«البيان» تمضي يوماً مع منتسبي المخيم

«المرموم الكشفي الخليجي» تعزيز مفهوم التطوّع والمهارات في بيئة آمنة

المخيم الكشفي الأول في الدولة الذي يطبق السياسة الوطنية للحماية من الأذى | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أمضت «البيان» يوماً مع منتسبي مخيم المرموم الكشفي الخليجي للوقوف على حياة الكشاف والإجابة عن العديد من الأسئلة التي تتبادر إلى الأذهان بشأن أمن وسلامة أبنائنا الكشافين .

وما العائد عليهم من انتسابهم في مثل هذه المخيمات، وكيفية تعزيز مفهوم التطوع والحركة الكشفية في ظل تحقيق التنمية الشاملة لقدرات الشباب من خلال اكتساب المعارف والسلوكيات والاتجاهات.

همة ونشاط

وفور دخولك مخيم المرموم الكشفي الخليجي الذي يقام تحت رعاية معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، خلال الفترة (24-28) ديسمبر الحالي وتنظمه مفوضية كشافة دبي بالتعاون مع هيئة المعرفة والتنمية البشرية وجمعية كشافة الإمارات والمنظمة الكشفية العربية الإقليم الكشفي العربي وجمعية توعية ورعاية الأحداث.

تجد فريق مفوضية كشافة دبي في استقبالك رافعين شارة الهمة والنشاط للعمل الكشفي باستضافة كشافه 5 دول عربية أخرى، يروجون للحركة الكشفية التي يتعدى عمرها أكثر من 110 أعوام.

والتي أنشأتها منظمة عالمية من أجل الشباب وتنمية وتشجيع مواهبهم، بالإضافة إلى انها تسعى إلى توجيه الشباب أخلاقياً وفكرياً وثقافياً.

وتشاهد أمامك 36 خيمة بأحجام مختلفة لسكن الكشافين والقادة والمشرفين ولتنظيم الفعاليات والأنشطة ومشرفي وجوالة يعملون كخلية نحل، لإنجاح المخيم، لتوفر كافة الإمكانيات اللازمة لتنفيذ الفعاليات ويحرصون على تزويد الطلبة بمهارات الكشافة من خلال المخيم لضمان تقديم فرص حقيقية لصقل مهارات الطلبة في كافة المجالات الحياتية والكشفية والإبداعية.

45 دقيقة

علمنا خلال زيارة مخيم المرموم الكشفي أنه المخيم الكشفي الأول على مستوى الدولة الذي يطبق السياسة الوطنية للحماية من الأذى والتي تشترط حصول المشرفين أو الجوالة الذين تتعدى أعمارهم 18 عاماً حصولهم على شهادة من خلال رابطة المنظمة الكشفية ليكونوا مؤهلين للتعامل مع الفتية في التجمعات الكبرى.

وذلك للحد من وجود أي سلوك يظهر داخل المخيم، وهي عبارة عن اختبار يخضع له المشرف أو الجوال ومدته 45 دقيقة.

منصة استماع

وتجد في منتصف المخيم لافتة تحمل اسم «منصة الاستماع» وعندما وقفنا عندها وجدناها تختص بحماية الفتية من الأذى بكافة أنواعه التي منها العنف والتنمر، وهي عبارة عن فريق مكون من 5 أفراد مدربين للتعامل مع كافة السلوكيات وهي تستقبل كافة ملاحظات الكشافة المتواجدين في المخيم. واطلعنا أثناء الزيارة على طريقه تسكين المنتسبين إلى معسكر الكشافة.

حيث راعو تقارب الأعمار وحرصوا على تطبيق المعايير العالمية للتجمعات الكبرى، وتشمل حراسة على مدار الساعة لحماية وتأمين الكشافة.

وألقى سلطان صقر السويدي، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية التوعية ورعاية الأحداث، كلمة افتتاح المخيم الخليجي، قال فيها إن ‏الحركة الكشفية لا شك بأنها حركة اجتماعية تطوعية تربوية موجهة تسعى إلى بناء الفرد من الناحية العقلية والنفسية والبدنية وإكسابه مهارات ومعارف تساعده على تحقيق دوره في الحياة.

لذا فإنه من الواجب علينا جميعاً تقديم الدعم والمساندة في مثل هذه التجمعات الكشفية لتحقيق أهدافها السامية والنبيلة.

وذلك بحضور الدكتور سالم عبدالرحمن الدرمكي، رئيس مجلس إدارة جمعية كشافة الإمارات واللواء عبد الرحمن محمد رفيع، رئيس مجلس إدارة مفوضية كشافة دبي، والقائد رفعت السباعي، نائب مدير الإقليم الكشفي العربي، مدير إدارة الطرق التربوية والقائد نسيم ضناوي، مدير إدارة برامج الشباب.

والقائد خليل رحمة، الأمين العام لجمعية كشافة الإمارات مشرف عام اللقاء، والدكتور عبدالله المشرخ، رئيس لجنة الاستراتيجية والرواد ونورة سيف المطوع، نائب رئيس مجلس إدارة مفوضية كشافة دبي.

علاقة وطيدة

وتابع: تجمعكم على أرض الإمارات يعكس مدى العلاقة الوطيدة التي تجمع فرق الكشافة في دول مجلس التعاون الخليجي وحرصها على المشاركة الإيجابية في تحقيق أهدافها.

وكذلك نشر الوعي بأهمية العمل الكشفي، ولقد حرصنا علي المشاركة في هذا التجمع والاستفادة من خبراتهم واقتراحاتهم من خلال عصف أفكار لمجموعة من المشاركين في هذا المخيم حول استراتيجية الجمعية والاستعداد للخمسين سنة القادمة والتي سوف تتناول أربعة محاور هي (أسر متماسكة - أبناء إيجابيون - مجتمع متلاحم وطني ــ قيم اجتماعية).

مكتسبات جديدة

من جهته أفاد خليل رحمة علي، المدير التنفيذي لمفوضية كشافة دبي ومشرف عام مخيم المرموم الكشفي الخليجي، بأن 470 مشاركاً استفادوا من مخيم المرموم وبرامجه الكشفية خلال العام الجاري وتتراوح أعمارهم بين 14 و 25 عام، مؤكداً أن المفوضية تسعى إلى تقديم مكتسبات جديدة للكشافين من خلال برامج المخيمات التي تتم بشكل سنوي.

حيث شهد المخيم إضافة ورش عمل تواكب توجهات الدولة مثل الذكاء الاصطناعي واستشراف المستقبل بالتعاون مع المنظمة الكشفية العربية، بالإضافة إلى ورش إطار عالم أفضل فضلاً عن تنظيم الورشة الوطنية حوله الكشفية وأهداف التنمية المستدامة.

وقال إن أهمية العمل الكشفي تكمن في اكتساب المشاركين مهارات الاعتماد على النفس وخدمة المجتمع من خلال العمل التطوعي وتنمية قدرات ومهارات الفتيه والشباب بدنياً وثقافية وإذكاء روح الأصالة والارتباط بالأرض.

والتواصل مع البيئة الطبيعية من خلال حزمة متنوعة من الأنشطة المختلفة، ‏كما أن هذا المخيم سيكسب الطلاب مهارات الاعتماد على النفس والقيادة الطبيعية والعمل الجماعي كفريق واحد.

التعايش مع الطبيعة

وأوضح أن أهم المهارات المكتسبة تتلخص في تدريب المشاركين على المهارات الكشفية والتعايش مع الطبيعة، وتنمية سمات الشخصية الإيجابية لدى الطلاب من خلال تعويدهم على الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية، وتنمية الحس الوطني وروح التطوع لديهم من خلال برامج هادفة تمارس بطريقة عملية وباستخدام أساليب العمل الجماعي، والتدريب على التقاليد والمراسم الخاصة بالحركة الكشفية،.

كذلك التعريف بالحركة الكشفية ومرحلة الجوالة، يليها تعليم نصب الخيام، والتدريب على تقاليد العلم والنداءات والتشكيلات وإقامة النماذج الكشفية ومهارات العقد والربطات وأنواع النيران واستخدام البلطة وتوزيع المجموعات، وتعلم تقاليد الزيارة الصباحية والطهو الخلوي، إضافة إلى الأنشطة الرياضية والمسابقات التطبيقية.

مستقبل التعليم

من جهتها نفذت هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي ورشة عمل على هامش مخيم المرموم الكشفي الخليجي حول الابتكار واستشراف مستقبل التعليم في دبي بمشاركة وفود عربية وقالت فاطمة غانم المري، المدير التنفيذي في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، إن احتضان مخيم المرموم الكشفي الخليجي للطلبة مدارس وجامعات من جنسيات متنوعة يبرز أهمية هذه التجمعات الطلابية .

ضمن الحركة الكشفية الإماراتية، إذ تسهم في إثراء القيم الإيجابية، فضلاً عن بث روح العمل الجماعي وتعزيز التواصل الإيجابي بين المشاركين ضمن حزمة من الأنشطة الكشفية المتنوعة التي تركز على مفاهيم الابتكار والاستدامة من أجل مستقبل أفضل.

ولفتت المري إلى أن الثراء البيئي الذي تحظى به محمية المرموم الصحراوية يشكل بيئة حاضنة من أجل بناء المهارات المستقبلية لدى الطلبة، وإتاحة الفرصة أمام المشاركين لتحقيق الاستفادة المثلى من المخيم من خلال تصميم تجربة التعلم التي تستند إلى التواصل مع الطبيعة وتعزيز الارتباط بالأرض.

وثمنت المري جهود مفوضية كشافة دبي ضمن شراكتها مع الهيئة في تصميم أنشطة المخيم الكشفي بما يواكب الاحتياجات المستقبلية للطلبة، ورفع مستوى الوعي بمحمية المرموم الصحراوية على المستويين الخليجي والعربي.

من جانبها ركزت هاجر أنصاري، مديرة تواصل في هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، التي قدمت ورشة الابتكار واستشراف مستقبل التعليم في دبي، على دور مشرعات دبي للمستقبل في استحداث نماذج جديدة تعزز من تجارب التعلم لدى الطلبة وتسهم في صنع المستقبل، وما يتطلبه من امتلاك الطلبة مهارات تساعدهم على مواكبة المتغيرات المستقبلية وبناء مهاراتهم من أجل المشاركة في صنع عالم أفضل.

مشاركة الفتيات

وشهد المخيم مشاركة الفتيات للمرة الأولى من خلال مشاركتهن في الورشة الوطنية حول الكشفية و أهداف التنمية المستدامة التي نظمت خلال أيام المخيم بمشاركة 15 جوالة من الفتيات، و 15 جوالاً من المرحلة الجامعية، ومن جانبه قال رفعت محمد السباعي، نائب المدير الإقليمي للمنظمة الكشفية العالمية مدير الطرق التربوية.

إن هذه الورشة التي تنظم على مدار يومين تهدف إلى تنمية قدرات الشباب حول الكشفية وأهداف التنمية المستدامة للقيام بأدوارهم بكفاءة على المستوى الوطني، وهي تعني بمساعدة الكشافة والشباب على تحقيق الدور التربوي للحركة الكشفية في تنمية القدرات البدنية والحركية والعقلية والاجتماعية من أجل المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة.

أهداف

تتلخص أهداف المخيمات في تنمية الكفايات البدنية عن طريق: الحياة في الهواء الطلق النقي، وممارسة القواعد الصحية السليمة كممارسة ألوان من النشاط الرياضي، بالإضافة إلى تناول الغذاء الصحي السليم في مواعيده، والنوم والاستيقاظ مبكراً، وتنمية الصحة النفسية والعقلية بقضاء فترة زمنية في جو من الهدوء والراحة والبعد عن التوترات العصبية الناتجة من العمل وملابساته.

بالإضافة إلى إشباع حب المغامرة الكامنة في نفوس الشباب والفتيان، وتنمية القدرات والعلاقات الاجتماعية نتيجة اشتراك الفرد مع زملائه في النشاطات المتعددة و تعاونه معهم على إنجاز مختلف الأعمال.

الذكاء الاصطناعي

كان الذكاء الاصطناعي والروبوتات في مخيم مقام في الصحراء حاضراً بقوة، حيث حرصت مفوضية كشافة دبي على نشر ثقافة الإبداع في العمل الكشفي باستخدام الذكاء الاصطناعي من خلال المخيم لدعم ثلاث مهارات أساسية لدى الطلبة وهم مهارات التفكير الابداعي وحل المشكلات بالإضافة إلى مهارة التعاون والتشارك لدعم المهارات الدراسية.

فضلاً عن إثراء روح العزيمة في نفوسهم وجعل النجاح صوب أعينهم. واعتبرت المفوضية أن المعسكر يكشف عن أصحاب المواهب والإبداعات في المجال الكشفي وتنمية قدراتها الذكائية والعلمية بعلم جديد متطور وهادف يواكب التسارع الذي يشهده العالم.

Email