقارير صحافية سورية بأن عملية تجميد البويضات بدأت بالانتشار داخل المجتمع السوري لمحاربة العنوسة، ذلك أن أغلب الفتيات اليوم قد تأخرن في سن الزواج بسبب الحرب.

إلا أن الشرع قد قيّد عملية تجميد البويضات بضوابط، منها أنه لا يجوز استخدامها بعد وفاة الزوج أو الطلاق.

ويؤكد الدكتور مروان الحلبي، أستاذ طب الإخصاب والعقم وطب الجنين في كلية الطب بدمشق ومدير مستشفى الشرق التخصصي، أن موضوع «حفظ البويضات ضرورة وحاجة ماسّة في مجتمعنا في هذه المرحلة التي تمر بها البلاد، ذلك أن أغلب الفتيات اليوم قد تأخرن في سن الزواج بسبب الحرب».

وأشار الحلبي إلى أن «نجاح حمل البويضات المجمّدة كبير جداً، ونسبة بقاء البويضات حية تجاوزت 80%، ويفضل إجراؤها للفتاة في عمر 30-35 كحد أقصى».

وذكر أن مدة الاحتفاظ بالبويضات قد تتجاوز خمس سنوات، طالما رغبت صاحبة العلاقة بذلك، وبقيت على قيد الحياة، على أن يتم الإخصاب بنطاف الزوج وأثناء استمرار الحياة الزوجية حصراً.

بدوره قال الدكتور أحمد بن عبدالعزيز الحداد، كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، إن تجميد البويضات محفوف بالمخاطر من حيث احتمال استخدامها في غير الوجه الشرعي مثل وفاة الزوج أو الطلاق أو التبرع بها لأخرى أو بيعها أو بعد وفاة الزوج، فهذه الصور كلها ممنوعة شرعاً، وهي وغيرها كانت سبباً في منع بعض أهل العلم تجميد البويضات بعد تمام التلقيح، ورأوا أنه عند نجاح التلقيح الصناعي يتعين إتلاف ما بقي من هذه البويضات أو تركها من غير عناية حتى تتلف بنفسها، وهذا ما قرره مجمع الفقه الإسلامي الدولي في قراره رقم 55 حيث قال:

أولاً: في ضوء ما تحقق علمياً من إمكان حفظ البويضات غير الملقحة للسحب منها، يجب عند تلقيح البويضات الاقتصار على العدد المطلوب للزرع في كل مرة، تفادياً لوجود فائض من البويضات الملقحة.

ثانياً: إذا حصل فائض من البويضات الملقحة بأي وجه من الوجوه تترك دون عناية طبية إلى أن تنتهي حياة ذلك الفائض على الوجه الطبيعي.

ثالثاً: يحرم استخدام البويضة الملقحة في امرأة أخرى، ويجب اتخاذ الاحتياطات الكفيلة بالحيلولة دون استعمال البيضة الملقحة في حمل غير مشروع.

وختم الدكتور الحداد: «صدر قانون في الدولة ينظم التجميد ويحميه من التلاعب والاختلاط، فيتعين الالتزام به شرعاً ونظاماً».

وذكر الدكتور محمد القليوبي، استشاري طب الإخصاب في مركز دبي للإخصاب التابع لهيئة الصحة في دبي، أن أكبر عدد من البويضات تمتلكه المرأة وهي لا تزال في رحم أمها حيث تحمل الجنين الأنثى التي تبلغ بين 20-30 أسبوعاً نحو 5 ملايين بويضة، تنخفض إلى حوالي مليونين عند الولادة، وفي الوقت الذي تصل فيه سن البلوغ ويبدأ حدوث الطمث (الدورة الشهرية) يبقى لديها ما بين 300000 و500000 بويضة، تحافظ عليها بين 30-35 سنة، ثم تبدأ بعدها بالانخفاض تدريجياً من عمر 38-51 سنة، وعند بلوغ 51 سنة يبقى لديها 1000 بويضة، أي كلما تقدمت في العمر قل عدد البويضات بشكل كبير، بمعنى أن المرأة تكون في أفضل حالات الخصوبة خلال العشرينيات وبداية الثلاثينيات، وبدءاً من منتصف الثلاثينيات ينخفض مستوى الخصوبة حتى الوصول إلى سن اليأس.

وقال الدكتور القليوبي: بالنسبة لتخزين البويضات يتم أخذ 15-20 بويضة وأي بويضة سليمة يكون لديها فرصة إعطاء حمل بين 2-5% وهذا يعني أن تخزين البويضات لا يعني أن المرأة ستحمل، موضحاً أن تخزين جزء من المبيض أفضل لأن فرص الحمل تكون أعلى من تخزين البويضات.

وأوضح أن عملية تخزين البويضات لغير المتزوجات غير مصرح بها في الإمارات، مشيراً إلى أن تجميد البويضات في الدولة يتم لمدة خمس سنوات وممكن أن تمتد لفترة أطول، ولكن جميع حالات تخزين البويضات في الدولة تتم لنساء لديهن مشاكل صحية، كأن تكون المرأة لديها مرض خبيث وإما لتناولها أدوية تؤدي لفقدان البويضات، أو لضعف التبويض وإما لسبب مرض وراثي، مشيراً إلى أن نسبة النجاح تعتمد على عمر المرأة ونوعية البويضات.

الإمارات تدعم استقرار شباب اليمن بـ20 عرساً جماعياً

لم تقف دولة الإمارات مكتوفة الأيدي لما يمر به شباب وبنات اليمن من صعوبات وعراقيل تواجههم في بناء الروابط الاجتماعية والزواج، نظراً لصعوبة الأوضاع التي تمر بها البلاد، التي أودت بحياة عشرات الآلاف من أبناء اليمن، مسببة عزوف الشباب عن الزواج وبالتالي ارتفاع نسبة العنوسة وانتشار ظاهرة زواج القاصرات.

وللخروج من هذا الوضع المتأزم الذي يواجهه الشباب هناك ومساعدتهم في الاستقرار وبناء الأسر نظمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، لغاية الآن 20 عرساً جماعياً على مستوى اليمن استفاد منها أكثر من 3800 شاب وفتاة، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر، وذلك في إطار الجهود التي تضطلع بها دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة لدعم استقرار الشباب اليمني، وتحقيق حلمه في الحياة والعيش الكريم.

ويؤكد الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أن مبادرة دولة الإمارات بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، تهدف إلى تعزيز النسيج الاجتماعي وتمتين الروابط العائلية، وتدعم الجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار في المحافظات اليمنية المحررة، إضافة إلى كونها تأتي ضمن استجابة الإمارات لمتطلبات الساحة اليمنية من الدعم والمساندة في جميع المجالات، مشيراً إلى أن هذه المبادرة الكريمة والخطوة المباركة تؤكد سير القيادة الرشيدة على خطى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لمناصرة الأشقاء في اليمن والوقوف بجانبهم وتلبية احتياجاتهم الأساسية.

وقال، إن الأعراس الجماعية تجسد نظرة الإمارات الشمولية لاحتياجات الساحة اليمنية من الدعم والمساندة، وتؤكد اهتمام الدولة وقيادتها بتوفير سبل الاستقرار الاجتماعي والنفسي للشباب اليمني الذي يقع عليه عبء التنمية والإعمار في اليمن، لذلك لابد من رعايتهم والعناية بهم وتيسير أمورهم وعلى رأسها تهيئة الظروف الملائمة لاستقرارهم، مشيراً إلى أن الشباب يمثلون شريحة كبيرة في المجتمع اليمني، لذلك كان لابد من الالتفات لقضاياهم ونشر السعادة والإيجابية في أوساطهم، ويعتبر تحقيق تطلعاتهم من أهم عوامل الاستقرار المنشود في اليمن الشقيق.

ارتفاع نسبة العنوسة يهدد أمن واستقرار المجتمعات

قال الدكتور وليد خلف، أستاذ علم الاجتماع، إنه نتيجة ما بات يعرف بالخريف العربي، تحول الملايين إلى لاجئين في أوطانهم، أو مخيمات الدول المجاورة وجعل المجتمع فريسة للعديد من الأمراض والمشكلات التي قد تتحول بمرور الوقت إلى جرائم جنائية.

وتابع: تؤدي عنوسة الشاب أو الفتاة إلى المعاناة من الكبت العاطفي، وهو ما قد يؤدي بالتالي إلى الانحراف بكل صوره وأشكاله وظهور أمراض واختلالات في بنية المجتمع وتعرض الأمن والسلم للتهديد.

وأوضح أن الأسرة هي أساس المجتمع، فمنها يبدأ، وعليها يعتمد، وبقدر ما تكون الأسرة مترابطة بقدر ما يكون المجتمع قوياً متماسكاً، ولكن في حالة عدم الاستقرار يكاد هذا الحلم أن يتوارى ويوشك أن يتحول إلى سراب يلهث وراءه الشباب العربي بعد فوات الأوان، خاصة في ظل حالة عدم الاستقرار والظروف المعيشية الصعبة وارتفاع نسبة البطالة في بلدان «الخريف العربي»، وهو ما سيؤدي لا محالة إلى ارتفاع نسبة العنوسة بصورة مخيفة تهدد أمن واستقرار تلك المجتمعات سواء على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي أو حتى على المستوى الأمني.

حرصا على تعميم الفائدة ننشر لكم صفحات البيان المخصصة بنظام " بي دي إف " ولمشاهدتها يكفي الضغط هنا

Email