روابط وعلاقات متجذّرة ضاربة في عمق التاريخ تجمع شعبي دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت، وتزداد هذه العلاقات رسوخاً وثباتاً ومتانة على مر السنين، سواء على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي والتعليمي والصحي وغيرها من المجالات، بما يعكس التكامل والشراكة ووحدة الهدف والمصير بين البلدين الشقيقين.

التقت «البيان» سفير دولة الإمارات لدى الكويت، صقر الريسي، الذي أكّد عمق هذه العلاقات وتطوّرها المستمر، متطرّقاً إلى الدور الذي تقوم به سفارة الدولة لدى الكويت، في تعزيز تلك العلاقات، فضلاً عن الأنشطة والفعاليات التي تقوم بها السفارة لتعزيز رؤية دولة الإمارات المستقبلية والمساهمة في نشر مبادراتها العربية والعالمية بما يحقق لها المكانة المرموقة إقليمياً ودولياً.

وأكّد الريسي، أنّ العلاقات الإماراتية الكويتية ترسخت منذ زمن بعيد، منوّهاً بأنّ دولة الكويت تحتل مكانة خاصة في قلوب الإماراتيين. ولفت الريسي إلى أنّ العلاقات أكثر فأكثر بين البلدين الشقيقين على مدى السنوات، وتعمقت وشائج القربى بين الشعبين بعد قيام الاتحاد على يد الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وحافظت العلاقة التاريخية على متانتها وثباتها في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

وأشار الريسي إلى أنّ العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات والكويت الشقيقة شهدت محطات بارزة، أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخها والمضي بها قدماً سواء على المستوى الثنائي أو من خلال مسيرة مجلس التعاون بما يعود بالخير على البلدين الشقيقين، مشيراً إلى أنّ العلاقات الدبلوماسية بين الكويت والإمارات تشهد تطوراً ملحوظاً يعكسه التنسيق المتبادل في المحافل الإقليمية والدولية تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأوضح الريسي أنّ توقيع اتفاقية إنشاء لجنة عليا مشتركة للتعاون الثنائي بين البلدين في العام 2006، شكل تحولاً مهماً في حجم العلاقات الدبلوماسية السياسية.

وأبان الريسي أنّ العلاقات الاقتصادية القائمة بين البلدين، تعكس حالة التكامل والشراكة ووحدة الهدف والمصير، مشيراً إلى أنّ الدولتين تعملان على زيادة التبادل التجاري وتعزيز علاقاتهما في مختلف المجالات الصناعية والتجارية والاستثمارية في القطاعين الخاص والعام، ما ينبئ بمستقبل زاهر ينتظر مسيرة هذا التعاون الذي يصب في خدمة البلدين والشعبين الشقيقين. وشدّد الريسي على أهمية التبادل الثقافي والإعلامي بين دولة الإمارات والكويت، بما له من دور في تنوير الشعبين والاستفادة من تجارب بعضهما البعض.

تعاضد شقيقين

وحول محنة الغزو التي تعرّضت له دولة الكويت في العام 1990، أكد السفير الريسي، أنّ الكويت لا تنسى وقفة دولة الإمارات وجيشها الباسل إلى جوارها، وصولاً لتحرير البلاد من براثن ذلك الغزو، مشيراً إلى أنّ دولة الإمارات قدّمت ثمانية شهداء و21 جريحاً، دفاعاً عن الشرعية والحق ومبادئ حسن الجوار. وأوضح الريسي أنّ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان في مدينة الإسكندرية المصرية عندما جاءت أنباء غزو الكويت، ليسرع بإجراء مباحثات عاجلة مع الرئيس المصري آنذاك حسني مبارك، ويتوجّه عصر اليوم نفسه إلى جدة في المملكة العربية السعودية للتشاور مع خادم الحرمين الشريفين آنذاك الملك فهد بن عبدالعزيز.

وأضاف: «عاد المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، صباح اليوم التالي إلى أبوظبي وأصدر أمراً بإلغاء احتفالات عيد الجلوس الرابع والعشرين الذي يصادف 6 أغسطس، وكان الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، من أوائل القادة العرب الذين استجابوا لطلب الرئيس المصري بعقد قمة عربية طارئة لمناقشة الغزو العراقي للكويت». وأضاف الريسي أنّ دولة الإمارات استضافت عشرات الآلاف من الأسر الكويتية، إضافة إلى قرارها بمشاركة القوات الإماراتية في حرب تحرير الكويت، لافتاً إلى أنّ الشيخ زايد أكّد بعد التحرير إسهام دولة الإمارات في دعم الكويت لتعود دورها الرائد ما قبل تعرضها للغزو الغاشم.

توطيد علاقات

وحول دور سفارة الدولة في تعزيز العلاقات بين البلدين، قال الريسي: «سفارتنا في الكويت منذ تأسيسها تقوم بتوطيد العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين»، موضحاً أنّ السفارة تمثل همزة الوصل بين الشعبين من خلال المشاركة في الفعاليات الكويتية، وزيارة الدواوين، وحضور المؤتمرات العلمية والفعاليات الثقافية، إلى جانب تقديم الخدمات القنصلية وتبادل الخبرات بين البلدين. وأشار إلى أنّ تكليف أي دبلوماسي إماراتي بالعمل في بعثة الدولة بالكويت يعد مصدر سعادة له، لاسيّما لأنّه سيعمل في دولته الثانية وبين إخوانه، حيث تمثل له فرصة للعيش ولو لفترة قليلة في دولة حبيبة وغالية على قلب كل مواطن إماراتي.

أنشطة وفعاليات

وبشأن أنشطة وفعاليات السفارة، أشار الريسي إلى تلك الأنشطة والفعاليات التي تهدف لتعزيز رؤية الدولة المستقبلية والمساهمة في نشر مبادراتها العربية والعالمية، بما يحقق لها المكانة المرموقة إقليمياً ودولياً، مضيفاً أن سفارات الدولة بكافة أرجاء العالم تقوم بدورها على أكمل وجه في هذا الإطار. وأكد الريسي، حرص البعثات الدبلوماسية الإماراتية في كل أنحاء العالم على إقامة المبادرات والفعاليات والأنشطة بشكل مستمر بناء على توجيهات وزارة الخارجية، وبما يتماشى ورؤى الدولة المستقبلية.

وأوضح الريسي أنه فيما يخص البعثة الدبلوماسية الإماراتية في الكويت، فقد أقامت خلال العام الجاري «عام التسامح»، عدة زيارات ومبادرات أولها زيارته ووفد السفارة إلى مركز بنك الكويت الوطني التخصصي لأمراض السرطان، ومبادرة التبرع بالدم بالتعاون مع بنك الكويتي المركزي للدم.

ملتقيات وندوات

وذكر أن السفارة حرصت على مشاركة الكويت تقاليدها الاجتماعية، فأقامت حفل توزيع القرقيعان خلال شهر رمضان المبارك، كما نظمت محاضرة بعنوان «التعايش.. التسامح.. السلام.. قيم أصيلة وواقع ملموس» حاضر فيها راعي الكنيسة المصرية بالكويت القمس بيجول الانبا بيشوي، والناشط الاجتماعي الإماراتي فهد هيكل، والإعلامي محمد الملا، وسط حضور حاشد. وأبان أنّ السفارة أقامت أيضاً خلال «عام التسامح» ملتقى بعنوان «مشاركة بالطريق» لدعم أصحاب الهمم، فضلاً عن تنظيم السفارة مؤخراً ندوة حول تمكين المرأة وما وصلت إليه، بالتعاون مع الجمعية النسائية الكويتية، مشيراً إلى أن السفارة بصدد إقامة عدد من الفعاليات الأخرى مع نهاية العام الجاري.